تحول الطلاب السوريون إلي بضاعة رائجة في بيزنس المدارس الخاصة. لجأ عدد من أصحاب المدارس الخاصة إلي أسلوب جديد للاستفادة المادية من تواجد هؤلاء الطلاب علي أرض مصر هروبا من ظروف الحرب الدائرة في سوريا. اتفقوا مع سماسرة سوريين علي جلب مئات الطلاب وتجميعهم في أماكن معينة لقيدهم في المدارس الخاصة التي يمتلكونها مقابل رسوم تتراوح ما بين 5 و7 آلاف جنيه للطالب الواحد يحصل منها صاحب المدرسة علي ما لا يقل عن ألفي جنيه مقابل قيده بالمدرسة بينما يتولي السمسار السوري فتح مركز تعليمي في أي مكان آخر بعيدا عن المدرسة للتدريس لهؤلاء الطلاب علي مدار العام. ويقوم صاحب المدرسة بارسال امتحانات التيرم وآخر السنة إلي السمسار في مكان تجميع الطلاب ليؤدون امتحاناتهم وتصحيح اجاباتهم وتعمد نتائجهم من الادارة التعليمية التابع لها المدرسة!! الغريب انتشار هذه التجارة في أماكن ومناطق كثيرة دون ان تكتشفها الادارات التعليمية إلا بالصدفة وبعد وصول العديد من الشكاوي والمشاكل إلي وزارة التربية والتعليم والمحافظات. الأغرب ان الادارات التعليمية التابع لها المدارس الخاصة المقيد بها الطلاب صموا اذانهم وعملوا ودنا من طين وأخري من عجين فلم يكلفوا انفسهم متابعة تلك المدارس والتأكد من انتظام الطلاب والا لاكتشفوا غياب مئات الطلاب المقيدين بها علي مدار السنة!! هناك ادارات أخري لا تعلم شيئا عما يدور في تلك المراكز أو المدارس نفسها وان ما لديها عبارة عن احصائيات باعداد الطلاب السوريين المقيدين بالمدارس الحكومية والخاصة لدرجة ان ادارة عين شمس التعليمية مثلا لديها 800 طالب سوري موزعين علي مدرستين فقط ومع ذلك فإن مدير عام الادارة يقول ان هؤلاء الطلاب مقيدون حسب الكثافة القانونية وكأن مثل هذه المدارس كانت خالية من الطلاب المصريين!! الوزارة اكتشفت هذه المآسي والكوارث بالصدفة عندما تقدم أحد أولياء الأمور السوريين بطلب نقل ابنه من المدرسة السورية أمام البداية رقم 13 بمدينة الرحاب إلي احدي المدارس الأخري وبالكشف عن اسم المدرسة التي يدعي ولي الأمر قيد ابنه فيها تبين عدم وجود اسمها ضمن مدارس التعليم الخاص بالقاهرة كلها وليس القاهرة الجديدة فقط! وبالتحري عن المدرسة واصحابها تبين ان أحد السماسرة السوريين استأجر مولا تجاريا بالقاهرة الجديدة مخصص كمول اصلا من جهاز المدينة وقام بتغيير نشاطه بلا ترخيص وحوله إلي مدرسة خاصة تحمل اسم احدي المدارس الخاصة بعين شمس ومعها اسم المدرسة السورية وانها تضم حوالي 650 طالبا وطالبة في المرحل التعليمية المختلفة. كما تبين ان السمسار السوري اتفق مع صاحب المدرسة الخاصة بعين شمس علي قيد الطلاب بمدرسته مقابل 2000 جنيه للطالب الواحد علي أن يقوم السمسار بتحمل تكاليف المدرسين الذين يقومون بالتدريس لهؤلاء الطلاب وكذلك رسوم الامتحانات والقيد واستخراج الشهادات!! الادهي من ذلك ان صاحب المدرسة الذي يمتلك أكثر من مدرسة في نفس الادارة التعليمية لجأ إلي الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم للحصول علي استثناء خاص لقبول الطلاب السوريين بمدرسته فوق الكثافة المقررة بعد أن صدر قرار الدكتور خلال السعيد محافظ القاهرة باغلاق المركز غير المرخص إلا ان الوزير رفض مقابلته! أكد محمد عطية مدير ادارة القاهرة الجديدة التعليمية ان الواقعة تم اكتشافها عن طريق قيام احدي الطالبات السوريات بتقديم طلب تحويل من المدرسة السورية بحي الياسمين وبالكشف عنها في التعليم الخاص اكتشفنا مكان المدرسة وأبلغنا عنها انها غير شرعية والطلاب مسجلون بسجلات المدرسة بالكثافة المحددة من قبل الوزارة والمسموح بها ولبعد المسافة عن مقر سكنهم تم نقلهم إلي المركز واضاف انه بعد اغلاق المركز تم توزيع الطلاب السوريين علي المدارس القريبة من مقر اقامتهم سواء كانت حكومية أو خاصة حسب اختيار ولي أمر الطالب. وأوضح سعيد عبدالله مدير ادارة عين شمس التعليمية لا توجد لديه أي معلومة عن سنتر القاهرة الجديدة الذي تم اغلاقها ولا عن الطلاب السوريين الذين تم اكتشافهم بالمركز حيث انه مقيد لديه بالادارة باجمالي 2760 طالبا سوريا موزعين علي المدارس الحكومية منهم 800 طالب وطالب بمدرستين خاصتين فقط وتم قبولهم بهذه المدارس طبقا للكثافات المحددة من قبل الوزارة ويتم أخذ الغياب والحضور وكلهم منتظمون في الدراسة بالمدارس ولم يحدث أي استثناءات في قبول هؤلاء الطلاب!! وأشار إلي انه تم إجراء اختبارات تحديد مستوي للطلاب السوريين بعد تقديمهم الأوراق التي تفيد المرحلة التي كانوا يدرسون بها وبعد اجتياز الطالب اختبار تحديد المستوي تترك الحرية لولي الأمر في اختيار المدرسة التي يرغب في قيد ابنه بها.