لم تنطلق من أفواه جماعة الغربان.. كلمة نقد واحدة.. للجيش الإسرائيلي.. ولي نعمة الشيخ جوزيف.. ولم تصدر جملة تستنكر تهويد القدس! لم أفاجأ بالاجتماعين اللذين عقدهما التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية.. هذا الأسبوع.. في مدينة اسطنبول التركية.. ولاهور الباكستانية.. لبحث التصعيد ضد الشعب المصري.. وضد إرادة 30 مليون مصري.. خرجوا في 30 يونيو يطالبون بالإطاحة بالنظام الإجرامي الحاكم، الذي تقلبنا في ظله فوق كل ألوان المصائب، وأعمال التجسس والخيانة العظمي. لم أفاجأ لسبب بسيط.. هو أن هذه الاجتماعات هي مجرد لقاءات بين مجموعة من البوم والغربان.. تنعق فوق الخرابات المقفرة في إطار الحرب النفسية التي يقودها الشيخ جوزيف القرضاوي.. والذي يدلي من خلالها بالبيانات الساذجة.. وهو يتخبط في لعابه. جماعة البوم والغربان.. التي حلقت فوق الأطلال.. وهبطت في اسطنبول ولاهور.. ليسوا من الأكابر.. وليسوا من أرباب الثقافات الرفيعة.. ولا من الذين كرسوا حياتهم للعلم.. ونشر ثقافة الزهد ورفعة الشأن.. وإنما هم جماعة من البلطجية تعيش علي تحريك الأصابع بالسبحة. والتصاق الجبهة بالحصيرة.. وتفننوا في كل ألوان الغش والاحتيال من طول الممارسة وكثرة التجارب. وهذه الجماعات من البوم والغربان.. لا تراها في الدول الراقية ولا في المناطق التي تنمو فيها النباتات والأزهار وترتفع فيها القصور العالية.. وإنما تراها.. تعشعش.. وسط أكثر سكان الأرض فقرا.. ولا تجد فيها إلا لصا سالبا.. أو فاتكا متأهبا.. أو كامنا متربصا.. من أجل كسرة خبز.. أو غسيل تسرقه من فوق الحبال. وهذه الجماعات التي حلقت في السماء.. وهبطت في اسطنبول ولاهور.. لا يهمها بالطبع ما يجري في مصر.. ولا يهمها اغتيال ضباط الشرطة.. ولا شن الهجوم علي الأزهر الشريف.. إلخ.. ولا حتي الإفراج عن مرسي أو إعدامه شنقا! الذي يهمها هو موائد «الفتة» والإقامة في الفنادق العامرة بالمشروبات.. غير مبالية باختلاف المذاهب في هذا الباب.. ناهيكم عن «المصاري» ومصروفات الجيب التي يقال لها «البوكيت موني». ويبدو من الطبيعي أن يطرح السؤال عن القيادات التي شاركت في اجتماعات وولائم اسطنبول.. فيقال لك.. إنها قيادات من 200 دولة!! وعندما تسأل عن الأسماء والدول التي انطلقت منها هذه الغربان يقال لك.. إنه طارق السويدي من اليمن ومحمد حسين من الصومال.. وعلي جويش من السودان ومحمد غزال من حركة حماس.. ومحمد شققه من سوريا.. وعبدالفتاح مورو من تونس!! ومفهوم طبعا.. أن كل غراب من الغربان التي أشرت إليها لا يمثل الدولة التي انطلق من أراضيها.. ولا حتي اتفقت الأمة التي ينتمي إليها لينوب عنها.. والتحدث باسمها.. ولا هو أحد أعلام الإسلام من أصحاب المواقف.. ولا هو من أرباب المؤلفات التي أثرت الثقافة الإسلامية وتشير إلي توقد الذهن ونباهة القريحة وكثرة الإحاطة بكل المذاهب. ولا هو عظيم الشأن في بلده. إنه مجرد غراب.. جاء في مهمة.. تقشعر لها الأبدان وهي: تحريك المجتمع الدولي.. والمنظمات الحقوقية تجاه النظام المؤقت في مصر! ولك أن تتصور قدرة.. هذه المجموعة من الغربان الجائعة علي تحريك المجتمع الدولي.. والمنظمات الحقوقية تجاه النظام المؤقت في مصر.. في الوقت الذي لم تجتمع فيه لتحريك المجتمع الدولي تجاه تهويد إسرائيل للقدس.. أو هدم المسجد الأقصي. المسجد الأقصي.. لا يهم الغربان المهاجرة من اليمن والصومال والسودان.. وجماعة حماس.. بالطبع.. ومعهم سوريا الجريحة وتونس.. التي يدير شئونها حفنة من الغلمان.. من جماعة الإخوان! المهم لغربان الشيخ جوزيف القرضاوي.. هو تحريك المجتمع الدولي.. ضد مصر.. الدولة التي احتضنت الإسلام.. وصدرته إلي الدولة التي نزل بها القرآن.. علي حد تعبير الشيخ الشعراوي عليه رحمة الله. لم يكن في اجتماع اسطنبول.. التركية.. ولاهور الباكستانية.. رجل دين واحد في قامة ومقام الشيخ الشعراوي.. أو أحمد الطيب أو علي جمعة.. أو شوقي علام.. أو أحمد عمر هاشم.. وغيرهم من علماء الإسلام الذين لم يتاجروا به.. ولم ينتقلوا بين موائد العار والخيانة.. تنقل الذباب بين الأكواب! لم يكن بين جماعة الغربان.. داعية أو رجل دين.. له قيمة وله مقام.. يمضي صباحه صائما.. وليله عاكفا.. متعبدا يدعو الله لتحرير القدس من براثن الصهاينة.. منكبا علي قراءة الأوراد التي تعيد المسجد الأقصي لإسماعيل هنية وأنصاره من أثرياء الأنفاق الذين يحسدون الشعب المصري علي نعمته من أنابيب البوتاجاز! ليس بينهم رجل واحد.. يشرِّف الإسلام أو يرفع من شأن المسلمين. وتبدو المفارقة في اجتماعات لاهور واسطنبول أنها تركزت علي الهجوم علي الجيش المصري.. ودعت لاستجلاب مرتزقة من الدول الإسلامية لمحاربة الجيش المصري في بلاده.. ودعت جنود القوات المسلحة المصرية الباسلة بعدم إطاعة الأوامر التي تصدر إليهم من قادتهم.. في الوقت الذي لم تنطلق من أفواه جماعة الغربان.. كلمة نقد واحدة.. للجيش الإسرائيلي.. ولي نعمة الشيخ جوزيف القرضاوي.. ولم تصدر جملة تستنكر تهويد القدس وهدم المسجد الأقصي.. واعتقال مئات المسلمين! القضية واضحة.. واللعبة مفضوحة والدور الذي يلعبه التنظيم الدولي لعلماء المسلمين.. وقناة الجزيرة في قطر.. لم يعد خافيا علي أحد.. والخطابات التي يلقيها الشيخ جوزيف القرضاوي كل جمعة من فوق منابر المساجد في قطر تفضح المخطط الأمريكي – الصهيوني.. الذي يستهدف في النهاية إشعال الحروب وحملات العداء بين المسلمين. ولذلك لم يصدر عن اجتماعات لاهور واسطنبول أي جديد.. يشكل إضافة لما يصدر عن جوزيف القرضاوي.. فالهجوم علي الأزهر.. كان القاسم المشترك الأعظم.. لما جاء علي ألسنة الغربان.. ومن الهجوم علي دار الإفتاء المصرية.. ودعوة جماهير المسلمين بعدم الالتزام بما تصدره دار الإفتاء من فتاوي.. لأن هذه الفتاوي.. تصدر عن جهة لا تمثل الشعب.. وتؤيد الانقلاب العسكري واعتقال الرئيس المنتخب!! بما يعني أن ما يصدر عن اجتماع الغربان في اسطنبول الذين وفدوا من 200 دولة.. هو الذي ينطق باسم 30 مليون مصري خرجوا في 30 يونيو 2013 يطالبون بعزل مرسي ومحاكمته بتهمة التخابر.. وأن مؤتمر الغربان عقد من أجل الدفاع عن الشعوب وعن الإسلام.. وأن الجوع كافر؟ ويعني باختصار شديد أن جماعة الغربان التي اجتمعت سرا في لاهور.. وعلنا في اسطنبول.. هي المتحدثة المفوضة من السماء بالحديث عن الإسلام.. وأنها ليست عصابة تمولها العديد من الصناديق السرية.. ويتزعمها الشيخ جوزيف الذي يقوم بدور «علي بابا» في لقاءات المغارة.. وحوله ترقص الغربان وهي تغني: هيه.. علي بابا علي بابا.. علي بابا.. علي بابا! الطريف في الموضوع أن لقاء اسطنبول جاء تحت شعار «العالم في ظل الانقلاب علي إرادة الشعوب» وقال نائب رئيس الوزراء التركي.. أن موقف تركيا من مصر غير مرتبط بشخص مرسي أو جماعة الإخوان.. بل هو موقف مبدأ رفض الظلم وانتهاك الحقوق والحريات ولو أن أحمد شفيق هو الرئيس وليس «الدكتور» محمد مرسي.. وحدث ضده هذا الظلم.. لما تغير موقف أنقرة علي الإطلاق!. وهو كلام يكشف عن فكر ساقط واعتقاد متخلف من مسئول يتسم بالغشم والضلال.. لسبب بسيط هو أن قادة التنظيم الدولي لعلماء المسلمين بقيادة الشيخ جوزيف.. أسرعوا عن بكرة أبيهم بتأييد الحالة الثورية التي اندلعت في 25 يناير 2011 وقالوا إنها ثورة متكاملة الأركان.. وتسلل الشيخ جوزيف لميدان التحرير وأعلن من فوق إحدي المنصات تأييده لها. ولكن عندما اندلعت ثورة تصحيح المسار في 30 يونيو 2013 واشترك فيها أكثر من 30 مليون مواطن مصري للإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية التي سرقت الثورة ونهبت البلاد وهددت الأمن القومي.. خرج علينا القرضاوي وجماعة الغربان.. يكذب.. ويكذب من فوق منابر المساجد.. بلا خوف من الله عز وجل.. ويهذي بكلام عن الشرعية وأنه لا يدافع إلا عن الشرعية.. وعودة الجماعة الإرهابية التي لفظها الشعب.. لسرير السلطة من جديد تحت أكذوبة «عودة الشرعية»! وكما يكذب الشيخ جوزيف.. مع كل صلاة في يوم الجمعة من كل أسبوع.. كرر «بيكر بوزداع» نائب أردوغان الأكذوبة نفسها.. وزعم أن موقف بلاده من مصر غير مرتبط بشخص مرسي (!!) أو جماعة الإخوان.. بل هو موقف مبدأ من انتهاك الحقوق.. ولو أن أحمد شفيق هو الذي تعرض للظلم الذي تعرض له مرسي.. لما تغير موقف أنقرة علي الإطلاق (!!) ولك أن تتصور.. أن أنقرة كانت ستهب للدفاع عن أحمد شفيق.. فيما لو كانت الثورة الشعبية قد اندلعت ضده.. وأنها سوف تفتح أبوابها للغربان من 200 دولة للنعيق في سماء البوسفور.. دفاعا عن شفيق! كلام مجانين.. لا يصدر إلا عن غربان بشرية لا يرجي منها أي نفع.. وتعيش علي الغش والخداع والكذب والمكر والاحتيال والاغتيال.. ودعوة البسطاء للتقرب إلي الله بالعلاج بالأعشاب والزيوت النبوية! كان الشيخ جوزيف.. يتصور من فرط السذاجة أن المؤتمرات التي يعقدها باسم المنظمة الدولية لعلماء المسلمين في اسطنبول ولاهور.. سوف تهز أركان الأمة المصرية.. وتدفعها للعودة لحظيرة الاستسلام.. وتعيد العصابة الإجرامية لمواقع الخيانة والجهل والفحش والفسق الذي مارسته لمدة سنة كاملة تحت سلطان محمد مرسي! ولم تهتز الأمة المصرية.. بالطبع.. وكل ما حدث هو الدعوة للقبض علي الشيخ جوزيف ومحاكمته بتهمة الخيانة العظمي.. بسبب دعواته المتكررة للدول الأجنبية للتدخل في الشئون المصرية.. والجهاد ضد الجيش المصري كيلا يبقي في المنطقة سوي الجيش الإسرائيلي.. الذي وضع علي رأس جوزيف العمامة.. كي يطيل الإقامة! ومن ثم لم يكن من المثير للدهشة ذلك التشابه العجيب بين ما جاء علي أفواه جماعة الغربان في اسطنبول وبين ما يصدر عن حلف الأطلنطي.. وقناة الجزيرة.. والجماعات الصهيونية في أمريكا.