أقيمت بقصر القبة أمس مراسم الاستقبال الرسمية للرئيس فلاديمير بوتين. رئيس روسيا الاتحادية. حيث أطلقت المدافع 21 طلقة لتحية بوتين عند وصوله. واستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي نظيره الروسي. واستعرضا معا حرس الشرف. وقاما بعد ذلك بمصافحة أعضاء الجانبين المصري والروسي. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس عقب المباحثات التي أجراها مع نظيره فلاديمير بوتين بقصر القبة علي تعزيز العلاقات المصرية - الروسية في عدة مجالات حيوية خاصة فيما يتعلق بالتعاون في المجال العسكري والتجاري والسياحي ودفع العلاقات الاقتصادية خاصة فيما يتعلق في مجال تخزين الحبوب. والاستفادة من روسيا في مجال استخدام الطاقة النووية السلمية. قال الرئيس السيسي إنه تم موافقة روسيا علي المشاركة في المؤتمر الاقتصادي المصري بشرم الشيخ مارس المقبل. فضلا عن تعزيز العلاقات الاستثمارية فيما بين البلدين في شمال عتاقة بمحور قناة السويس. وتشجيع علاقات التعاون في المجال السياحي والسائحين الروس لزيارة مصر. كما أكد الرئيس السيسي أنه تم الاتفاق علي عدة حلول للأوضاع الإقليمية التي تشهدها المنطقة في ضوء التحديات الراهنة. في ظل تفشي الإرهاب البغيض الذي تواجهه مصر والذي لا يقف علي أية حدود. وأضاف الرئيس أن استشراء ظاهرة الإرهاب في المنطقة. إنما يتضمن ضرورة مواجهتها للقضاء عليها ومعالجة سبل تطورها من أوضاع اجتماعية تسهم في استشراء الإرهاب بمصر والمنطقة.. وأكد السيسي أنه علي الصعيد الإقليمي فقد تم الاتفاق بين الجانبين علي ضرورة إيجاد حلول جذرية للقضية الفلسطينية وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدسالشرقية فضلا عن العمل علي وحدة العراق وحل أزمة ليبيا. ودعم جهود مكافحة الإرهاب في المنطقة وتوفير بيئة مناسبة لحل الأزمة السورية بما يتوافق مع ما أقره مؤتمر جنيف. وقال فيما يتعلق باليمن الشقيق إنه تم الاتفاق علي حل الأزمة اليمنية وعدم السماح لتهديد أمن واستقرار اليمن السعيد. وأشار الرئيس عبدالفتاح السيسي إلي أنه قد شهد مراسم توقيع اتفاقيات بين روسيا ومصر في مجال الطاقة فضلا عن توقيع مذكرة تفاهم لإنشاء محطة الضبعة النووية لتوليد الطاقة الكهربائية.. واختتم الرئيس كلمته أن علاقات التعاون الممتد بين روسيا ومصر عميقة وأن روسيا صديق استراتيجي لمصر وحقيقي لعلاقاتنا الخارجية وأن مصر الآن بعد مرور ثورتين تمد يدها للصداقة لكافة الدول التي تساندها حتي تستطيع تحقيق ما يصبو إليه شعبها في جميع المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية. وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موجها الشكر العميق إلي الشعب المصري وأهل القاهرة بصفة خاصة للاستقبال الحافل للرئيس بوتين والوفد المرافق له. وقال بوتين في كلمته لقد كانت زيارتي الأولي لمصر منذ العشرة أعوام الماضية. والآن نجدد علاقاتنا ونفتح آفاقا جديدة للتعاون المثمر والبناء مع مصر. وأضاف: لقد كان لقاؤنا الأول مع الرئيس عبدالفتاح السيسي في سوتشي حيث تناولنا أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وأنني إذ أوجه الدعوة مرة أخري لزيارة السيسي إلي روسيا الاتحادية للمزيد من المباحثات في المستقبل القريب. وقال بوتين إن المباحثات التي جرت بينهما كانت منصبة علي تعزيز سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين فضلا عن زيادة حجم التبادل التجاري التي تصل نسبته الآن إلي 70 بالمائة. والتعاون في مجال المنتجات الزراعية وتصديرها إلي روسيا الاتحادية.. وأضاف أيضا أن التعاون في مجال الطاقة النووية بإنشاء محطة نووية سلمية لتوليد الطاقة الكهربائية بما يساهم في تطوير الدراسات العلمية في ذات المجال وفتح آفاق للتعاون وإيجاد فرص للعمل. فضلا عن التعاون في مجال الفضاء الكوني عبر الملاحة من خلال الأقمار الصناعية. وقال الرئيس الروسي إن اللجنة الحكومية الروسية - المصرية المشتركة سوف تشهد حزمة من المشاريع الاستثمارية وتعاوناً في مجالات البنية التحتية. وتصنيع السيارات وتوقيع استثمارات واتفاقيات حول عدة مشاريع صغيرة ومتوسطة بما يساهم في زيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأضاف بوتين إننا نعول علي عمل مجلس الأعمال الروسي الذي استأنف أعماله السنة الماضية في دعم التعاون بين البلدين. وفيما يتعلق بزيادة حجم التعاون السياحي بين البلدين قال إن مصر قد استقبلت العام الماضي 3 ملايين سائح روسي ما يشكل نسبة في زيادة السياحة بنسبة تزيد علي 50 بالمائة عن الأعوام السابقة. وهو الأمر الذي يؤكد الاستقرار الأمني والسياسي لمصر تحت قيادة الرئيس السيسي وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية أكد بوتين أنه تم الاتفاق علي تكثيف الجهود نحو مكافحة الإرهاب في المنطقة. وقال إننا أولينا اهتماما خاصا بالأزمة السورية والشرق أوسطية بصفة عامة. وإننا نعول كثيرا علي التسوية السلمية في الأزمة السورية وتطبيق النتائج التي توصلنا إليها بين المعارضة السورية والرئيس الأسد في موسكو. الرئيس في كلمة بالمؤتمر الصحفي المشترك: تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري.. وإزالة المعوقات اتفاق تام حول القضايا الإقليمية والدولية.. ومكافحة الإرهاب موسكو تشارك في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ ألقي الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس وشهد الزعيان توقيع عدة مذكرات تفاهم. قال الرئيس في كلمته: انه لمن دواعي سروري أن أرحب بالرئيس "فلاديمير بوتين" رئيس روسيا الاتحادية في القاهرة كضيف عزيز علي بلدنا. وانتهز هذه الفرصة لأنقل له خالص مشاعر الصداقة والتقدير التي يكنها المصريون لفخامته ولدولته ولشعبها الصديق. ارتباطاً بالمواقف الشجاعة والداعمة التي ابدتها بلاده إزاء مصر وشعبها في ظروف دقيقة مرت بها علي مدار العامين الماضيين. وإنني اشعر بسعادة بالغة ان تأتي زيارة الرئيس "فلاديمير بوتين" للقاهرة في هذا التوقيت لتؤكد علي موقف روسيا المتضامن مع مصر في حربها ضد الإرهاب. ولتؤكد علي التطور الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ قيام ثورة الثلاثين من يونيو. ولتضيف إلي ما شهدته زيارتي لروسيا في شهر اغسطس الماضي من تعزيز للعلاقات المصرية الروسية وتجديد انطلاقها إلي آفاق أكثر رحابة علي مختلف الأصعدة. استعرضت والرئيس "بوتين" مختلف أوجه العلاقات الثنائية بين بلدينا. حيث أعدنا التأكيد علي تمسكنا بثوابت العلاقات الاستراتيجية القائمة بين مصر وروسيا. وعلي استمرار تبادل اللقاءات رفيعة المستوي. ووتبادل وجهات النظر بشكل متعمق في كل ما يخص العلاقات الثنائية والقضايا الدولية والاقليمية ذات الاهتمام المشترك. فضلا عن استمرار التعاون بين البلدين في مختلف المحافل الاقليمية والدولية لدعم مواقفنا المشتركة من القضايا المختلفة. كما أكدت والرئيس "بوتين" علي الاستمرار في تعزيز التعاون العسكري بين بلدينا خاصة في ظل الظروف الراهنة. أعدنا التأكيد كذلك علي ضرورة دفع علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين. حيث اتفقنا علي تيسير حركة التبادل التجاري وازالة المعوقات أمامها. وعلي التعاون في مجال تخزين الحبوب. كما اتفقنا علي تيسير جهود اقامة منطقة التجارة الحرة بين مصر والاتحاد الجمركي الأوراسي. بما يوسع آفاق العلاقات التجارية والاقتصادية مع روسيا وسائر دول الاتحاد. اتفقنا ايضا علي تعزيز التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها. بما في ذلك التعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية. لاسيما ان روسيا تتمتع بمزايا نسبية كبيرة وخبرة واسعة في هذا المجال الذي توليه مصر اهتماما خاصا في اطار خططها الطموحة للتنمية وتوفير احتياجاتها من الطاقة. استعرضت مع الرئيس "بوتين" التحضيرات المصرية الجارية للاعداد لمؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري في شرم الشيخ. حيث أعربت عن تطلعنا لوجود مشاركة روسية فاعلة فيه. وهو ما أكد عليه الرئيس الروسي. كما اتفقنا علي دفع العلاقات الاستثمارية بين البلدين. والبدء في اقامة المنطقة الصناعية الروسية. والتي تم تحديد موقعها في شمال "عتاقة" علي محور قناة السويس. اتفقنا كذلك علي تعزيز علاقات التعاون في مجال السياحة. حيث أكد الرئيس الروسي دعمه لجهود مصر لاستعادة كامل نشاطها السياحي. فضلاً عن تشجيع السائحين الروس علي زيارة مصر. أما علي صعيد الأوضاع الدولية والإقليمية فإن لقائي مع الرئيس "بوتين" اكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات التي تواجهها مصر وروسيا الاتحادية في المرحلة الراهنة. وقد أكدنا في هذا المجال وقوفنا جنباً إلي جنب في مواجهة هذه التحديات. ففي ظل تفشي آفة الإرهاب البغيض الذي أضحي يعاني منه العالم أجمع. فقد اتفقت مع الرئيس الروسي علي أن تحدي الإرهاب الذي تواجهه مصر. والذي واجهته روسيا أيضاً. لا يقف عند أي حدود. وأن استشراء تلك الظاهرة بات يحتم تضافر الجهود الدولية لمواجهتها والتعامل معها من خلال منهج شامل. لا يقتصر فقط علي التصدي الأمني. وإنما يتضمن محاربة أسسها الفكرية التي توفر بيئة حاضنة تخرج من كنفها التنظيمات الإرهابية. فضلاً عن معالجة الأوضاع الاجتماعية التي تسهم في نمو الإرهاب والتطرف المرتبط به. وبالنسبة لقضايانا الاقليمية. فقد تناولنا ضرورة ان تؤدي جهود إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلي تنفيذ حل الدولتين. وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. وكذلك ضرورة الحفاظ علي سيادة ليبيا ووحدة أراضيها. فضلاً عن ضمان وحدة العراق وتحقيق الوفاق بين مختلف مكوناته الوطنية. وكذلك دعم جهود مكافحة خطر الإرهاب الذي يهدده. كما أعربنا عن ارتياحنا لتنسيق الجهود القائم بيننا فيما يتعلق بتوفير البيئة المناسبة للأطراف السورية للالتقاء في إطار تشاوري. بهدف الخروج بتفاهمات تؤسس لحل سياسي يستند إلي مرجعيات جنيف. وحول الأوضاع في اليمن. أكدت للرئيس "بوتين" اهتمامنا بالتواصل لتسوية عاجلة للأزمة. وضرورة عدم السماح بتهديد وحدة وسلامة أراضي اليمن وأمن واستقرار المنطقة. وفي ضوء دقة المشهد الدولي. ولاسيما في ظل غياب السلم والاستقرار في العديد من مناطق العالم واندلاع الاضطرابات والصراعات وتزايد نزعات الهيمنة والتدخل في الشئون الداخلية للدول والمساس بالقيم الحضارية للشعوب. فقد اتفقنا في الرؤي بشأن حاجة العالم إلي تطوير نظام دولي أكثر ديمقراطية وعدلاً وأمنا لكافة الدول. فضلاً عن الحاجة الملحة لإقامة نظام اقتصادي دولي أكثر عدلاً وإنصافاً. واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية المتوفرة بين أطرافه بغض النظر عن حجمها الاقتصادي أو مدي تأثيرها فيه. وقبل الختام. أود الإشارة إلي أنني حضرت مع فخامة الرئيس بوتين مراسم التوقيع علي عدد من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين. بما يعزز من مسيرة التعاون المشترك. وذلك في قطاع الطاقة. حيث تم التوقيع علي مذكرة للتفاهم من أجل إقامة محطة للطاقة النووية في الضبعة لتوليد الطاقة الكهربائية. فضلاً عن مذكرات التفاهم في مجال الاستثمار. وهنا يهمني مرة أخري التأكيد علي ان مصر تستند في علاقاتها مع روسيا الاتحادية علي أسس عميقة من التعاون الممتد. والذي لم ينقطع يوماً. وتري في روسيا صديقاً استراتيجياً ورصيداً حقيقياً لعلاقاتها الخارجية المتوازنة. كما أؤكد للجميع ان مصر ما بعد ثورتي يناير 2011 ويونيو 2013 تمد يدها بالصداقة لكافة الدول التي ساندتها ولازالت تساندها في مسيرتها نحو تحقيق ما يصبو إليه شعبها العظيم من تقدم وازدهار ونمو علي كافة المسارات السياسية. والاقتصادية. والاجتماعية. والثقافية. الزعيمان يشهدان توقيع الاتفاقيات ومذكرات التفاهم شهد الزعيمان عبدالفتاح السيسي وفلاديمير بوتين توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وهي: اتفاق مبدئي لإنشاء محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية. ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية ووزارة التنمية الاقتصادية الروسية لتشجيع وجذب الاستثمارات الروسية ومذكرة تفاهم بين وزارة الاستثمار المصرية وصندوق الاستثمار المباشر الروسي لتعزيز التعاون الاستثماري بين البلدين. الرئيس الروسي يغادر القاهرة كتب حمزة الحسيني: غادر مطار القاهرة الدولي مساء أمس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي رأس وفد رفيع المستوي بعد زيارة للقاهرة. استغرقت يومين. وكان في وداعه الرئيس عبدالفتاح السيسي.