تلعب الحضانة دوراً مهماً فى حياة المرأة العاملة، فالبحث عن حضانة آمنة ونظيفة يأنس لها الطفل أصبح بالنسبة لها ضرورة حياتية حتى يستطيع طفلها قضاء يومه فى ظل غياب والدته أثناء فترات العمل فى مكان آمن، ولا يوجد إحصاء دقيق لعدد الأطفال المتواجدين داخل دور الحضانة فى مصر بسبب اعتماد عدد كبير من الدور على نظام «بعض الوقت» إذ تسمح للأسرة بدفع مصروفات أقل دون التقيد بأيام محددة لذهاب الطفل إلى الحضانة، لكن الثابت أن عدد دور الحضانة داخل القاهرة الكبرى 12 ألف دار، يتراوح عدد الأطفال بها بين 30 و80 طفلاً فى بعض الحضانات. وتقول مروة ناجى، مديرة مكتب بإحدى الشركات الأجنبية: «لا يمكن الاستغناء عن الحضانة رغم مخاوفى من انتشار أنفلونزا الخنازير، لكننى أطمئن نفسى بأن مستوى النظافة داخل الحضانة التى يذهب إليها ابنى عال، والاهتمام بالأطفال يشغل حيزاً كبيراً من اهتمام المسؤولين عن دار الحضانة، وفى حالة ظهور حالات أنفلونزا فى المدارس أو حضانات أخرى سأقلل من عدد الأيام التى يذهب فيها ابنى إلى الحضانة، لكنى لن أستطيع أن أمنعه نهائياً عنها بسبب طبيعة عملى». وتؤكد شيماء محمود، موظفة فى أحد البنوك: «إنه لو أغلقوا الحضانات فكل الستات اللى بتشتغل هتسيب الشغل عشان يقعدوا مع عيالهم وهذا معناه أن تتوقف الحياة فى مصر، فأعداد السيدات العاملات بالملايين، ومش معقول الدولة تفكر تقفل الحضانات وتخلى الستات ترجع بيوتها تانى.. أما بالنسبة لبنتى فأنا أتابعها كل ساعتين من خلال محادثة المسؤولين عن الحضانة هاتفياً، وأعتقد أن الأمر بسيط ولن يتطور أكثر من ذلك». وتقول فريدة عبدالرحمن، موظفة بالقطاع العام: «أعتقد أن هناك تهويلاً كبيراً من قبل الإعلام بشأن أنفلونزا الخنازير، فكل عام يصاب أطفالنا بأنفلونزا تكون أقوى من العام السابق لها، وما دامت الأمهات سيسمحن لأطفالهن بالذهاب للمدارس عندما تبدأ الدراسة، فلماذا نمنعهم عن الحضانة، ولا أتوقع أن تظهر تلك الحالات فى المدارس أو الجامعات، لأن المرض سيأتى مع العائدين من الخارج وليس من بين الطلبة». أما ليلى السيد، فكان لها رأى مخالف، فهى منعت أبناءها عن الذهاب إلى الحضانة خلال هذه الفترة، وتقول: «لدى طفلان فى أعمار أقل من 5 سنوات لم أفكر فى إلحاقهما بالحضانة الآن، وربما أفكر فى ذلك بعد أسبوع من دخول طلبة المدارس واستطلاع الوضع حينها، والأمر شديد الإرهاق بالنسبة لى ولوالدتى المسنة، لكن صحة أبنائى أهم، خاصة أن الأنفلونزا بالنسبة للطفل الصغير شديدة الخطورة ومناعة الطفل تجاهها ضعيفة، ولا أعتقد أن تقرر الحكومة إغلاق دور الحضانة، رغم أن بعضها دون المستوى الصحى المطلوب، لأن الأزمة التى سيخلقها إيقاف أو إغلاق دور الحضانة أكبر من مشكلة إغلاق المدارس، وأكبر من انتشار الأنفلونزا فى رأيى، لأن البلد حينها ستتوقف أو ستعمل بنصف طاقتها فقط».