"تعلم.. فكر.. ابتكر" مبادرة أعلنها الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في الاحتفال بعيد العلم ودعا خلالها رجال الأعمال بالتكاتف والاهتمام بالبحث العلمي وإخراج المخزون حبيس الأدراج لتظهر مشروعات تنموية ترتقي معها مصر وتنهض. الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي يؤكد ان تلك المبادرة جاءت لتؤكد علي اهتمام الرئيس بالبحث العلمي والعلماء ويجري حالياً حصر جميع الأبحاث العلمية من خلال نقل التكنولوجيا ب28 مركزاً بالجامعات والمراكز البحثية للمعارف المتواجدة وحفظها بقواعد بيانات لاختراعات وابتكارات البحث العلمي المعملي. لتدخل في محفظة جاهزة للتنفيذ. أوضح صقر أن هناك ثلاثة محاور يتم من خلالها التنفيذ بأهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد هي في الأصل حبيسة الأدراج لتخرج إلي النور بعيداً عن الأبحاث الجاهزة التي تم اجراء تجارب عليها وأثبتت نجاحها وسيتم تطبيقها بإنشاء شركات لها لتطرح في الأسواق ويتم الاستفادة منها لتدخل في الناتج القومي والخروج للعالم. أضاف صقر أن الأكاديمية تعمل علي ايجاد صيغة للاتفاق مع رجال الأعمال لاحتضان المشروعات البحثية بتمويل مشترك للمشروعات الجاهزة لنخرج بذلك من الوادي الضيق بإنفاق الجوائز التشجيعية فقط للعلماء بتطبيق أبحاثهم واختراعاتهم لتتطبق علي أرض الواقع والتأكيد علي حقوق والتزامات كل طرف في تلك العقود التي سيتم إبرامها لتنفيذ المبادرة القومية. الدكتور علي حبيش أستاذ النسيج بالمركز القومي للبحوث ورئيس أكاديمية البحث العلمي الأسبق يؤكد ان علماء مصر في أسعد حال بعد ان توافرت لدي مصر الإرادة السياسية للاهتمام بالبحث العلمي والتأكيد علي أهميته والاستفادة منه بدخولهم جنباً إلي جنب في الصناعة لتضع العلم والعلماء في صدر الأنشطة الاجتماعية الأخري بالاضافة لحجز كرسي في جميع المفاوضات الدولية بين مصر والدول الأخري. كما أن مضاعفة ميزانية صندوق تمويل البحث العلمي والتكنولوجيا من صندوق تحيا مصر حلم كنا نتمناه كي تخرج أبحاث العلماء حيز التنفيذ لأن اكتمال رسالتنا بأن نري ما قمنا بالبحث فيه مشروع علي أرض الواقع يستفيد منه البشر. الخروج من المعامل ويؤكد ان تلك المبادرات تحتاج إلي مجتمع متعلم مبتكر ووع لما يجري حوله بالاضافة لأنه سيخرج العلماء من المعامل ليجري أبحاثه علي الطبيعة طبقاً لاحتياجات سوق العمل ليبحث في الأزمات وما يقف أمام الصناع من عقبات ليجد لها الحلول المناسبة والسريعة كي نحصل في النهاية علي منتجات ذات قوة تنافسية عالية تكون قاطرة لنهضة اقتصادية. يشير دكتور محمد شومان - عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية - إلي تقصير الإعلام فيه بصورة عامة في توجيه اهتمام الرأي العام بالبحث العلمي وإبراز الأفكار والأبحاث التي يتوصل إليها الباحثون في الداخل والخارج بالاضافة إلي ان البرامج المتخصصة التي تعرض علي شاشات التليفزيون يتم إذاعتها بعيداًعن أوقات الذروة تفوز بنسبة مشاهدة مقبولة يشاركه في ذلك الدراما والسينما التي تجسد العالم في الشخصية الجادة المعقدة. ويري شومان انه حان الوقت لإعادة نظر وثورة شاملة في أداء الإعلام تجاه دعم البحث العلمي والباحثين فيجب تقديم صورة ايجابية للشباب تساعدهم علي حب العلم والإبداع فيه كذلك إلقاء الضوء علي الجديد في مجال البحث العلمي وتقديمه للرأي العام من جهة ولرجال الصناعة والمستثمرين من جهة أخري لردم الفجوة بين البحث العلمي والأكاديمي وبين التطبيق العملي والاستفادة منها لتنمية المجتمع. كما يطالب بضرورة زيادة الوقت المخصص للبرامج العلمية والبعد عن الصورة الجافة التي تقدم بها مع ابتكار طرق جذابة في الشكل والمضمون لتقديم الأبحاث العلمية يقبل عليها المشاهد وتصل بسهولة لأصحاب رأس المال حتي تري تلك الأفكار النور ولا تظل حبيسة الأدراج. من جانبه يوضح دكتور علي عجوة - عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة سابقاً - ان المؤتمرات العلمية تطرح من خلال وسائل الإعلام التي تغطي كافة الندوات والأبحاث المقدمة فيها وتعد بذلك أداة الربط بين أطراف المجتمع المختلفة ومن هنا يأتي دور الإعلام في دعم تطوير البحث العلمي وخروجه إلي حيز التنفيذ. يضيف عجوة ان هناك وظائف مستحدثة في المعاهد والجامعات مثل نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة وكذلك وكيل الكلية تكون مسئوليتهم الربط بين الجامعة أو المعهد بالمجتمع الخارجي وتشجيع البحث العلمي والتواصل مع الجهات المختلفة المنوطة بالتطبيق العملي للأفكار المبتكرة. ويطالب البرامج الإعلامية المختلفة بالبعد عن الموضوعات غير الهادفة وتتبني فكرة إطلالة علي المستقبل تتبع من خلالها الأفكار والأبحاث العلمية وتبرزها وتوسع دائرة الحوار لربطها مع رجال الأعمال الحريصين علي الاستفادة من كل ما هو جديد لصالح الوطن. أما الدكتور إسماعيل شلبي أستاذ الاقتصاد بجامعة الزقازيق فيري عدم وجود منظومة تفكير حقيقية للبحث العلمي في مصر مضيفاً ان المشوار طويل حتي نواكب البحث العلمي الخارجي لذلك يجب تطوير منظومات عديدة منها الصحة والتعلم حتي يكون لدينا باحث وعالم علي المستوي العالمي. ويطالب بإنشاء رابطة للبحث العلمي ورابطة لرجال الأعمال في مجالات الزراعة والصناعة حتي تكون المصلحة متبادلة بين الطرفين من تمويل للبحث العلمي من خلال الأكاديمية والمراكز البحثية بدلاً من وضع الأبحاث في الادراج والوصول بركب البحث العلمي إلي العالمية. وتؤكد الدكتورة يمني الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس أن البحث العلمي في مصر يحتاج لكثير من الخطط لتطوير هذه المنظومة كما ان رجال الأعمال يحتاجون لمزيد من الوعي والشعور بأهمية البحث العلمي وحتي نصل لبحث عملي متطور لابد ان تضع الدولة سياسات وخطط تستطيع دعم البحث العلمي لأن القطاع الصناعي في مصر غير ناضج ودور الدولة غائب في إدارة ملف النشاط الاقتصادي والصناعي لأن من يسيطر علي الصناعة في مصر هي المصانع الخاصة في ظل غياب المصانع الحكومية حتي نطالب بدعم رجال الأعمال للبحث العلمي عن طريق خطط تضعها الدولة حتي لا تهدر مئات الأبحاث المغلق عليها داخل الأدراج. ويري الدكتور محمد زيدان أستاذ الاقتصاد ووكيل تجارة المنوفية أننا إذا أردنا ان ندعم البحث العلمي فلابد من عمل توافق وصلح بين رجال الأعمال والجامعات والمراكز البحثية فيها لان البحث العلمي في مصر غير موجود علي الاطلاق سوي للترقيات فقط وليس في خدمة البحث العلمي فلا يوجد بحوث لخدمة المجتمع بسبب البيروقراطية والإهمال والكسل الذي يؤدي إلي ضياع البحث العلمي رغم وجود كفاءات كبيرة كما يوجد دعم مادي ولا تعاون بين الجامعات والبحث العلمي في شتي المجالات مضيفاً أنه لا توجد شركة أو مؤسسة تستعين بالجامعة لتطويرها كما يوجد في دول العالم خاصة الاتحاد الأوروبي وشرق آسيا الذين نجحوا بسبب التكامل بين البحث والعمل علي أرض الواقع.