على الرغم من كراهيتى لنظرية المؤامرة التى طالما أصبحت تراثا فكريا توارثناه فى أمتنا الإسلامية منذ قرون ليصبح شماعة جاهزة نعلق عليها فشلنا المزمن وخاصة بعد التراجع الحضارى الذى أورثنا الجدل بدلا من الحل والتواكل بدلا من التوكل والنقل بدلا من إعمال العقل ... إلا أننى هذه المرة أعتقد بأن هناك مؤامرة كبيرة ليست لإفشال المشروع الإسلامى الذى يقوده الإخوان لإحياء مصر القوية .... مصر قاهرة التتار والصليبين ولكن أيضا لإفشال مصر الثورة... مصر قاطرة التغيير التى فوجئ بها العالم كل يأتى إلينا بدون تخطيط أو تدبير .. نعم كانت هناك حالة من الإحتقان والغليان والظلم والفساد والإفساد حملت بها كل طوائف المجتمع إلا أن المخاض والولادة لم يكن يتوقع ميعادها أحد حتى من قاموا بتلك الثورة ودفعوا دماءهم ثمنا لنجاحها ، بل إن إن هذا الحمل كان هناك معارضين يعتبرونه حملا كاذبا لن يلد حرية أبدا. نعم ولدت مصر ولداً قوياً ثورياً ولكن يأبى الكثيرون إلا أن يموت أو يكون ضعيفاً لايرى المجد الذى تحلم كل الأمة بأن يعود إلينا من هنا من مصر . نعم لست إخوانياً ولكننى أحلم باليوم الذى ينجحون فيه فى تحقيق حلم هذه الأمة وتنفيذ وعودهم التى كانت ولازالت عنواناً للكثير من شباب ذلك الجيل الذى لم يكن ينتمى لتلك الجماعة ؛ فالفساد الذى أزكم نفوسنا جعل الجميع يحلم بهم لينقذوا ذلك الوطن بطهارة أيديهم التى طالما كانت عنوانا لتاريخهم السياسى والنضالى .. نعم أحلم بذلك اليوم مع أننى صدمت وكما غيرى بالكثير من الممارسات السياسية التى انتهجوها ضد معارضيهم والتى تشبه ممارسات النظام السابق .. فإعلامهم تحول كإعلام الحزب الوطنى والتليفزيون المصرى قبل الثورة ولجانهم الإلكترونية أصبحت تمارس الهجوم السياسى على المعارضين كما كانت تفعل لجان أحمد عز . نعم هناك طابور خامس داخل الوطن يعمل على إفشال المشروع الإسلامى الوليد بل وقوى دولية أيضا تحارب بكل أجهزتها للقضاء على ذلك الحلم الذى يأبى بعض الإخوان إلا أن ينسبوه لأنفسهم مع أنه حلم الوطن كله ...والذين ركبتهم النرجسية والكبرياء السياسى الذى تسبب فى تآكل قاعدة تلك الجماعة فى الشارع المصرى ... وآن الأوان لأن تقوم الجماعة وذراعها السياسى بعملية تطهير ذاتى قبل أن يسقط المشروع على المستوى الشعبى والسياسى أيضا . نعم آن الأوان أن يصمت عصام العريان وصبحى صالح وحسن البرنس ومحمد البلتاجى عن إستفزاز الناس بتسلطهم وغرورهم السياسى .. نعم آن الآوان للتصالح مع كل القوى الوطنية الذين تحول بعضهم لهدم كل بناء شارك فيه الإخوان الذين عليهم أن يدركوا أن ممارسة السلطة تختلف كثيرا عن ممارسة المعارضة .