إن ما فعله الفريق أول عبد الفتاح السيسي, في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة حجرا حجرا', هكذا تحدث محمد بديع مرشد جماعة الإخوان. في رسالته الأسبوعية بدون أن يرمش له جفن أو يستحي من وضع المعزول في كفة لجانب الكعبة المشرفة أقدس بقاع الأرض. تمهل قليلا يادكتور بديع, فقد كنت انتظر منك أن تحدثنا عن تحريضك علي العنف والقتل لكل من يقول: لا لعودة مرسي, وأن تنعش ذاكرتك بالحديث الشريف' لهدم الكعبة حجرا حجرا أهون علي الله من قتل المسلم', وأن تتذكر أن تظاهرات جماعتك ابعد ما تكون عن السلمية, وتخلف وراءها عشرات المصابين والقتلي. كنت أحسبك ستكلمنا عن عقاب الشعب المصري وترويعه, بعد أن تجرأ وخلع مرسي الذي انحدر حالنا في عهده غير السعيد لأسفل بسرعة الصاروخ, وكذلك عن عمليات غسيل المخ لأنصاركم بأن المصريين غير المنتمين للجماعة من الكفار والملحدين المارقين الجائز قتالهم والتنكيل بهم, وأنكم من يعرف الإسلام الحق ولا احد غيركم. كنت أظنك ستخبرنا عن محاولاتكم الشريرة تحطيم وتقزيم القوات المسلحة, وبث سموم الفتنة داخلها, وتحفيز الناس علي مواجهتها, وطعنها في ظهرها بتحريك الإرهابيين في سيناء الذين لا يكفون عن مهاجمة جنود مصر ومعهم عناصر الشرطة يوميا, وأن تطلعنا علي جهودكم الدءوبة لتوفير الملاذ الآمن للخارجين علي القانون والقتلة غير عابئين بتهديدهم للأمن القومي. كنت أتوقع أن تعطينا تقييمك لغربان رابعة العدوية الذين يستقوون بالخارج كل طلعة صباح, ويحثون أمريكا علي غزو مصر, لإطلاق سراح مرسي ورفاقه, واستباحتهم الطرق والحدائق والمدارس, وحرصهم الشديد علي التزود بالأسلحة والمتفجرات, وما يحدث من تعذيب غير آدمي تحت سمعكم وبصركم لمن يقع تحت أيديكم من الجبهة المناوئة, أو عن نيتكم مراجعة الذات وبيان ما وقعتم فيه من مصائب وأخطاء أغرقتنا في بحر الظلمات, والرأفة بالبلد وناسه. لكنك آثرت تجاهل الحقائق والأدلة لأن ما يعنيكم هو إما أن نحكم مصر أو نحرقها. لمزيد من مقالات محمد إبراهيم الدسوقي