لا حياة لمن تنادي.. رغم تكرار المطالبة بتقديم الإيثار والغيرية.. والرضا بما قسمه قانون الحد الأقصي للأجور.. ولم يتحرك لهم ساكن.. أمام دعوات التكافل والتضامن.. وإذا طالبتهم بالتضحية بمكتسب واحد.. أو التنازل عن ميزة عارضة... ذهبت المناشدة ادراج الرياح..!! يصمون الآذان.. ويغلقون العقول.. ويأبي "البخلاء" في قطاعات عديدة الاستجابة.. ويرفضون الانضمام إلي مسيرة "إقالة الوطن من عثرته".. ودفعه إلي طريق الإصلاح والتعمير.. ويسعون لإجهاض القرار بأي وسيلة وبشتي الطرق..!! ومازال أصحاب مناصب رفيعة.. يبدي كل منهم مقاومة شرسة.. ويعلن تحديه السافر.. ويقف حائلا أمام التطبيق والتنفيذ!! صحيح.. أظهر معظم العاملين في قطاعات البترول والاتصالات تجاوبا مرضيا.. إلا أن التلبية المأمولة لم تأت بعد من العاملين بوزارات أخري.. بعضها يحمل لقب "سيادية".. بل ان القانون لم يطبق بحسم وصرامة.. سوي علي موظفي الحكومة.. في الوقت الذي يتلمس طريقه داخل أروقة الهيئات الاقتصادية وقطاع الأعمال العام!! لقد تغلبت الأنا والنرجسية.. وملأت القسوة والغلظة القلوب بعد أن أفرغتها من بقايا الرأفة والرحمة... وعلت المآرب والأهواء الذاتية فوق الصالح العام والأهداف الوطنية.. فراح هواة "جمع المال" يقفزون من مركب "القناعة" إلي سفينة "الطمع"!! أمام العروض المغرية.. ومن أجل زيادة الرصيد. ومضاعفة الحصيلة.. استقال عدد لا يستهان به من عملهم بالبنوك المحلية.. ولجأوا إلي مصارف الخاصة.. يتقدمهم نائب رئيس البنك المركزي.. الذي رفض التنازل عن جنيه واحد من الملايين التي يتقاضاها سنويا.. واتجه للعمل بإحدي المنشآت الاقتصادية بالخارج.. إلي جانب كثيرين في مجالات ونشاطات متنوعة.. ودعوا الانتماء.. وخاصموا الإنسانية.. وفضلوا الخروج من المسيرة الوطنية.. ومنذ صدور القانون مازالت الاستقالات تتوالي.. بحثا عن الفائدة والغنيمة في أي مكان آخر!! لم يستوعب "أصحاب الرواتب الخيالية" المغزي والهدف.. وأغفل "قساة القلوب" الحكمة عن إصدار القانون.. الذي جاء لصالح الجميع.. تحقيقا للعدالة الاجتماعية.. وتجسيدا للانصاف والمساواة.. وهم بالطبع أول المستفيدين.. لأنه كلما ضاقت "الفجوة".. وتضاءلت المسافات.. واقتربت الطبقات.. عم الخير علي الكل.. وزاد الولاء.. وسادت القناعة والرضا.. وأصبح "الأغنياء" في مأمن من غضب وحنق الغلابة والمحتاجين. ان نهضة الوطن تحتاج إلي تضافر كافة الجهود.. وتستلزم التضامن والتكاتف بين الأغنياء والفقراء.. وتستوجب تشابك الأيادي وتعانق القلوب بين الكبار والصغار.. ولكي يتقدمه موكب الإعمار والإصلاح.. لابد أن تسمو قيم العدالة والانصاف.. وتنتصر مباديء التضحية والعطاء.. وترتفع فضائل الرحمة والإنسانية.. لتظلل أبناء البلد الواحد.