حضانة لأبناء العاملات عن مقر عملهن مطلب نسائي تقدمت به السيدات من مختلف النقابات بالتعاون مع مؤسسة المرأة الجديدة التي استندت في حملتها لقانون العمل والطفل الذي كفل لها هذا الحق بينما أغفلته المؤسسات الخاصة والحكومية فأصبح حلماً للمرأة العاملة. عن معاناة الأمهات العاملات: تقول كريمان ابراهيم- موظفة بقطاع الأعمال: عانيت طوال حياتي لتحقيق التوازن بين أطفالي وعملي وخاصة في الأعوام الأولي لمرحلة ما قبل المدرسة. حيث عملي بوسط البلد وبيتي بعيد تماماً عن مقر عملي مما جعلني أتكبد عناء المواصلات والطريق وأتحمل التأخير في الذهاب والاياب علاوة علي الضغط النفسي الذي أقع فيه خوفاً علي طفلي وحرصاً علي عملي. رجاء رضوان- موظفة في جهة حكومية توضح: عندما كنت أترك طفلتي في الحضانة ألحظ عليها الاعياء الدائم وتكرر هذا مع أكثر من دار وتبين لي اهمال القائمين علي نظافة الأطفال بها فقمت بتركها عند والدتي وتحملت مشقة الطريق من الحدائق إلي شبرا يومياً ولو ان عملي وفر لي حضانة سوف تكون رعايتي لطفلتي أقرب وتحقق الأمان حيث اني مطمئنة عليها كل فترة. توضح مني عبدالمقصود- ربة منزل: كنت أعمل في احدي شركات القطاع الخاص وكان مشهودا لي بالكفاءة من رؤسائي وبعد زواجي وانجابي تطلب الأمر مني التأخير أحياناً عند الوصول للعمل أو الاسراع بالانصراف للحاق بابنتي بالحضانة وللأسف المدير لم يتقبل ظروفي فكان عليّ التخلي عن عملي فهناك محاربة للمرأة وعدم معاونة لها من العنصر الذكوري الذي يضع لها العوائق حتي لا تحقق طموحها ولو ان فكرة الحضانة نفذت في كل عمل سوف يجعل المرأة العاملة أكثر تركيزاً في عملها لأنها تطمئن علي صغارها. تقول هدير محمد- موظفة بقطاع خاص: هناك تجاهل لحقوق المرأة العاملة فعلي سبيل المثال لا يسمح لها بالساعة الرضاعة ولا يتم إجبار صاحب العمل بها وببساطة يرغمها علي الاشتغال ولا يوجد ضوابط في قانون العمل تحمي السيدات. توضح سامية صلاح- موظفة بالقطاع الخاص: كثير من زميلاتي السيدات يعانين من التأخير في العمل بسبب مواعيد الحضانة حيث ان الأم تعاني في المواصلات والانتقال ما بين مقر عملها ومقر الحضانة ومقر السكن واذا نفذت الحضانات في أماكن العمل سوف يوفر عليهن صعوبات الطرق وزحام المواصلات. أما غادة صلاح- موظفة بقطاع خاص فتقول: الحضانات موجودة بكثرة في كل مكان ولكن الأزمة في اشتراكها الذي يقتسم جزءا كبيرا من راتب المرأة. وتتساءل: هل سيسمح أصحاب الأعمال للأمهات العاملات بالتوجه لأولادهم في الحضانة للاطمئنان عليهم أم سيعترضون بحجة تعطيل سير العمل دون النظر بعين الاعتبار إلي ان هذه الدقائق للزم والطفل تعني الأمان ومردودها عمل جيد. تؤكد مني عزت- مسئولة رفع الوعي بمؤسسة المرأة الجديدة: ان الفكرة بدأت في مطالبة النقابيات بالزام أصحاب الأعمال بالقطاع الخاص والمسئولين بالقطاع الحكومي علي تنفيذ الاتفاقية الدولية لقانون الطفل والعمل الملزمة بموجب قانون دستور 93 حيث ينص علي الزام أصحاب الأعمال والمؤسسات الحكومية بتوفير حضانة في أماكن العمل في العمل الذي يزيد فيه التواجد عن 50 سيدة. وتستكمل معلقة أن غياب الرقابة من قبل الدولة علي تفعيل القانون أدي إلي اهماله وعدم تطبيقه. بالاضافة الي الغرامة الهزيلة التي تصل الي 100 جنيه فقط لا غير لمن يخالف. علي الجانب الآخر أكدت اننا قمنا من خلال أبحاث ودراسات استغرقت 5 سنوات وصلنا فيها الي ان أهمية الحضانة للأم والطفل هي أهمية نفسية تبث في نفسها الاطمئنان مما يجعلها أكثر تركيزا وأكثر قدرة لتنفيذ أصعب المهام واقبالاً علي العمل فيما أصحاب الأعمال يرون ان هذه مسئولية المرأة فقط ولا يشعرون بأي مسئولية مجتمعية. وأشارت الي ان الحملة بدأت تؤتي بثمارها حيث تجاوب صاحب شركة إحدي الشركات مع العاملات وقرر اقامة حضانة لهم وفي انتظار تطبيق الحملة في مختلف القطاعات بالمناقشات ونأمل ان يتعاون الجميع معنا حتي لا نلجأ إلي التنفيذ بحكم قضائي. داليا عزت