من كثرة الأحزان تعودنا من زمان أن نسميها "مقندلة".. لم نستمع للأستاذ الدكتور إبراهيم أنيس وهو يدلنا علي ان الليالي السعيدة تضاء أيضا بالقناديل.. وقد كان رحمه الله أستاذا للدراسات اللغوية العربية وواحدا من عائلة أنيس التي اشتهرت بالعلم والوطنية. أعرف من اشقائه الدكتور محمد أنيس أستاذ التاريخ ومربي أجيالا داخل وخارج الجامعة والدكتور عبدالعظيم أنيس أستاذ الرياضة والعلوم والمناضل الثوري. ليست كل القناديل للمآتم ولكنها أيضا لليالي الملاح. ولقد عادت الأضواء إلي فندق "سميراميس" بعد أن اطفأها البلطجية المندسون وسط ثوار التحرير.. كان حفل توزيع جوائز "مصطفي وعلي أمين".. تمنيت لو انني كنت هناك عضوا بمجلس أمناء الجائزة منذ سنوات وتلبية لدعوة الزميل محمد الهواري كبير أمناء الجائزة وتأكيد ابنتنا التي أصبحت جدة "صفية مصطفي أمين" من ريحة الأستاذ الحبيب ورغبة في لقاء أصدقاء الزمن الجميل صلاح منتصر وعباس الطرابيلي وجمال الغيطاني والتعرف علي شباب الصحفيين رانيا بدوي التي لم تمنعها شهرة التليفزيون من الفوز بجائزة أفضل حوار صحفي وهويدا فتحي عن أفضل تحقيق صحفي وعاليا عبدالرءوف نجمة الإخراج التي لفتت الأنظار أكثر بالعدد الأسبوعي لجريدة التحرير وذلك ليس لأن خالها محمود سعد النجم اللامع وزوجها عمر طاهر الكاتب الرشيق.. فكثيرون لا يعرفون ذلك النسب الجميل وصولا إلي أوائل الإعلام. لن استطيع ان أذكر اسماء الأساتذة الأفاضل أعضاء اللجنة أو أبناءنا المتفوقين الفائزين هذا العام بالجائزة المحترمة أو المصورين الذين يواجهون الخطر بشجاعة. بعيدا عن الجائزة قام ياسر رزق رئيس مؤسسة "أخبار اليوم" بتكريم المصور الشاب محمد عناني الذي رفض اغراء العمل لحساب قناة الجزيرة بخدعة تليفونية ممن ادعي انه صديق لوالده الذي يعمل بجريدة "الراية" القطرية. فكانت الجائزة مفاجأة لعناني. يسخر "محمد أمين" صاحب جائزة أفضل مقال عن مجمل مقالاته في "المصري اليوم" من صحافة اليوم والاستسهال والاسهال في كتابة الأعمدة الصحفية حتي لمن هم مازالوا تحت التمرين فروي انه سمع صاحب صحيفة الكترونية يطلب من هناء حسين الأولي اعلام ان تعمل معه حتي لو تكتبي لينا مقال علي الأقل!! انفجرت الفتاة بالضحك من كلمة "علي الأقل" فهي تعلمت ان المقال هو تتويج لسنوات طويلة من العمل والخبرة الصحفية. تذكر ماما "نعم الباز" بمناسبة مصطفي وعلي أمين مشروعا آخر لهما يحقق أحلام وأماني القراء ومن بينها تحية كاريوكا تزف عروسا من حارة في السيدة زينب وأرملة تبيت ليلة في "الهيلتون". لم يبق من ملاحظة إلا ان كل صحيفة عن نشرها اخبار الحفل وصوره غنت علي ليلاها فإبراهيم عيسي ركز علي فائزته من جريدة "التحرير" التي يرأسها و"مجدي الجلاد" رأي ان المجد كله في بوابة جريدة "الوطن" التي يرأسها.. وذلك أفضل من الصحف التي نشرت أخبار الجائزة علي استحياء أو من لم تنشرها علي الاطلاق مع انها فرحة لكل الصحفيين وليلة من لياليهم المقندلة. أما جهاد الخازن الفائز بشخصية العام فقد اتضح انه يكتب أفضل بكثير مما يتكلم.. وان مصطفي حسين أكبر مقاما علي جائزة الكاريكاتير وان كان يستحقها وان الذين فاتهم الحضور فاتهم نص عمرهم. دخلت "أخبار اليوم" متدربا في "آخر ساعة" ثم عدت إليها في دروس خصوصية أسبوعية من مصطفي أمين بعد أن أصبحت رئيسا لتحرير جريدة "الاجيبشيان جازيت" وتشرفت بجائزة مصطفي وعلي أمين بحيثيات تطوير الجريدة لم يعرف أحد أنني كنت أغش من الأستاذ!! ليلتها منذ أكثر من عشرين عاما وقف موسي صبري خطيبا يروي قصة لأول لقاء له مع مصطفي بيه عندما جاء إلي مكتبه بجريدة الأهرام وقتها يشكو من عدم تعيينه بالنيابة العامة رغم استحقاقه لأنه تخرج في كلية الحقوق وأصغر سنا من المطلوب.. أمهله مصطفي أمين حتي يفرغ من كتابة مقاله. فلما انتهي لاحظ ان موسي يتابعه وهو يكتب بانطلاق فابتسم وقال ساخرا: انت سمعت طبعا عن اللي بيكتبولي كثير وأولهم محمد علي غريب ولكنه اليوم غير موجود فكتبت المقال بنفسي!! ماذا يحدث في مصر الآن * احتفال آخر في رحاب السيدة زينب حيث "دار الهلال" العريقة تتذكر ان ابنها الأديب الكبير يوسف القعيد وصل سن السبعين.. "الزمن بيجري يا شباب"! - فنقيم له عيد ميلاد دافئا يحيط به أبناء الدار الذين عرفوه لأكثر من ثلاثين عاما زميلا صحفيا ونائبا لرئيس التحرير ويعرفه الجميع روائيا رائعا نذكر له "الحرب في بر مصر" التي تحولت إلي فيلم "المواطن مصري" لصلاح أبوسيف.. ويحدث في مصر الآن التي شاهدناها باسم "زيارة السيد الرئيس" لمنير راضي وأكثر من ثلاثين عملا أدبيا.. ومازال يواصل العطاء. الجميل ان الأستاذين محمد حسنين هيكل ومكرم محمد أحمد شاركا بقلبيهما وتواجدهما في حفل عيد ميلاد القعيد. هذا ومازال السؤال يا يوسف قائما وبشدة: ما الذي يحدث في مصر الآن؟! أحباب عبدالرحمن * حفل آخر ضم الأحباب أصحاب الكرافتات والصعاليك.. أليس يوم ميلاد الأبنودي "76" وأيضا التوقيع علي كتاب "المربعات". حضر الأستاذ "هيكل" الحفل أيضا وكتب مقدمة "المربعات" وصفها ووصف الشاعر: صامت هاديء في موقع.. غاضب هائج في موقع آخر نائم حالم قرب صخرة.. ثائر جامح يضرب نفس الصخرة بقوة اعصار هذا أيضا شعر؟! حضر أكابر رؤساء تحرير ووزراء وجمال الغيطاني همزة الوصل بين أعيان الصحافة الحاضرين بحكم مناصبهم وبين رفاق معتقل الستينيات ممن غنوا في ليلة رأس السنة من وراء الأسوار بقيادة جماعية كان أعلاها صوتا "صلاح عيسي": اعطني حريتي.. اطلق يديا للست أم كلثوم.. هذا غير: راح الشتاء وهلت بشاير الصيف أو السجن في الصيف.. يرد الكيف ورفاق قهوة "ريش" و"ايزافيتش" ومقاهي وسط البلد حيث يذكرنا الروائي "بهاء طاهر" صاحب "خالتي صفية والدير" ولم أكن أعرف ان الطواويس تطير انه والابنودي والآخرين كانوا يشربون الشاي "شكك" مما أوحي للشاعر بقصيدة "عم جمعة" الجرسون المتسامح. ولا بأس من الخطأ ببداية لا تسر عندما قدم الحفل الإعلامي "محمد سعيد محفوظ" وبحماس: اليوم نطفيء شموع ميلاد الراحل عبدالرحمن الأبنودي.. ولكن "الخال" بسماحته ولطفه صحح الواقعة قائلا ضاحكا: كنت عارف انكوا حتموتوني. اختار جلال عارف بعد حضور الاحتفالات الثلاثة أخبار اليوم ودار الهلال والأهرام عنوانا لمقاله "في صحبة النور الجميل". حضر الصحفيون والأدباء والرفاق وعدد من الفنانين "الغاوين" مثل المخرج كامل القليوبي صاحب الفيلم التسجيلي عن اعدام "البقري وخميس" في كفرالدوار مع بداية ثورة يوليو وصبري فواز يتابع أيضا الأستاذ هيكل الذي يقوم بدوره في مسلسل "الصديقان" ناصر وعامر. ثم ألقي الأبنودي بعد أن شرب شوية مية: مين ضامن؟! قصيدة "صيادين النجم" وعمرها خمسون سنة أهداها لأحمد دومة مطالبا الرئيس عدلي منصور بالافراج عنه.. وربما عن زملائه الآخرين. و.. الثورة ماانتهتش سيبكم من الغيوم تيجي الغيوم وتمشي شفتوا غيوم بتدوم