د. عاصم أبوالمعاطي سيد عالم مصري عاد من أمريكا مؤخرا.. بعد 17 عاما قضاها أستاذا للميكروبيولوجيا الجزيئية بجامعات ماساشوستس ورود أيلاند عاد ومعه علم له تطبيقات كثيرة في حياتنا ومعه ابتكار قام بتصميمه وتنفيذه. وتم إنتاجه تجاريا في أمريكا.. كان ضمن معروضات "معرض القاهرة تبتكر" الذي نظمته أكاديمية البحث العلمي مؤخرا. الابتكار عبارة عن جهاز محمول في حجم فلاشة الكمبيوتر ولكنه سيقوم بدور معمل كبير للتحاليل والكشف عن الملوثات ومسببات الأمراض. وتحديد نوع هذه الملوثات الميكروبية. كيف يعمل هذا الجهاز الصغير عمل الأجهزة الكبيرة المعقدة؟ هل يمكن الاستغناء عن معامل التحاليل. واستبدالها بهذا الابتكار.. هل هذا الجهاز متاح في السوق العالمي. وهل يمكن تصنيعه وطرحه في مصر..؟ لغرابة الموضوع كانت حوله أسئلة كثيرة أجاب عنها في هذا الحوار العالم المبتكر د. عاصم الذي يدير الآن مكتب التعاون الدولي بجامعة عين شمس بالإضافة إلي مكتب دعم الابتكار وتسويق التكنولوجيا سألناه.. من أنت.. كلمنا عن خلفيتك العلمية؟ قال: أنا أستاذ البيولوجيا الجزيئية بجامعة ماساشوستس ورود أيلاند.. وتخصصت في تطوير التقنيات المتاحة واستحداث تقنيات جديدة للكشف عن الملوثات. ومسببات الأمراض في الأغذية والبيئة وفي الجوانب الصحية وجمعت بين الخبرة الألمانية والأمريكية في هذا المجال من خلال عملي كأستاذ مشارك في برنامج دولي لإنتاج المستشعرات الحيوية بين جامعتي برانس ويج الألمانية ورود أيلاند الأمريكية.. سألنا.. معمل صغير محمول.. كيف يعمل؟ قال: دعينا في البداية نوضح أن هذا الجهاز "أو المعمل المحمول" يفيد في التحكم في الملوثات. وتحديد أصنافها خاصة في أماكن الأوبئة. والمناطق النائية التي لا توجد بها خدمات. ولذا كان الاتجاه إلي تطوير مواد التحاليل المستشعرات الحيوية لتتناسب مع حجم جهاز التحاليل الذي لا يتجاوز حجم عقلة الإصبع. سألناه.. ما التخصصات التي شاركت في تصميم وتنفيذ هذا المعمل؟ قال: شارك في تصميم هذا الجهاز وتنفيذه فريق بحثي من 6 تخصصات تشمل الهندسة الميكانيكية والبيولوجيا الجزيئية والفيزياء والكيمياء وكهرباء الإلكترونيات وعلوم الكمبيوتر. مشيرا إلي أن الإبداع يتولد من عمل الفرق البحثية معا لحل مشكلة معينة. وقال إن الجهاز يعتمد في عمله علي نوع الشريحة والمواد التي يتم تحليلها.. ويحتوي الجهاز علي عدد من الشرائح البيولوجية المختلفة التي يمكنها تحليل ملوثات مختلفة. والجهاز يعمل بآلية التفاعل الحيوي بين الملوثات والمواد البيولوجية بالشريحة ويرسل إشارات يتم معالجتها وتحليل البيانات للتعرف علي نتيجة التحليل. وأشار إلي أن الجهاز يمكن أن يصبح طفرة في عالم التحاليل الطبية حيث انه أسرع وأرخص وسهل الاستخدام ويمكنه تحليل أكثر من ملوث في نفس الوقت ولا يحتاج لعمالة مدربة. ولأنه محمول يمكن سهولة استخدامه في المناطق النائية التي تعاني من صعوبة وصول الخدمات الطبية إليها. وأيضا بالنسبة للتجمعات في الجيش والشرطة. قلنا: هل هناك دول بدأت في إنتاج هذا الجهاز فعليا واستخدامه؟ قال: هناك عديد من المراكز البحثية التي تعمل في مجال المستشعرات الحيوية. وتم إنتاجه فعليا ويباع في السوق الأمريكي. وأضاف ان هناك اتجاها دولياً لإنتاج بدائل المعامل الكبيرة.. ولذا فالمطلوب الآن إنتاج هذا المعمل الشريحة محليا علي مستوي تجاري خاصة مع ارتفاع أسعار تكلفة أجهزة التحاليل والمواد الكيماوية المستخدمة في التحاليل. قلنا: كيف يمكن لمصر إنتاج هذا المعمل؟ قال: المسألة بسيطة.. فالمعرفة التكنولوجية للابتكار عندي اننا لدينا ال Khow how.. ولذا يمكن تكوين فريق بحثي مصري لتطوير الابتكار وتطوير مواد التحاليل وتطويع التكنولوجيا ومواءمتها للبيئة المصرية في إطار مشروع قومي لإنتاج هذه المعامل. وطرحها علي مستوي تجاري. قلنا: بالمناسبة ما أفضل طرق لنقل التكنولوجيا؟ قال: أتصور أن الطلاب المصريين بالخارج هم أفضل وسيلة لنقل التكنولوجيا المتقدمة كل في مجال تخصصه.. مشيرا إلي أن المصريين في أي مكان من العالم مبدعون ويري د. عاصم في النهاية ان للقطاع الصناعي والمجتمع المدني دوراً مهما في حل الكثير من مشاكل البحث العلمي في مصر والتعليم في الجامعات. التطبيق متي؟ "الفوليك" وفيتامين ب 12 من تبن القمح إعادة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلي منتجات هامة صديقة للبيئة محور الشغل الشاغل للباحثين طوال الوقت. والمهم هو تكاتف الصناعة مع البحث العلمي للوصول بنتائج الابحاث إلي منتجات. د.إبراهيم شعبان عبدالسلام استاذ كيمياء المنتجات الميكروبية بالمركز القومي للبحوث يقول ان البحث كله يعتمد علي إعادة تدوير المخلفات الزراعية في انتاج بعض الفيتامينات كحمض الفوليك وفيتامين ب .12 يقول ان الفكرة تعتمد علي اننا نأخذ مخلفات قش الأرز "rice bran". مخلفات تبن القمح "white straw" هذه المخلفات نجري عليها بعض المعالجات بزراعة بعض الكائنات الدقيقة علي هذه المخلفات وذلك في مرحلة التهيئة ثم استخدام أنواع البكتريا والفطريات في مرحلة لاحقة لتحليل المخلفات وعمل التخمر. وأمكن من خلال استخدام مخلفات قش الارز وتبن القمح انتاج حمض الفوليك وفيتامين ب .12 أشار الدكتور إبراهيم إلي ان حمض الفوليك أحد المكونات التي يتم تخليقها كيميائيا في المعمل ولكن عملية التخليق الكيميائي لحمض الفوليك تحتاج إلي مدي زمني كذلك إلي تكلفة مرتفعة.. الا انه من خلال هذه الطريقة ومقارنتها بالطريقة الكيميائية للتخليق وجد ان الانتاج عن طريق البكتريا والفطريات يعطي انتاجية أعلي. وتكلفة أقل تكاد تنعدم. بالاضافة إلي ان المقارنة أكدت ان الحمض والفيتامين المنتجين بهذه الطريقة الطبيعية لهما اثار جانبية اقل من نظيرتها المنتجة بالطريقة الكيميائية وذلك باجراء تحليل كيفي وكمي للمواد ويشير الدكتور إبراهيم إلي ان هذه الطريقة تعتمد علي فكرة التخمر الصلب باعتبارها طريقة اسهل في استخلاص المواد. ويؤكد ان هذه الطريقة صديقة للبيئة وتخلصنا من المخلفات بشكل آمن ويمكن من خلال نفس طريقة التخمير الصلب إعادة تدوير مخلفات زراعة أخري والحصول منها علي منتجات أخري. دراسة :التقشير الكيميائي لعلاج الكلف أسيوط محمود العسيري فازت الدكتورة دعاء أحمد السيد أبوطالب المدرس المساعد بقسم الامراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة بكلية الطب جامعة المنصورة بالجائزة الكبري الذهبية ضمن مستقبل أفضل بحث في المؤتمر الدولي للامراض الجلدية والتجميل عن دراسة مقارنة لاستخدام الليزر والتقشير الكيميائي في علاج الكلف. وأظهرت النتائج ان التحسن كان بشكل افضل في المجموعة التي تم علاجها بالتقشير الكيميائي مقارنة باستخدام الليزر. وأوصت الدراسة باستخدام التقشير الكيميائي بحمض التريكلور اسيتيك لانه فعال وآمن نسبيا في علاج الكلف وشددت علي اختيار نوع الليزر المناسب امر في غاية الاهمية في علاج الكلف لتجنب الاثار الجانبية بأن يقتصر استخدام الليزر علي حالات الكلف التي لم تستجب للعلاج الموضوعي او التقشير الكيميائي أو كليهما. وقد أوصت الباحثة بضرورة تجنب التعرض لأشعة الشمس والحرارة خاصة في مجتمعنا الذي يتميز بالمناخ الحار وذلك لان أشعة الشمس من أكثر العوامل التي تعوق العلاج الدائم للكلف بالاضافة الي ضرورة تجنب استخدام كريمات الوقاية من الشمس ذات المدي الواسع للحماية لمرضي الكلف حتي لا تعوق عملية العلاج من المرض. تمت الدراسة تحت اشراف الدكتور علاء الدين عبدالعال مباشر الاستاذ بقسم الامراض الجلدية والتناسلية وامراض الذكورة بكلية الطب بجامعة اسيوط والدكتورة ايمان محمد كمال يوسف المدرس بالقسم. .. أمر الإختراع مغناطيس زراعي لعلنا نجد في يوم من الأيام تكنولوجيا محلية.. كان لزاما علينا تشجيع الابتكارات والمبتكرين ودفعهم.. ودعمهم للوصول لاصحاب المصانع ورجال الأعمال.. الذين لديهم الاستعداد للمخاطرة.. خصصنا هذه المساحة للمبتكرين الذين حصلوا علي براءات اختراع من أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا.. بل الذين تقدموا بطلبات لتسجيل افكارهم الابتكارية بالاكاديمية ايمن نادي راضي طالب بكلية الزراعة الجامعة المفتوحة ابتكر طريقة جديدة لعزق الأرض الزراعية وحصاد المحاصيل حصل بها علي براءة اختراع. ساعده في تصميم النموذج الأولي مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا والابتكار. يقول ان الجهاز يعمل علي اثارة وتفكيك الطبقة السطحية الجافة من الأرض الزراعية دون اضرار بالنباتات أو جذورها في الفترة من بعد الزراعة وحتي الحصاد.. وذلك بقصد تحسين بيئة نمو النباتات. كذلك يعمل علي خلع الحشائش التي تنمو حولها.. وهو يساعد الفلاح في العمل دون تعب أو تكلفة عمالة كثيرة. وعن الاختراع يقول انه يقوم علي استخدام المغناطيس من السوست لكي يعطي نفس حركة يد الفلاح اثناء العزق والحصاد والحش وذلك عن طريق عزاقة تتكون من اطار وموتور يستغله الفلاح حسب العملية الزراعية مع تبادل الاسلحة بالاختراع سواء كانت اسلحة عزق أو حصاد. ويقول إنه عند تشغيل الموتور يحرك المغناطيس الاعلي ويؤدي إلي تجاذب وتنافر مغناطيسي يوثر علي السوست الموضوع عليها مغناطيس سفلي مما يؤدي إلي تحريكه وبالتالي تنطلق حركة اسلحة العزق والحصاد. يؤكد ايمن ان الجهاز له عدة جوانب اقتصادية للفلاح من توفير للايدي العاملة إلي سرعة العمل. وامكانية زراعة مساحة زراعية كبيرة دون تعب أو تكاليف عمالة أو نقل عمال.. كذلك امكانية استخدام الجهاز لاكثر من غرض زراعي من عزق إلي حصاد إلي حش للنباتات. المطبات الذكية .. طاقة كهربية نظيفة سامح رضا المطبات الذكية المولدة للطاقة الكهربية ابتكار لإيجاد حلول للطاقة البديلة والمتجددة النظيفة وبديلا للمطبات الصناعية التقليدية للاستفادة منها بتحويل الطاقة الناتجة عن سير السيارات علي الطريق إلي طاقة كهربية. فريق "دينرجي" والمكون من أربعة مهندسين هم "عوض محمد دينا مخلوف أنور محمد محمد عبدالمنعم" يؤكد ان أزمة الطاقة التي تواجهنا والبحث عن بدائل للحصول عليها من مصادر الطاقة البديلة والمتجددة هي التي دعتهم لابتكار طريقة تمكنهم من الاستفادة من سير السيارات في الشارع ووجود المطبات. وتقوم المطبات الذكية علي فكرة استخدام الطاقة الحركية الناتجة عن سير السيارات علي الطرقات بعبورها علي المطبات وتحويل الحركة الترددية إلي حركة دائرية تشبه "الدينامو" في الدراجات لتنتج طاقة كهربية نظيفة يمكن تخزينها وفقا للحاجة يتم إنارة الشوارع منها أو تشغيل الأجهزة الكهربائية المجاورة لها. أضاف المهندس عضو محمد ان شكل المطب الذكي غير ثابت بتغيير الطريق بعد دراسته وتحديد مساحته وعرضه بالإضافة لاختلاف ارتباط السعة التخزينية بالمطب وعدد السيارات المارة فوقه لإنارة الطريق أطول فترة ممكنة. كما أوضح عوض حصول الابتكار علي براءة اختراع واعتمد من نقابة المهندسين ليصل إلي منتج قابل لدخول سوق العمل ليتم تركيبه ببوابات دخول وخروج السيارات في المطارات أو محطات الوقود وساحات الانتظار وأمام مداخل القري في الطرق العامة ويمكن الاستفادة منها حسب الطلب بعد السيارات ومعرفة حمولاتها بشكل تقريبي. الدكتور صلاح عرفة أستاذ كلية العلوم والهندسة بالجامعة الأمريكية ونائب رئيس مجلس علماء مصر للشئون العلمية وعضو منتدي الحوار والمشاركة من أجل التنمية وداعم لفريق العمل يؤكد ان مجموعة "دينرجي" بحثت للوصول لطاقة بديلة من فاعلية الأداء فمصر مليئة بالسيارات بالإضافة لكثرة المطبات في شوارعها وهذا هو أهم جزء لأن تلك المطبات لها دور فعال في تنظيم المرور والسلامة العامة للمواطنين وإلي جانب ذلك توصل الفريق للاستفادة منها مثلما هو متبع في الدول الأوروبية بجعلها ذكية تنتج طاقة كهربية نظيفة. أشار عرفة إلي أنه يجب نشر الوعي العام وإشراك المجتمع في تلك الابتكارات ومعرفة كيفية عملها وصيانتها لأنه بانتشار الفكرة وتطبيقها بوضعها أمام مداخل القري والطرق يمكن الاستفادة بسكان المنطقة أنفسهم من الفنيين لإجراء تلك الصيانة كي تعمل بشكل منتظم طوال الوقت بالإضافة لشعورهم ان هذه الوسائل ملكهم ليحافظوا عليها.