حروفي اليوم حزينة.. وكلماتي تسكب الدموع علي شهداء وطن موجوع.. قطف الموت منه زهورا يانعة من بستان شبابه علي يد عصابة آثمة ملأت الكراهية قلوبهم وأصبح القتل عنوانا لحياتهم.. خانوا وطنهم الذي أواهم وطعنوه بسلاح الخسة والنذالة في أعز ما يملك.. سرقوا بسمة شعبه وأبكوا نساءه وأطفاله وشيوخه. انهم جماعة تكونت من أراذل الناس وجمعت كل نقيصة في بني البشر.. ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا.. امتلأت عقولهم بالقمامة الفكرية ومحوا من حياتهم القيم الأخلاقية وانتشر بين ضلوعهم وداخل شرايين دمائهم فيروس العنف والإرهاب ونخر في عظامهم سوس الغل والحقد فصاروا إخوانا للشياطين وظهيرا للمجرمين. إن ما حدث في سيناء من عدوان سافر سافل ليؤكد أن مصر أمام أربعة محاور من الخطر: المحور الأول: ما يدور داخل مصر من اجتماعات سرية بين السفارة الأمريكية والإخوان.. ولا أستبعد أبدا انضمام إسرائيل ليكتمل مثلث الشر حيث يقوم الكاهن الأكبر بتقديم المعلومات الاستخباراتية التي أصبحت ملكا حصريا له بإمكاناته التكنولوجية الحديثة مثل الأقمار الصناعية وغيرها إلي جانب مواقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" وتويتر وحتي الإيميل.. خاصة وان كل حسابات المصريين وكلمات المرور السرية مكشوفة أمامهم إذ ليس صعبا عليهم تكوين مجموعات عمل لرصد كل ما يدور بين أفراد الشعب من حوارات وأفكار.. وإلا لماذا اختيار مناطق بعينها لإشعال الفتن فيها بين الحين والآخر.. ولا أظن انهم جميعا يتمتعون بالشفافية والأخلاق التي يرددونها.. ولعلنا لا ننسي تصريحات ادوارد سنودن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي لصحيفة الواشنطن بوست الأمريكية التي أكد فيها قيام الولاياتالمتحدة بالتجسس علي جميع دول العالم ما عدا أربع دول فقط هي بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلاندا بعد أن وقعوا اتفاقات واسعة النطاق حول منع التجسس معها.. ولا ننسي اعترافات جهاز المخابرات الأمريكية بالتجسس علي 35 رئيس دولة وكان آخرهم وأهمهم انجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا. حتي سامح شكري وزير الخارجية قال يوم السبت الماضي انه غير مقتنع بمبررات أمريكا لتقاربها وتواصلها مع الإخوان!! المحور الثاني: ما يتم تخصيصه من مليارات الدولارات لشراء الأسلحة الخفيفة والثقيلة وتهريبها داخل الحدود المصرية وحتي تصنيعها داخل مصر.. وكذلك الملايين التي تنفق علي تدريب هؤلاء الأشرار بالإضافة إلي مكافآتهم الباهظة.. ويتم ذلك بإشراف دول كارهة وخائفة من عودة مصر لمكانتها التي تستحقها في المنطقة والعالم.. ولعلنا لم ننس قضية التمويل الأجنبي وما صاحبها من تداعيات تؤكد أن هناك تخطيطا منظما للإضرار بمصر والنيل من استقرارها علي المدي القريب والبعيد. المحور الثالث: المؤامرات الإعلامية الشيطانية التي تحاك ضد مصر من خلال كبريات الصحف الأمريكية والأوروبية وكذلك كبار الكتاب والمحللين الذين يدقون الأسافين يوميا بين مصر والسعودية بعد وفاة خادم الحرمين الملك عبدالله رحمه الله. وغير ذلك الكثير والكثير في مختلف الصحف وبطريقة ملتوية وخبيثة. المحور الرابع: بعض المصريين "أيًا كانت نسبتهم في المجتمع" من غير الموافقين علي ثورة 30 يونيو.. أعتقد أنهم فريسة سهلة لاستقطابهم.. ولابد من النظر إليهم وبسرعة والعمل علي تصحيح أفكارهم علي كافة المستويات. والكلام واضح جدا.. باختصار.. نحن نواجه تنظيمات خطيرة وراءها دول كبيرة. حفظ الله مصر ورعاها وجنبها الفتن ورزقها الأمن والأمان.. آمين.