عندما نحارب الارهاب.. فنحن نحارب عصابة.. اسمها عصابة الشيخ جوزيف.. التي تشوه صورة الاسلام.. من أجل نشر الإلحاد في العالم! من الملاحظات اللافتة للنظر.. أنك لا تشعر بالارتياح النفسي عندما يطالعك وجه محمد البلتاجي.. ولا تشعر بانك امام رجل يخاف الله عندما تتطلع لوجه محمد بديع أو صفوت حجازي أو عصام العريان أو مرسي العياط.. أو غيرهم من قيادات جماعة الإخوان الارهابية.. ولا تشعر تجاههم بالثقة أو بأنهم ينتمون لنسيجنا الوطني.. أو انهم يجسدون الشخصية المصرية التي نعرفها. وتزداد هذه الملاحظة.. وضوحا عندما تتأمل الصورة الكوميدية التي ظهر بها كل واحد منهم.. بعد القبض عليه وتقارنها بما كان عليه الحال في رابعة العدوية.. والنهضة ومبني الحرس الجمهوري. فوق المنصة في رابعة العدوية.. كان الجنون في أوجه وقد ظهر كل واحد منهم ساحبا فرسه.. شاهرا سيفه.. يهدد ويتوعد.. وهو في قمة الشجاعة والصولجان. وعند إلقاء القبض عليه تراه متعثرا في جلبابه وملابسه الداخلية.. منحنيا في خشوع وكأنه يحمل طفلا رضيعا.. نافيا أي علاقة له باخوان الارهاب.. وان كل ما أطلقه من فوق المنصة من تهديدات.. كان من قبيل الامثلة الشعبية! ولذلك فعندما تقارن التصريحات العنترية التي صدرت عنهم في رابعة العدوية ثم ما صدر عنهم بعد أن وقعوا في أيدي الشرطة.. ستجد نفسك امام شخصيات هزلية.. تثير السخرية والضحك.. أكثر ما تثير من الغضب والاستياء. خذ مثلا.. تصريحات البلتاجي وهو فوق المنصة في رابعة العدوية.. ملوحا للشعب المصري بأصبعه.. وهو يقول: - إن الهجمات ضد الجيش المصري في سيناء.. سوف تتوقف.. بمجرد عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي لسرير السلطة (!!) ومعني الكلام أن محمد البلتاجي هو الذي يحرك الهجمات الهمجية ضد قواتنا المسلحة في سيناء.. وانه الذي يصدر الأوامر باغتيال جنودنا واولادنا.. وان لديه من الحول والقوة والسلطان مايجعله.. يوقف هذه الحرب ضد مصر.. أم الدنيا! هل مثل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن شخص يحمل الجنسية المصرية.. وتربي علي أرض مصر.. وأكل من خيرها وعشق كل ذرة رمل في أرضها؟! هل هذا الكلام يمكن أن يصدر عن انسان.. ناطق.. يعرف الله.. أو يؤتمن يوما علي مصالح وطنه.. وأهله.. وناسه؟ هل هذا الكلام يمكن ان يصدر عن واحد في جماعة ترفع شعار «الاسلام هو الحل»! هل الاسلام يحض علي خيانة الأوطان؟ هل يمكن أن تنتقل هذه الثقافة للاجيال الجديدة من جماعة الاخوان الارهابية.. وأن تتحول الخيانة العظمي الي سلوك.. يكمل اللحية وزبيبة الصلاة.. والجلابيب التي تضيق عند المؤخرة؟! الاسلام في هذه الحالة.. ليس الحل! الاعدام.. هو الحل! تعالوا نتأمل البلتاجي بعد القبض عليه في منزل ريفي في منطقة نائية بالجيزة.. وتعالوا نتأمله.. في التحقيقات التي أجريت معه.. وقال فيها انه لا ينتمي لجماعة الإخوان الارهابية وان تصريحاته حول وقف العدوان في سيناء حال عودة الجاسوس محمد مرسي لموقعه في الاتحادية مع باكينام الشرقاوي والطهطاوي.. قد جري تحريفها.. وانه لم يقصد ما جاء علي لسانه! وهذا الهراء هو نسخة بالكربون للتصريحات التي أدلي بها صفوت حجازي اثناء تحقيقات النيابة وقال فيها أنه لا ينتمي لجماعة الإخوان الارهابية.. وانه يرفض العنف وقال انه يقسم بالطلاق علي صحة ما يقول.. إلخ. وهو النباح نفسه الذي نطق به سعد الكتاتني.. زعيم الحزب الارهابي ورئيس مجلس الشعب الذي رفع في إحدي جلساته أذان الظهر لأول مرة في تاريخ البرلمانات منذ عرفت البشرية المجالس النيابية! قال الكتاتني انه لم يكن عضوا في التنظيم الإرهابي! أعود لتصريحات البلتاجي التي أدلي بها من فوق المنصة في رابعة العدوية.. وقوله بأن الهجمات علي قواتنا المسلحة والاعتداءات علي هيبتنا الوطنية في سيناء سوف تتوقف بمجرد عودة الجاسوس محمد مرسي لموقعه بالاتحادية فأقول ان التنظيم الارهابي لجماعة الإخوان يقوم منذ نشأته سنة 1928 علي يد حسن الساعاتي الذي خلعت عليه الجماعة الماسونية التي جندته اسم حسن البنا.. نسبة لجماعة البنائيين الاحرار.. علي فكرة رفض الوطنية المصرية.. أو قيام دولة حديثة علي أرض مصر.. كما ترفض فكرة الحدود علي أساس ان الارض هي أرض الله. ولذلك نلاحظ.. ان محمد مرسي قام بدور بلفور اكثر من مرة اثناء شغله منصب رئيس الجمهورية.. فهو عندما سافر الي السودان وعد الرئيس السوداني عمر البشير بتسوية موضوع حلايب وشلاتين.. وعودة الاوضاع إلي ما كانت عليه سنة 1995. وفي اليوم نفسه نشر الموقع الالكتروني لجماعة الإخوان الارهابية خريطة مصر.. يضع فيها مثلث حلايب وشلاتين ضمن الاراضي السودانية.. وقال مهدي عاكف بمنتهي البساطة انه لا يجوز ايجاد مشكلة حول عدة امتار بين مصر والسودان (!!). وتكرر هذا الموقف تجاه سيناء والتنازل عن المساحة بين رأس محمد والعريش لجماعة خالد مشعل واسماعيل هنية.. وقام مرسي الحمساوي بعدة محاولات لشل قواتنا المسلحة في سيناء لصالح جماعات الارهاب الدولية التي نقلت انشطتها التخريبية الي سيناء. بما يعني ان جماعة الإخوان الارهابية لا تعترف بالوطنية المصرية.. ولا بسيادة الاوطان.. ولا بقدسية كل حبة رمل علي أرض مصر.. أم الدنيا. هل هذا هو الاسلام؟ هل الاسلام يحض علي خيانة الأوطان! الاسلام في مثل هذه الحالات ليس الحل. إعدام الخونة.. هو الحل! تقول السيدة عائشة.. رضي الله عنها وارضاها: يمر الهلال.. ثم الهلال.. ثم الهلال.. ولا يوقد في دار محمد نار. فماذا عن ثروة فضيلة الشيخ جوزيف القرضاوي؟ لا أحد يعرف.. لأن الاسلام حرص علي حماية حرمة الحياة الخاصة للناس وقال «لا تتجسسوا». ومنذ أيام ألقي الشيخ جوزيف خطبة الجمعة من مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة قال فيها: محمد مرسي كانت له اخطاء فادحة.. ولكنه لم يفش الأسرار (!!). وهو كلام عجيب فعلا.. يدفعنا للتساؤل عن المصادر المخابراتية التي يستقي منها الشيخ جوزيف معلوماته.. والتي أكدت له ان محمد مرسي لم يسرب المعلومات التي حصل عليها بوصفه رئيسا للجمهورية لعدة أسباب: أولها: ليس من الطبيعي.. ان يفشي رئيس الجمهورية في دولة ما.. أسرار بلاده.. وان توجه له تهمة افشاء الاسرار.. إلا إذا كانت هناك شبهات قيام هذا الرئيس بالتجسس.. فنحن لم نسمع انه من حسنات جمال عبدالناصر أو أنور السادات أو حسني مبارك انهم لم يفشوا اسرار الدولة.. لسبب بسيط انه لم تثر ايامها أية شكوك حول وطنية جميع الرؤساء الذين شغلوا موقع الرئاسة منذ قيام النظام الجمهوري في مصر! ثانيها: ان دفاع الشيخ جوزيف عن محمد مرسي بأنه لم يفش الاسرار.. هو دليل جديد علي ان محمد مرسي قد ارتكب بالفعل جريمة التجسس.. وان الامر يستحق الدفاع ومن فوق منبر مسجد.. وفي يوم جمعة.. كي يعطي الانطباع بأن الشيخ جوزيف يقول الصدق.. لأنه ليس من المتصور ان يقف صاحب عمامة فوق المنبر.. كي يكذب بينما الملائكة تحيط به في كل جانب. ثالثها: ان الشيخ جوزيف.. هو رجل دين.. وهو رئيس التنظيم الدولي لعلماء المسلمين.. طب..انت مالك يامولانا بموضوع افشاء الاسرار.. هل انت رجل أمن؟! نحن نفهم ان يدافع فضيلة الشيخ.. عن مرسي بكلمات مثل أنه لم يلعب الميسر.. أو لم يتناول الويسكي الجوني ووكر.. أو انه لم يمارس الكذب.. إلخ ولكن موضوع افشاء الاسرار.. فهو موضوع لا يخطر عادة علي بال ارباب العمائم. كل ذلك لا يهم. المهم ان خطاب الشيخ جوزيف يوم الجمعة في قطر.. كان.. نسخة من برامج تليفزيون الجزيرة.. وخاض فضيلته في بحار السياسة فطالب بخروج جموع المصريين من بيوتهم لوقف العسكريين عندحدهم!! ونحن لا نعرف.. من العسكريين الذين يقصدهم فضيلته.. وهل علي قمة السلطة في بلدنا مجلس من الضباط قادة الثورة؟ هل هو يتحدث عن مصر التي لا يعرفها.. ولم يعمل ساعة واحدة في حياته من أجلها.. ولم يشترك في أي حرب خاضتها.. ولا في أزمة واجهتها.. ولا توجد بينه وبين الوطن العظيم الذي ننتمي اليه أي صلة من صلات الود أو الوطنية.. أو مجرد كلمة طيبة يتصدق بها لوجه الله. وقال الشيخ جوزيف ان هؤلاء الانقلابيين (!!) تطاولوا علي رجال الدين الذين لا يشك في رجولتهم احد (!!) وهو كلام عجيب.. يصدر عن رجل دين.. ويتعلق بالفحولة والرجولة.. ويتناول مجموعة من الاسماء التي يكن لها كاتب هذه السطور كل الاحترام.. وبالتالي تقتضي اللياقة والاخلاق المصرية عدم تكرار نشرها. بيد أن الأمر يدعو للتساؤل من جديد.. هل هناك من يشكك في رجولة اصحاب الاسماء التي أشار اليها؟ لا أعرف؟ ولكن كل ما نعرفه ان فضيلة الشيخ القرضاوي الذي لا يدع فرصة واحدة.. لا يهاجم فيها الامام الاكبر شيخ الجامع الازهر ورجال الأزهر من كبار علماء الاسلام هوالذي ابتدع رذيلة شن الهجوم علي الأزهر وهو الذي شن الهجوم علي الامام الاكبر اكثر من مرة.. ولكن الامام الاكبر لم يرد عليه إعمالا لقول ابو الطيب المتنبي. ما يضر البحر أمسي زاخرا.. ان رمي فيه غلام بحجر! نعود إلي موضوعنا فنقول ان احداث الأيام الاخيرة كشفت للرأي العام المصري.. لأول مرة بمثل هذا الوضوح ان شخصية كل واحد من قادة التنظيم الارهابي.. اكثر تعقيدا مما كنا نتصور.. وتحتاج بالفعل إلي تحليل نفسي.. يكشف لنا سر هذا التعطش للدمار.. والقتل.. والسحل.. والكذب والمراوغة.. والخيانة.. وممارسة كل ألوان المسجون والفجور..في الوقت الذي تتصدر رأس كل منهم «زبيبة» يدعي بها انه يعرف القبلة.. وانه يصلي.. وان هذه الزبيبة هي علامة السجود.. وهي في الحقيقة لم تكن سوي أداة للتمويه والتضليل والبهتان.. وتنطوي علي الغش والتدليس وارتكاب كل ما يخالف الاديان.. وقبل ذلك كله ارتكاب جرائم الخيانة العظمي بقلوب باردة. والمثير في الموضوع.. ان من أهم خصوصيات الحالة المصرية.. ونحن نواجه الإرهاب.. اننا نواجه جماعة لا تؤمن بالوطن.. ولا بمصر.. ولا تدين بالولاء لأي رمز من رموز الدولة.. كالعلم أو السلام الجمهوري.. أو قواتنا المسلحة.. أو رجال الشرطة الابطال. الحالة المصرية هي حالة فريدة.. من بين كل حالات الامم التي واجهت عصابات الارهاب.. لسبب بسيط هو اننا لا نقاوم الارهاب فحسب.. وانما نحن ندافع عن هويتنا.. وحدودنا.. وتاريخنا.. وحضارتنا.. وعن الاسلام! ونحن عندما نقتلع جماعة الإخوان الارهابية من جذورها فنحن في الحقيقة.. ندافع عن الاسلام.. اسلام سيدنا محمد وليس اسلام الشيخ جوزيف! وعندما نحارب الارهاب.. فنحن نحارب عصابة اسمها عصابة..الشيخ جوزيف.. التي تشوه صورة الاسلام.. من أجل نشر الالحاد في العالم!