لا يمر يوم إلا ويشتعل حريق في مصع أو ورشة والسبب غياب اشتراطات السلامة المهنية.. أصحاب المصانع والورش لا يلتزمون بأبسط أساليب الوقاية ولو بطفايات حريق صغيرة وحتي إذا وجدت فالعاملون يفشلون دائماً في استخدامها والنتيجة نزيف خسائر مستمر في الأرواح والأموال. عبدالله أبوراس - أحد العاملين في ورشة نجارة يؤكد أنها تفتقد لكل عوامل الأمان فكثير من العمال تعرضوا لاصابات أعجزتهم عن العمل كبتر الأصابع لعدم وجود حواجز في ماكينات تقطيع الأخشاب مضيفاً ان أخطر ما في هذه الورش هو النشارة الناتجة عن تقطيع وتنظيف الأخشاب لانها من السهل اشتعالها والمفروض ان كل صاحب ورشة يتخلص منها أما بالبيع أو إلقائها في صناديق القمامة ولا يتركها أكثر من يومين خشية اشتعالها ذاتياً خاصة في فصل الصيف. نفقات العلاج باهظة يضيف أحمد عفيفي انه يعمل في ورشة حدادة منذ ما يقرب من 10 سنوات وخلال هذه الفترة اصيب بعدة اصابات في العين والوجه واليد بسبب ماكينة اللحام التي تسبب ضعفاً في العين و"الرايش المتطاير" من ماكينات الجلخ لا نجد من يسعفنا علي الرغم من وجود حقيبة للاسعافات الأولية التي لا نعرف كيفية استخدامها ونضطر إلي الذهاب إلي الطبيب المختص وتلقي العلاج الذي يستنفد معظم ما نتقاضاه. محمد سعيد يشير إلي ان معظم العاملين في الورش غير مؤمن عليهم وعندما يصاب العامل لا يجد نفقات يومه ولا يجد من ينفق علي اسرته وكثير من العمال يفقدون القدرة عن العمل بسبب العجز الذي ينتج عن الاصابة ويضطر إلي تسول مصاريف العلاج من زملائه. نور علي يؤكد ان معظم أعمال المنظفات الصناعية تفتقد لعوامل الأمان للعمال الذين يتعاملون مع المواد الكيميائية الحارقة والكاوية التي تؤثر علي الجلد والعين والصدر فلا توجد كمامات أو نظارات أو جوارب وكثيراً ما نقوم بنقل زملائنا المصابين باصابات بالغة إلي المستشفي بسبب ملامسة المواد الكاوية لأحد أجزاء أجسامهم. العمال مظلمون طارق محروس يشير إلي ان العاملين في الورش لا يحصلون علي أي رعاية فالأمن الصناعي غير متوفر ويعتبره أصحاب الورش غير ضروري. يقول مسعد عبدالفتاح صاحب ورشة أحذية انه يحاول ان يوفر كل عوامل الأمان الصناعي من خلال طفايات الحريق وجرادل الرمال لاستخدامها عند حدوث حريق مشيراً إلي ان مهندسي الحي يقومون كل عام بمراجعة الطفايات لمعرفة مدي صلاحيتها من عدمه وتحرير محاضر للمخالفين. دورات تدريبية بينما يشير حسن مسعود أحد العمال بالورشة إلي ان الطفايات بالفعل متواجدة وأنها جديدة ولكن المشكلة في عدم معرفة العمال كيفية استخدامها والتعامل مع النيران خاصة واننا نستخدم مواد سريعة الاشتعال ويطالب الحي أو الحماية المدنية بعمل دورات تدريبية للعمال وأصحاب الورش لكيفية مكافحة النيران عند اشتعالها حتي نقلل من الخسائر المادية والبشرية. محمد محمود - موظف - يتهم غياب الرقابة بأنه المسئول عن زيادة اعداد الورش المخالفة لعوامل الأمان الصناعي فهناك الكثيرمن الورش التي تستخدم مواد شديدة الاشتعال تمثل خطراً علي المنطقة المحيطة بها وكثيراً ما اشتعلت النيران بها وامتدت إلي المحال والعقارات المجاورة مضيفاً ان معظم ورش الأحذية تستخدم مواد تسبب الحساسية وعدم توفير الكمامات الخاصة لعمال هذه الورش يزيد من اصابتهم بالأمراض الصدرية المزمنة. إبراهيم محمد - صاحب إحدي ورش الالمونتال نجتهد لتوفير عوامل الأمان والأمن الصناعي للمنشأة وللعمال فالمنشأة بها طفايات حريق والذي يقرر عددها وأنواعها المهندس المختص بالأمن الصناعي ويتم تحديدها بناء علي نوعية الورشة وحجمها وعدد العمال بها مضيفاً انه يوفر أدوات الحماية للعمال من نظارات للوقاية من رايش المعدن وقفازات لليد ولكن هناك بعض العمال من لا يلتزم بارتدائها.