سؤال الي الاطباء المضربين: هل تشعرون حقا بأي تعاطف من الشعب مع موقفكم؟.. وسؤال اخر: هل اضرب اي طبيب من المشاركين في حملة المطالب والاملاءات.. عن العمل في عيادته الخاصة او المستشفي الخاص او المركز الطبي الخيري.. اسما لا فعلا.. الذي يعمل فيه؟.. لماذا الاضراب فقط عن علاج الفقراء الذين لا يملكون قوت يومهم.. لماذا الاضراب فقط في المستشفيات العامة دون غيرها؟. وقبل الخوض في المزيد من التساؤلات وقراءة العديد من الحقائق المؤلمة التي اصبحت هي القاعدة في تجارب معظم الشعب المصري مع قطاع كبير من الاطباء ومع الخدمات الصحية.. اقول ان الكثير من مطالب الاطباء ربما يكون مشروعا.. ولكن طرحها الان ومحاولة لي ذراع الدولة لتنفيذها قهرا واجبارا حتي ولو كان الوقت ليس مناسبا والظروف لا تسمح.. خطيئة كبري لن يغفرها لكم فقراء مصر وهم الكثرة الغالبة للاسف. هل يغيب عن فطنة الاطباء ان الاقتصاد يتهاوي.. ان السياحة متوقفة.. ان مئات المصانع اصبحت معطلة.. ان البطالة تتزايد كل يوم.. ان الفوضي في الشارع اصبحت هي الحقيقة الوحيدة المؤكدة.. ان خزائن الحكومة اصبحت شبه خاوية والدين المحلي يقترب من تريليوني جنيه.. هل غاب عن حكمة الاطباء ان شعب مصر الفقير اصبح يتحمل ما يفوق طاقته ولم يعد لديه المزيد من القدرة علي التحمل. هل غاب عن فطنة دعاة الاضراب ان مصر تعيش الان مواجهة دامية مع الارهاب.. وان الارهاب الاسود يحصد كل يوم ارواحا بريئة ويحرق منشآت وممتلكات ويستنزف المزيد والمزيد من موارد وجهد اجهزة الدولة.. ألم تدم قلوبهم لمشاهد التخريب في الجامعات.. ألم تهتز مشاعرهم امام الجنود الذين يتساقطون كل يوم ليحموا امنهم وامننا.. كيف سيكون شعور الجندي الذي يضع روحه علي كفه الان عندما يعلم ان امه المريضة لم تجد من يخفف الامها.. او ان طفله يصرخ ولا يجد من ينقذه من عذابه؟.. هل غاب كل ذلك عن فطنتهم؟.. يقيني انه لم يغب عن المحرضين.. يقيني ان من يقفون وراء هذه الخطيئة في حق الوطن.. يعلمون اكثر مما نعلم.. ان التوقيت خاطئ وان التمادي خطر.. هم يقودون شباب الاطباء الي مواجهة مع المجتمع كله.. هل هناك اكثر عبثا من تلك المقارنة الهزلية بين اضرابات سابقة لرجال قضاء ونيابة وبين اضراب الاطباء والتي جاءت علي لسان رئيس الاضراب وفقا لما جاء في تصريحات صحفية منسوبة إليه.. هو بالتأكيد لا يشعر بما يشعر به شعب مصر من ألم وغضب لان احدا من اسرته او عائلته لن يموت بسبب اضراب طبيب ولان ايا من افراد اسرته لن يعاني من مرض يرفض طبيب علاجه.. فأي قسوة تلك يا ملائكة الرحمة. كنا في السابق نتحدث عن بقعة سوداء في الثوب الابيض عندما تصدمنا ممارسات قلة مستغلة او مهملة او لا مبالية من الاطباء.. واليوم للاسف الشديد نتحدث عن بقعة بيضاء في ثوب اصبح شديد السواد.. لسنا هنا بصدد عرض نماذج من معاناة المرضي مع الاطباء والمستشفيات الحكومية والمنشآت الصحية العامة.. لسنا هنا بصدد الحديث عن المرضي الذين قتهلم الاهمال والقهر من تدني مستوي الخدمات العلاجية.. لسنا هنا بصدد استرجاع مظاهر استغلال قطاع كبير من الاطباء حولوا ارفع واسمي مهنة علي وجه الارض الي تجارة وشطارة وفهلوة.. لسنا بصدد الحديث عن واقع مرير يجبر المريض علي دفع تكلفة علاج خطأ الاطباء وقد تعرضت شخصيا لذلك مرات.. ولكني فقط احذر من ان صبر الشعب علي هذا العبث لن يطول.. وان احدا لن يستطيع حماية طبيب مضرب تسبب باضرابه في موت مريض او تعريضه لمضاعفات خطيرة.. من غضب اهله وذويه.. لنضيف الي البلطجة التي تتعرض لها منشآت صحية عديدة وللاعتداءات التي يتعرض لها اطباء شرفاء اثناء تأدية عملهم الانساني.. ثورة غضب يعلم الله وحده مداها وتداعياتها. اعرف اطباء شرفاء رفضوا الاضراب ويواصلون العمل.. اطباء يعانون مثلنا من ضعف الراتب وقلة الحافز ¢ ومع ذلك يعملون لان ضمائرهم تأبي عليهم ان يمتنعوا عن علاج مريض وتخفيف الامه.. ولكن اصحاب الثوب الاسود لم يتركوا متسعا للبقعة البيضاء.