(وإن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ) (الأنفال:71) هل سمعت يا سيادة الفريق السيسي هذه الكلمة ووعيتها؟ هل تعرف معناها فأمكن منهم؟ اسأل عنها من أفتوك بأخف الضررين ففتحوا بل وكسروا باب الفتنه على مصراعيه، ولا تنس أن تسألهم أيضاً عن اليمين الغموس ما معناه وما عقابه؟ واسألهم أيضاً عن حقوق الحاكم المسلم الذي يقيم فينا الصلاة ما هو حقه الشرعي فرضا من الله ورسوله؟ وما جزاء من تعدى حدود الله؟ أما من التاريخ القريب فأذكرك بمن جلسوا قبلك وسكنوا نفس المساكن وتبوؤوا نفس المناصب وفعلوا نفس الجرائم ماذا فعلوا؟ وماذا كانت نهايتهم؟ وكيف كان أخذ الله لهم أخذ عزيز مقتدر؟ هذا واقع بإذن الله لا محالة فانتظره ونحن معك من المنتظرين إلا أن تتوب وترجع، والله لا مفر لك غير هذا. وأقول : أقسم بالله غير حانث أن ما فعله السيسي في مصر يفوق جرما ما لو كان قد حمل معولا وهدم به الكعبة المشرفة حجرا حجرا، فهل لو فعل السيسي هذا يا حماة الحرمين الشريفين هل كنتم ستؤيدونه فيما فعل، أعدوا جواباً على هذا السؤال عندما تعرضون على من لا تخفى عليه منكم خافية، وهذا أقرب إلي أحدنا وأحدكم من شراك النعال صباحاً ومساءً". هكذا وصف مرشد جماعة الإخوان المسلمين ثورة الثلاثين من يونيو والتى فجرها الملايين من أبناء الشعب وساندها الجيش، تماما كما كان الحال في ثورة 25 يناير، وعلي الرغم من ذلك فقد اعتبرت الجماعة المصنفة كتنظيم إرهابية في عديد من المؤسسات الدولية، الاعتراف بإرادة الشعب الذي رفض أن يعيش طويلا في الخدعة التى تم الزج به فيها منذ انتخبت غالبيته الرئيس السابق محمد مرسي، فإذا به يجد أن الجماعة هي التي تحكم مصر وليس الرئيس، وأن "مرشد" وليس "مرسي" هو الذي يجلس علي سدة الحكم. وهكذا تناسي المرشد وسط سيل هذيانه، أن ميليشياته التى أعملت سيوفها علي رقاب أبناء مصر وجنودها في سيناء وغير سيناء، وأن سفاحي رابعة قد أقاموا الحد علي يد مصري مسلم بتهمة السرقة، في مقابل سوابق التصالح مع كبار اللصوص والمفسدين في الأرض، بما فيهم أكبر تاجر دعارة في تاريخ مصر المدعو حسين سالم في عهد الرئيس المعزول، متحديا تحذير النبي - صلّي الله عليه وسلم في قوله: لا قدس الله قوما إذا سرق فيهم القوي تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، ومتجاهلا أن حرمة دم المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة.
والتشبيه المثير للاستنكار الذي أطلقه المرشد محمد بديع في رسالته الأسبوعية، واضعا مقام الكعبة المشرفة والمدعو مرسي في كفة واحدة، لهو أحدث دليل علي نوعية المخدر بالغ القوة الذي تستخدمه الجماعة في تغييب عقول ابنائها، وهو يؤكد علي أن الادعاء الذي كان مثاراً للسخرية بأن "جبريل" عليه السلام قد نزل فوق مسجد رابعة تأييدا لمولانا المهدي مرسي كان مقصودا ولم يكن تعبيرا عفويا، وكذا أن التفاخر بحلم زعمت امرأة من المعتصمين في رابعة أنها رأت فيه رسول الله - صلَّي الله عليه وسلم - يقدم مرسي للإمامة، ويصلي بالمسلمين، لم يكن سوي دليل جديد علي أن الذين يتاجرون بالدين بلغت حد الخروج علنا عن الدين، فجبريل علي السلام لم يكن ليتنزل إلا علي الرسل وحدهم. والسؤال الآن لمرشد الإخوان: تري هل محمد مرسي، الأقدس في رأيك من الكعبة المشرفة، أصبح هو المهدي المنتظر، أم رسولا من بعد محمد - صلَّي الله عليه وسلم؟!.