وأن تستقبله أمام قصر الاتحادية أعداد كبيرة من النسوة يتغنين علي أنغام الدفوف. طلع مرسي علينا.. من مقر الاعتقال وجب الشكر علينا .. ما دعا لله داع عندما يعلن مرشد جماعة الإخوان الإرهابية.. إن عزل محمد مرسي.. المتهم في قضايا تخابر.. يفوق هدم الكعبة المشرفة.. فإنه لا يخاطب عقول عامة المسلمين الذين يؤمنون بالله.. وبأن الكعبة بالنسبة لهم هي قدس الأقداس.. وإنما هو يخاطب أنصاره وجماعته.. ممن يدنسون ثياب الإسلام! وبالتالي فإن ما نطق به المرشد العام للجماعة الإرهابية يضع أيدينا علي حقيقة ما نشهده علي أرض الواقع هذه الأيام.. ومن سقوط الضحايا واستخدام الأسلحة والاستقواء بالصهيونية العالمية وقطع الطرق وتهديد الأمن الوطني في سيناء. وكلها أعمال إرهابية لا تمت للإسلام.. اعترف المرشد العام بديع بأنه المدبر لها والمحرض عليها لسبب بسيط.. أنه عندما يقول إن ما قام به الفريق أول عبدالفتاح السيسي «أي إقصاء مرسي» يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا.. فمعني الكلام أنه قد وضع محمد مرسي.. المتهم في قضايا تخابر.. في مكانة تفوق مكانة الكعبة.. وأن كرسي الرئاسة في الاتحادية الذي تتألق فيه النجوم والكواكب.. أرقي من الكعبة المكرمة.. بتكريم الله لها.. وأن النفوس لا ينبغي أن تهفو لمقام إبراهيم وإنما تهفو لمقام الرئيس الذي وصل لموقعه بالنصب والاحتيال.. وأنه يحمل مشروعا للنهضة.. أكدت الأيام كذبه.. علاوة بالطبع علي فكرة الماديات التي تسيطر علي عقول جماعة الإخوان الإرهابية.. بعيدا عن كل ما يتعلق بالروحانيات.. والامعان في خلق السموات والأرض وما يدب فيها من حيوانات! فالقضية التي نحن بصددها الآن.. لا تمت للإسلام بأدني صلة.. ولا علاقة لها بالرسول عليه الصلاة والسلام .. الذي لم يكن يذهب لصلاة الجمعة.. بموكب من السيارات المصفحة وأعداد غفيرة من رجال الأمن والعسس.. ولا تمت بصلة لسيدنا أبو بكر.. الذي لم يحصل من الكفار في زمانه علي أموال.. يرشو بها انصاره! جماعة الإخوان الإرهابية.. لا تمت بأدني صلة بخلق الإسلام.. ولا بزهد الصحابة.. وهي تعيش علي فكرة .. الإرهاب الاستيطاني.
الإرهاب الاستيطاني يعني سيطرة الجماعة الإرهابية علي عقول الملايين من البسطاء في مناطق محددة تتوافر فيها السمات الآتية : 1- الفقر 2- الأمية 3- البطالة 4 – المناطق التي تعاني الزيادة السكانية 5 – تدني الخدمات التي تقدمها السلطة السياسية الحاكمة 6 – اعتياد الحياة في ظل النماذج السلطوية.. ووجود حاكم يبقي في السلطة بلا نهاية.. ويتمتع بالقدسية.. ولا ينشق عليه أحد .. أو يعارضه..
ولذلك نلاحظ أن جماعة الإخوان الإرهابية انتشرت بشكل وبائي في مجتمعات تشابهت فيها نظم الحكم.. من حيث الفقر والقهر والأمية والبطالة واستعداد كل مواطن للانتهاك والإذلال.. إلخ وسعت في كل الاحوال للابقاء علي الأوضاع كما هي .. بلا تغيير أو تقدم أو تحسن.. علي أساس أن هذه الأوضاع المتدنية.. هي المبرر الوحيد لوجودها واستمرارها.. وقدرتها علي ارتكاب كل الموبقات باسم الإسلام. ونلاحظ أيضا.. أن المناطق التي دخلتها جماعات الإرهاب الاخوانية.. لم تخرج منها.. واستوطنتها وباتت اشبه بالأمراض المتوطنة التي تظل تنهش في جسد المريض.. حتي يلقي ربه. حدث ذلك في افغانستان.. وفي الصومال وفي غزة.. وفي الدول العربية التي لاتزال تعاني من الإرهاب باسم الإسلام والادعاء.. بأن كرسي السلطة.. له الأولوية عن الكعبة المكرمة! وقبل ذلك كله.. رفض فكرة الدولة.. وكل ما يمت للإبداع والجمال والثقافة.. والعودة بالتقاليد والقيم إلي ما كان عليه الحال في مجتمعات الصحراء.. حيث المناخ المناسب للسيطرة علي عقول البسطاء.. وكلما أعجبت أحدهم أنثي.. اشتراها بدراهم معدودات ليضمها إلي حريمه.
وعندما نتأمل الجريمة الإرهابية التي يرتكبها مرشد الإرهاب بديع ومعه عصابة البلتاجي وحجازي والعريان وعبد الماجد والزمر وسلطان.. نجد أنها لا تمت للإسلام بأدني صلة.. ولا بأخلاق وسلوكيات الزعماء في العصر الذي نعيشه الآن.. ولا بين الدول التي لا تنص دساتيرها علي أن الشريعة الإسلامية.. هي مصدر القوانين.. لسبب بسيط هو أن هذه الجماعات التي تتخفي وراء ستار الإسلام.. هي جماعات إرهابية .. تسيء للإسلام.. وتشوه صورة المسلمين في بلاد المهجر.. وتصيب من يتولي منهم السلطة لمدة سنة بالجنون. محمد مرسي.. المتهم بقضايا تخابر.. وتهديد الأمن القومي أصيب بعد اقتلاعه من السلطة بالانهيار العصبي والهلوسة .. وبات يصرخ في محبسه. - أنا الرئيس الشرعي.. أنا الرئيس الشرعي! لقد اصيب الرجل بالجنون فعلا.. بسبب العز الذي كان يتمرغ فيه علي أرض براح! وأصيب انجاله الذين يحملون الجنسية الأمريكية بالذهول الاحباطي.. وقاموا بتدمير سيارات الرئاسة التي كانت بحوزتهم.. ورفضوا إعادتها للدولة.. واستخدموا سياخ الحديد في تحويلها من سيارات جديدة مستوردة من ألمانيا إلي كتل من الخردة! إنه الجنون الناجم عن انتقال السلطة من جماعة إرهابية كانت تسعي لاستخدام العمامة.. كي تطيل الاقامة إلي الشعب المصري العظيم.. كي يختار حكامه.. وكان من الطبيعي في ظل هذه الحالة من الجنون.. أن يعلن مرشد الإرهاب أن عزل محمد مرسي يفوق هدم الكعبة المشرفة!
وإذا كان مرشد الإرهاب.. لا يخجل من الإعلان أمام انصاره بأن اقصاء مرسي يفوق في جرمه هدم الكعبة.. فكان من الطبيعي أن تشهد المناطق السكانية في رابعة العدوية والنهضة وغيرها من الأحياء التي استوطنتها فيالق الإرهاب.. العديد من جرائم التعذيب والقتل والاغتصاب التي لا ترتكبها مستنفر الوحوش المفترسة.. اعتقادا منهم أنهم يدافعون عن كعبة مرسي الكائنة في رابعة العدوية.. وأن الذين يدافعون عن بديع.. هم يدافعون عن الكعبة! جرائم القتل والتعذيب ودفن الضحايا وعلي أجسادهم آثار التعذيب البربرية في حدائق وميادين ومداخل بيوت رابعة العدوية.. تجري علي مدار الساعة لحماية كعبة رابعة العدوية.. التي تسكنها قيادات جماعة الإخوان الإرهابية.. وفي المقدمة منها محمد بديع والبلتاجي وصفوت حجازي وعبد الماجد.. وغيرهم من أصحاب التاريخ العريق في الإرهاب! الحشود حول رابعة العدوية ونقاط التفتيش واستخدام الاطفال كدروع بشرية.. ليس لها سوي مهمة واحدة وهي حماية قيادات التنظيم الارهابي من الوقوع في ايدي الشرطة وتقديمهم للعدالة.. من ناحية. ومن ناحية أخري تحويل عملية الاعتقال إلي مذبحة يرتكبها المسلحون من جماعة الإخوان.. لإلصاقها برجال الشرطة والقوات المسلحة حتي لو أدي ذلك لمصرع قيادات إخوانية.. تري جماعات اخوانية أخري.. أن اعتقالها سيؤدي إلي كشف العديد من الأسرار ولا سيما تلك العلاقة المثيرة مع الصهيونية العالمية والاتحاد الدولي لعلماء المسلمين الكائن في لوزان.
واللافت للانتباه أن علاقة التنظيم الإرهابي باطراف تحوم حولها الشبهات .. لم تعد سرا.. وكلما حانت ساعة تصفية حشود رابعة العدية.. وفتح الطريق أمام الصاعقة المصرية لاعتقال العناصر الارهابية.. كلما تصاعدت المبادرات التي تسعي للخروج الآمن لجماعات الارهاب من قلعة رابعة العدوية يدقون الطبول وينفخون في المزامير.. ويلوحون بالمناديل.. وهم يرتدون الجلابيب التي تضيق عند الموخرة!
فمن المبادرات الطريفة علي سبيل المثال.. تلك المبادرة التي قدمها الشيخ القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين .. وتولي سليم العوا إعلانها رسميا.. علي نحو ما اعلنه السيد العوا.. أيام حسني مبارك.. عن تكدس الاسلحة داخل الكنائس المصرية إلخ!! مبادرة القرضاوي هي صورة بالكربون لمبادرة طارق البشري.. والمبادرة التي تحملها مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي السيدة كاترين اشتون وهي صورة طبق الاصل للبيانات التي تصدر عن البيت الأبيض.. والسيد بان كي مون.. الأمين العام للأمم المتحدة.. وعن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. هي مبادرة واحدة.. ليس لها سوي هدف واحد وهو إلغاء كل ما اسفرت عنه ثورة التصحيح في 30 يونيو و26 يوليو.. واعادة مرسي لسرير السلطة من جديد.. واعادة المرشد لمكانته.. وإعادة العصابة التي سعت لتدمير مصر.. كي تمارس كل أساليب الخسة والانتقام باسم الإسلام وتسليم سيناء لجماعة حماس كي تكون بديلا عن الضفة الغربية التي ستعطي بكاملها لإسرائيل! وقبل ذلك كله الاطاحة بإرادة 80 مليون مصري خرجوا في حشد لم تعرفه البشرية من قبل من أجل الاطاحة بالتنظيم الإرهابي الذي تولي حكم البلاد في غفلة من الزمن.. بعد الاتصالات التي كان قد اجراها علاء مبارك.. قبل ساعات من تنحي والده بخيرت الشاطر.. وطالبه فيها بخروج انصاره إلي ميدان التحرير للقضاء علي الثورة الشبابية المجيدة.
ومن حقنا أن نتساءل عن العامل المشترك الذي يربط بين القرضاوي والعوا وبان كي مون.. واوباما واردوغان .. وبين اقامة دولة لحماس في سيناء. وبين التأييد الذي تلقاه جماعة الإخوان الإرهابية من كل اطراف الصهيونية العالمية التي تبدو في أوضح صورها في الموقف الألماني علي وجه التحديد. نحن إذن أمام حالة فريدة تضافرت فيها العديد من القوي التي تبدو في ظاهرها متعارضة.. ومتناقضة.. وتدعو في مجملها لإعادة مرسي.. لسرير السلطة من جديد.. وأن تستقبله أمام قصر الاتحادية أعداد كبيرة من النسوة من الانصار يتغنين علي أنغام الدفوف: طلع مرسي علينا من مقر الاعتقال وجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع في الوقت الذي يتمادي فيه مرسي في مشيته..ويهز اعطافه.. بعد انتصاره في غزوة.. رابعة العدوية.. لا قدر الله.