"كله إلا رغيف العيش" مقولة يرددها الكثيرون تعبيراً عن أهمية رغيف الخبز بالنسبة للمصريين باعتباره قوت يومهم الذي اعتادوا عليه منذ آلاف السنين لم تستطع أي حكومة علي مدي أعوام طويلة ان ترفع سعره من خمسة قروش لكن هذا كان علي حساب حجمه وجودته فبعض ضعاف النفوس يحصلون علي الخبز والدقيق المدعم ليبيعوه في السوق السوداء "عيني عينك" أزمة حقيقية يعيشها المواطنون مع الرغيف البلدي الذي أصبح الوصول إليه صعباً وبعض أصحاب الأفران يبيعون قوت الغلابة لأصحاب المخابز الافرنجية والرقابة غائبة.. مشكلة حقيقية ظهرت علي السطح من جديد وظهر الرغيف الطباقي أو السياحي وانتشر بشكل كبير بل ارتفع سعر الرغيف الي جنيه أو نصف في بعض الأحيان ولم يعد هناك رغيف بخمسة وعشرين قرشاً هذه المعاناة رصدتها "الجمهورية" أمام الأكشاك وأفران الخبز في هذا التحقيق. * المواطنون يشتكون حال الرغيف الذي أصبح سيئا جدا وعدم قدرتهم الحصول عليه بسبب الزحام الشديد علي مراكز التوزيع وكذا الأفران التي عادت للبيع مباشرة وغابت شركات توزيع الخبز عن الساحة. * أصحاب المخابز لهم رأي آخر فهم يرون أسعار التكلفة مرتفعة وهم يعانون من ارتفاع أسعار السولار وانقطاع الكهرباء ومصاريف انتاج الخبز مطالبين بتحرير سعرالدقيق ورفع سعر تكلفة إنتاج الجوال الي 120 جنيها وإسقاط الغرامات ومحاضر التموين وهو منا يستنفد هوامش الربح بالاضافة الي عدم صرف مستحقاتهم لدي وزارة التموين. في جولتنا علي المخابز وجدنا مشاكل بالجملة أصحاب الأفران يرفضون البيع الا بحصص للأهالي لا أحد يشتري بأكثر من جنيه وأحيانا نصف جنيه والمشكلة الأخري هي تدني مستوي رغيف الخبز ورغم كل هذا جاءت الطوابير من جديد أمام مراكز توزيع الخبز. العجيب هو انتشار شائعة تروج لأنه سيتم رفع سعر الرغيف البلدي الي 15 قرشاً الأمر الذي أثار غضب المواطنين واستيائهم الشديد. زحام وغش في منطقة الطالبية والعمرانية بجنوب الجيزة ينتشر باعة الرغيف الطباقي والسياحي واكتشفنا انهم يحصلون علي دقيق مدعم ويستخدمونه في انتاج الخبز السياحي علي حساب الفقراء بينما يقوم بعض أصحاب الأفران ببيع الخبز البلدي كطباقي ويقول سلامة محمود مدرس ان رغيف الخبز لا يصل إلي كثير من المواطنين بسبب الزحام الشديد وتهريب أصحاب المخابز الدقيق المدعم وبيعه في السوق السوداء رغم انه لم يكن يحدث هذا من قبل والسبب غياب الرقابة. ويؤكد خالد سمير موظف بالمعاش ان هناك بعض معدومي الضمير من أصحاب المخابز الذين يقومون ببيع الدقيق لصالح المخابز السياحية وهذا يؤدي إلي مشاكل لدي المواطنين الذين لا يجدون الخبز المدعم ويضطرون للوقوف ساعات طويلة في الطابور وقد لا يحصلون علي احتياجاتهم وهناك من يقوم ببيع الخبز المدعم كطباقي. وتنتقد رحمة خليل ربة منزل تدني جودة رغيف الخبز الي مستوي سييء جدا بل وسوء ورداءة الدقيق والانتاج وهذا أمر مؤسف لأن رغيف الخبز كان جيداً وأصبح سيئاً جدا ويبيع الفرن مع كل خمسة أرغفة رغيفا لا يصلح. وفي قرية وردان بشمال الجيزة يعاني السكان من أزمة في رغيف الخبز وأصحاب الأفران يقومون ببيع جزء من الخبز للأهالي بينما يتم بيع الجزء الأكبر لمزارع البط هذا بالاضافة إلي قيام بعض أصحاب الأفران بتهريب وبيع الدقيق في السوق السوداء. المشكلة الأصعب والتي يتحدث عنها محمد إبراهيم محاسب وهي بيع الخبز البلدي بالدقيق المدعم كطباقي إما بشرائه عن طريق سماسرة مقابل مبلغ مالي لمسئول التوزيع وبيعه بربع جنيه أو بقيام صاحب المخبز نفسه ببيع الخبز لصالحه كسياحي في ظل غياب الرقابة نهائياً. في حين يؤكد سمير حسن سائق أن جودة رغيف الخبز مفقودة وأصبحت الرقابة غير موجودة وهذا بهدف واحد فقط هو عزوف الناس عن شراء الخبز وان يتركوه حتي يباع لصالح مزارع الطيور التي تشتري الخبز المدعم لارتفاع أسعار الأعلاف وهي مشكلة كبيرة تنعكس علي المواطن المصري الذي يعتمد علي الرغيف المدعم ولا يجد له بديلاً. الأسر الفقيرة أما سماح عبدالرحيم ربة منزل فتؤكد علي أهمية الرغيف المدعم للأسرة الفقيرة التي لا تستطيع شراء الفينو والسياحي الذي يباع بجنيه والأزمة في إلغاء نظام توصيل الخبز للمنازل والذي كان يضمن توصيل الخبز يوميا أما الآن فحتي فكرة فصل الانتاج عن التوزيع أصبحت غير موجودة وأصحاب المخابز يبيعون الخبز من الأفران وهذا طبعا يفتح مجالات البيع بالمزاج لأي شخص أو جهة وبأي كمية. وتؤكد حنان بسيوني ربة منزل علي أهمية رغيف الخبز في ظل ارتفاع أسعار كل السلع فهو الغذاء الأساسي والرئيسي لكل البيوت ولا يمكن أبداً الاستغناء عنه تحت أي ظرف كما ان معظم الأسر لا تستطيع أبداً ان تشتري الخبز السياحي أو الطباقي الذي يباع بخمسين قرشا وجنيه للرغيف. ويؤكد كمال علي فني خراطة أنه لا يتمكن من شراء الخبز البلدي من الفرن نظرا للطوابير الطويلة عليه بل ان أكشاك الخبز بجوار أكوام القمامة حتي لا يأتي الناس إليها للشراء وينفرون من المكان وهو ما يضطرنا لشراء الطباقي الذي هو نفسه الخبز البلدي. أكرم السباعي كيميائي يقول الخبز ينفد بسرعة من كشك الرغيف البلدي والأهالي يقفون في طوابير لا ترحم سنهم أو مرض البعض منهم وصاحب الفرن لا يهمه إلا المكسب فقط من قوت الغلابة الغريب ان هناك من يأتي ليحصل علي ما يريد من الخبز خاصة أصحاب المطاعم والمحلات الذين يحصلون علي ما يريدون. ارتفاع التكاليف قذافي أحمد صاحب فرن بالجيزة قال ان المشكلة بالنسبة لأصحاب المخابز في ارتفاع تكاليف إنتاج الخبز مشيرا الي أنه بعد تطبيق منظومة الخبز الجديدة والأمور تسير بالتزام من أصحاب المخابز رغم خسائرهم مشيرا إلي ان حملات التموين والرقابة التموينية وشركات توزيع الخبز تشرف علي كل عمليات البيع ونحن ليس لنا أي علاقة الا بانتاج الحصة التي تأتي إلينا فقط مقابل مبلغ مالي وليس لنا أي علاقة بالتوزيع المهم جودة الرغيف. بينما قال عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز ان أصحاب المخابز الآن يقومون بدور كبير في توفير الخبز للمواطنين بينما يعانون من مشاكل كبيرة أهمها فارق السولار الذي لم يتم صرفه من فترة كبيرة حينما كان أصحاب المخابز يشترون السولار من السوق السوداء. أما بخصوص الخبز الطباقي فيعاني أصحاب الأفران أيضاً من مشاكل تحتاج الي حل وتوزيع دقيق استخراج 76% اضافة الي رفع تكلفة جوال الخبز وزن 100 كيلوجرام من 90 جنيها إلي 120 جنيها حتي يحقق صاحب الفرن ربحا يعوضه عن الخسائر الكبيرة.