نعم 25 يناير هو عيد الشرطة فقط ولن يكون هناك تاريخيا أي احتفال أخر...فالتاريخ لا علاقة له بالسياسة وليس لديه أي حسابات.. التاريخ ليس عليه أعباء أو مسئوليات سياسية أو اجتماعية أو أمنية قد تضطره لتجميل الحقائق لتجاوز ظرف تاريخي استثنائي علت وارتفعت فيه كلمة الباطل والزور وصار لها أنصار ومريدون ومنتفعون ومرتزقة يعلون من شأن نكسة يناير ويحاولون أن يحولوا نكبة وطن إلي عيد واحتفالية مدعين أنها ثورة. عن أي ثورة يتحدثون والنكسة منذ أول يوم واضحة المعالم ...فمن دعوا إليها مجموعة من الاخوانجية الذين ارتدوا رداء الليبرالية مثل شبكة رصد وصفحة خالد سعيد.. والحركات السياسية التي تحالفت معهم في هذه الدعاوي اتضح فيما بعد أن الكثير من عناصرها موصومون قي قضايا التمويل من الخارج للإضرار بالأمن القومي وأبرزها 6 ابريل التي صنفت قانونيا كحركة إرهابية. وسيأتي الدور قريبا علي الحركات الأخرى التي شاركت في الحشد لهذا الحدث لتعرف حجمها في الشارع من خلال الانتخابات البرلمانية التي لن يحصدوا فيها كحركات أو أحزاب كرتونية أو تيارات سياسية إلا الأصوات التي سيشترونها بأموالهم وأموال الراغبين في السيطرة علي البرلمان !! أما عن اختيار اليوم فهو في حد ذاته دليل خيانة وعار علي كل من دعوا له.. 25 يناير ملحمة الشرطة المصرية في الإسماعيلية عام 1952 أرادوا طمس معالمها ...أرادوا محو ذكري مواجهة الشرطة للاحتلال الانجليزي واستشهاد 50 من خيرة أبنائها بالإضافة لإصابة المئات دفاعا ومساندة للمقاومة الشعبية لأهل خط القناة بالكامل ضد الانجليز!! أرادوا تحويله ليوم اهانة وإذلال اشرف مؤسسة أمنية داخلية بحجة حقوق الإنسان واتخذوا من مقتل خالد سعيد وسيد بلال حجة لإثارة الناس ضد الشرطة وكأن المطلوب ليس إصلاحها ومعاقبة المخطئ فيها بل هدمها من الأساس...وقد شارك في هذه الجريمة كتاب وإعلاميون مازالوا يطلون علينا بوجوههم الكالحة ليحدثونا عن ثورتهم المزعومة!!! أما عن أيقونة 25 يناير فحدث ولا حرج...خالد سعيد الذي لا يليق أن نتحدث عنه بعد أن قابل ربه بأكثر مما اقره القضاء بأنه احد الخارجين عن القانون سيئ السلوك...وهذا بالطبع لا يعطي لأحد الحق في الاعتداء البدني عليه كما لا يعطي لآخرين الحق في تحويله إلي بطل وإكالة الاتهامات للداخلية بالكامل من اجله...فالشرطة في العالم لا تحاسب ككل من اجل أخطاء فردية وإلا كانوا حلوا الشرطة الأمريكية وسرحوها بعد مقتل أكثر من شاب اسود في عدد من الولاياتالأمريكية علي يديها !! مرتزقة يناير يريدون في يوم نكستهم من كل عام أن يبشرونا بدين جديد... دين الخيانة والعمالة التي يروجون لها كنضال وثورية ...دين الفوضى والهدم الذي يروجون له كحرية وعدالة اجتماعية...دين الوصاية والسيطرة علي الشعب المصري وتحويله لمواطن درجة ثانية بعدهم كمواطنين من الدرجة الأولي بعدما رزقهم الله زيارة ارض ميدان التحرير خلال ال18 يوما الحزينة في تاريخ مصر...ومن يكفر بهذا الدين السياسي الجديد يعلنون إقامة الحد عليه لأنه ملحد بنكستهم التي أضاعت مصر حتى 30 يونيه 2013 !! يحاولون في سنوية المرحومة التي يدعون أنها مجيدة أن يروجوا لأكاذيبهم و يقولون أنها كانت ثورة سلمية ويفترض أننا شعب فاقد الذاكرة ونسي أن أول قتيل لتلك النكسة كان في السويس أمام قسم الأربعين يوم 25 عصرا ...ويوم 26 زاد القتلى ل4 من بينهم مجند شرطة وبلغ عدد الإصابات في الشرطة 156 وفي المواطنين 118 مما يعني أن 25 يناير لم تكن سلمية من اللحظة الأولي وليس يوم 28 يناير فقط هو الذي شهد أعمال عنف !!! يتخذون من التواجد الشعبي في الميادين مبررا لطمس حقيقة كونها مؤامرة علي مصر ويقولون أن ملايين شاركوا فيها والحقيقة أن أنصارهم وأرباب نعمتهم من الأمريكان قد قدروا عدد من شارك في 25 يناير وفقا لإحصائيات معهد جالوب ب 6،6 مليون مواطن!!! ولكم أن تقسموا هذا العدد علي ال18 يوما وتحسبوا عدد الأشخاص المتكرر تواجدهم يوميا في الميادين تعرفون أننا أمام انتفاضة شعبية محدودة لمواطنين تم شحنهم ليس ضد الحاكم - الذي كان بالتأكيد لابد أن يرحل- بل ضد بلد كان معظم من في الميادين علي استعداد لحرقها بالكامل لولا تعقل رجال الجيش والشرطة في التعامل معهم ليس خلال ال18 يوما حتى 11 فبراير فقط بل علي مدار أكثر من ثلاث سنوات جلبوا لنا خلالها بعصر الليمون عصابة الاخوان لتحكمنا. نعم كان هناك حالة غضب شعبي ومطالب مشروعة للبعض ممن خرجوا في الميادين ولا ينكر ذلك إلا موتور ومغرض وانتم يا مرتزقة يناير تلاعبتم بأحلام وأمنيات الناس ..ومعكم عصابة الإخوان وتاجرتم بالدماء التي سالت في ميدان التحرير لتحقيق مكاسب ومغانم في حربكم ليس ضد مبارك بل ضد الدولة المصرية...رفعتم شعارات براقة كالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والشعب فئات منه صدقتكم ولم تجن إلا الجوع والفقر والكبت بعد أن نصبتم من أنفسكم أوصياء عليها !!! تحولت مطالب بعض الفئات المشروعة المفهومة لمعول في أيديكم لهدم مؤسسات الدولة ومطاردتها لاسيما الجيش والشرطة والآن تريدون أن تسقونا من كأس أكاذيبكم المرة جرعات اضافية عن طريق مطاردة مبارك والإصرار علي عدم استقرار الدولة تحت هذا المبرر والحق أنكم لا تقلون فسادا وإفسادا في الأرض عن مبارك وكل رجاله إن لم تزيدوا ...ولتذهبوا انتم ومبارك للجحيم إذا كان ثمن هذه المعركة الوهمية التي تريدون أن تستمروا علي الساحة بحجتها استقرار مصر!!! 25 يناير عيد الشرطة وبس ولم يكن غير ذلك بعد أن فشلت انتفاضة بعض قطاعات الشعب غير العريضة في تحقيق أهدافها وتم توجيه بوصلتها لخدمة أغراض مؤامرة اخوانية ليبرالية برعاية أمريكية لهدم مصر...مؤامرة مدبرة ومخططة جيدا وتم استخدام البسطاء كوقود لنارها التي أرادوا بها حرق مصر ومازالوا يحاولون...لكن الدولة المصرية لن تسقط بإذن الله ولن تتهاوي كسوريا وليبيا واليمن والعراق لان شعبها كشف الملعوب ولم يعد ينطلي عليه حواديت حقوق الإنسان ولا يسير خلف أكاذيبكم عن الجيش والشرطة. الشرطة التي لا يمكن لأحد أن يدعي أنها معصومة كما لا يمكن أن نجاري مخنثي يناير والإخوان في أنها فاسدة بالكامل وبلطجية...فقط هي مؤسسة وطنية شريفة تحمي الأرض والعرض...يقع فيها أخطاء فردية وتجاوزات ليست مقصودة أو ممنهجة وللحق فإنها تقوم بعملية محاسبة واضحة لأفرادها المخطئين تلك المحاسبة التي لا نرصدها في الكثير من المؤسسات المدنية والهيئات والشركات التي تعج بفساد أفرادها. أجزم أننا كمواطنين لا نملك إلا جزءا من الحقائق والمعلومات و لا نعرف حجم المؤامرة المحاكة علي مصر لذا لن نلطم الخدود ونشق الملابس إذا ما ظل استخدام كلمة ثورة في وصف النكسة والاحتفال بسنويتها فالتاريخ والجغرافيا وكل ما تعلمناه من معاني الوطنية كفيل بإصلاح هذا الأمر ومعالجته ...لكن ما لا يمكن السكوت عليه استمرار بعض أفراد عصابة مجيدة في محاولاتهم للتحدث باسم الشعب وإشعال النيران في البلد بالأكاذيب والشائعات والإصرار علي مطاردة الجيش والشرطة والتضامن مع بعض الإرهابيين ضدنا!!! احتفلوا كما تشاءون لكن اتركوا لنا وطننا نحيا فيه...اتركوا لنا جيشا نستظل بظله من نيران الإرهاب القاتلة التي يشتعل بها بعض أفراده بدلا عنا...اتركوا لنا الشرطة لتحفظ أمننا الداخلي وتحمينا من غيكم وضلالكم وتظاهراتكم المسعورة والتي التهمت ومازالت أمننا واستقرارنا واقتصادنا...و هنيئا لكم بالشهرة والأضواء والثروة وكراسي البرلمان ورئاسة الأحزاب وهنيئا لرجال أعمالكم وسياسييكم وإعلامييكم بالملايين والمليارات الملوثة بدماء شهداء الجيش والشرطة!!