الأزمة المرورية في شوارع القاهرة عرض مستمر رغم تطمينات المسئولين.. البعض يؤكد أن دعوات الإخوان لتعطيل حركة المرور مازالت تجد صداها بين المؤيدين الذين ينفذون خطط السير ببطء وإغلاق الشوارع الرئيسية صف ثان وثالث وآخرها ما حدث علي الطريق الدائري أول أمس من ردم لمسافة تزيد عن 5 أمتار بالطوب والزلط. لكن علي الجانب الآخر.. الفوضي وانهيار منظومة الرقابة في الشوارع تلعب دوراً كبيراً في تفاقم الأزمة فالشوارع تحولت لموقف انتظار كبير وكذلك ممارسات السير عكس الاتجاه واختفاء كاميرات المراقبة بالشوارع الرئيسية والطرق السريعة وتعطل إشارات المرور يدفع الجميع لمخالفة القانون. في البداية يقول أحمد سعد سائق ميكروباص حالة المرور غير طبيعية علي الإطلاق الاختناقات أعلي الكباري أثرت علي حركة المرور بالشوارع الرئيسية المؤدية لمطالع ومنازل هذه الكباري. مشيراً إلي أن منطقة رمسيس بالذات عند مطلع كوبري 6 أكتوبر والتي تشهد اختناقاً مرورياً حاداً بسبب توقف حركة السيارات أعلي الكوبري. حمدي عبدالرشاد سائق سيارة نقل بضائع يقول إن طبيعة عمله تجعله يتجول بين المحافظات بشكل عام وداخل محافظة القاهرة الكبري بشكل خاص لا جديد في سوء حالة المرور والسبب يرجع إلي عدم تواجد شرطة المرور واختفاؤهم من مناطق التكدس. يؤكد ذلك محمد السيد - مالك سيارة - أن هناك أزمة بالفعل وما يحدث فوق كوبري 15 مايو يدعو للدهشة فهناك عشرات الآلاف من السيارات أعلي الكوبري في مساحة لا تتعدي مئات المترات لدرجة أنني أقف دون تحرك لأكثر من 20 دقيقة. سامح سعد - سائق تاكسي - يشكو من صعوبة المرور رغم عدم وجود أي أعطال علي الطريق وزمن الانتقال بين غمرة ورمسيس في الطبيعي لا يتعدي 5 إلي 10 دقائق في الأحوال العادية اليوم زاد عن ساعة ونصف دون أي مبرر لهذا التعطل وهو ما يؤكد صحة هذه الدعوات الشيطانية التي أطلقتها جماعة الإخوان وأنصار الرئيس المعزول. شريف محمود - موظف - يشير إلي التواجد المكثف من رجال المرور في كل المحاور والتقاطعات إلا أنه لم يشعر بالسيولة المرورية نتيجة زيادة عدد السيارات علي الطرق التي لا تتحمل هذا الكم الهائل من السيارات سواء الجديدة منها أو القديمة التي تربك الحالة المرورية عند تعطلها. يشير علي رضوان - محاسب إلي تعطل الكثير من إشارات المرور في بعض الشوارع الرئيسية بالقاهرة خاصة عند تقاطع الشوارع الأمر الذي يساهم في زيادة شعورنا بالأزمة لقيام بعض السائقين بمحاولة عبور التقاطع دون النظر للقادم من الجهة العكسية مما يسبب الحوادث ليلاً بعد انصراف المارة ورجال المرور. يري أحمد السيد - محام - أن اختفاء كاميرات المراقبة في الإشارات الرئيسية مثل شارع رمسيس وميدان التحرير بعد ثورة 25 يناير ساعد علي مخالفة سائقي السيرفيس والنقل العام والجماعي لقواعد المرور فأصبح عدم الالتزام بالمحطات أمر شائع والوقوف وسط الشارع لصعود ونزول الركاب أمر لا يعاقب عليه أحد. يضيف أيمن محمود - محاسب - أزمة المرور في القاهرة تزداد كل يوم خاصة في الشوارع المتواجد بها مدارس بسبب تكدس سيارات السرفيس وأولياء الأمور أمام المدارس والشوارع المحيطة بها أثناء دخول وخروج التلاميذ بالإضافة لسيارات المدارس الخاصة مما يؤدي لإعاقة الحركة المرورية في المنطقة المحيطة بالمدارس. يقول إسماعيل صالح - موظف - إنه يعاني من الوقوف لفترات طويلة في إشارات المرور مثل إشارة رابعة التي تعد من أصعب الإشارات التي تشهد تكدساً للسيارات بسبب تعدد المحاور التي تخدمها سواء للقادم من العباسية وجامعة الأزهر أو القادم من مكرم عبيد أو عباس العقاد أو الحي السابع. يري ممدوح محمد - محام - ضرورة وضع خطة محكمة من قبل وزارة الداخلية لمراقبة جميع الطرق سواء الرئيسية أو الفرعية والشوارع والمحاور بكاميرات مراقبة تعمل علي مدار اليوم لضبط المخالفين والمتسببين في حوادث الطرق خاصة أن كثيراً من السائقين علي هذه الطرق يسيرون بدون لوحات وعكس الاتجاه بدون رخصة قيادة أو رخصة سير الأمر الذي يعرض الكثير من السائقين المستخدمين لهذه الطرق لحوادث مميتة. بمواجهة اللواء مصطفي حلمي مساعد وزير الداخلية لشئون التراخيص أفاد أن تجربة عسكري المرور المتواجدة الآن في أرض الواقع هي تجربة فريدة في مصر فقط ورغم قناعته الشخصية التامة بأن الشعب المصري الذي قاد ثورتين قادراً علي الالتزام واحترام القوانين المرورية إلا أن هناك بعض الأفراد الذين يرتكبون مخالفات مرورية بقصد أو بدون قصد تساعد علي زيادة الأزمة موضحاً أن الأزمات المرورية شهدتها مع بداية كل عام دراسي وتسبب إعاقة في حركة السير في الشوارع المتواجد بها تلك المدارس والجامعات مشيراً إلي أن هناك خطة جاري تنفيذها لرفع جميع حالات الانتظار الخاطئ ورفع السيارات المتروكة بجوار المدارس والشوارع والتنبيه علي أولياء الأمور بضرورة الوقوف في الشوارع الجانبية عند توصيل أبنائهم والابتعاد عن الشوارع الرئيسية مؤكداً علي التعاون بين محافظة القاهرة وشركة المقاولون العرب لتخطيط الشوارع والدهانات مشيراً إلي أنه تم حل مشكلة إشارة رابعة من خلال عمل ثلاث تحويلات الأولي للقادم من جامعة الأزهر لميدان رابعة فعليه الدخول إلي شارع النصر مع يوسف عباس والثانية للقادم من ميدان الساعة والنزهة يدخل شارع النصر ومصطفي النحاس والثالثة من شارع الطيران مع خضر التوني ثم مصر الجديدة والجولف والميرغني وكلية البنات. بينما يؤكد اللواء أسامة الصغير مساعد الوزير لأمن القاهرة أن الحملات المرورية مستمرة لضبط المخالفات وتطبيق قانون المرور بدليل خلال الثلاثة شهور الماضية تحت قيادة اللواء البرديسي تم ضبط حوالي 177 ألف مخالفة مرورية متنوعة منها السير عكس الاتجاه وتعطيل حركة المرور والانتظار في الممنوع وسيارات بدون لوحات وأمن ومتأنة ودرجات بخارية بدون لوحات . أكد أن محافظ القاهرة رصد 4 ملايين جنيه لمضاعفة عدد الكاميرات لتصل إلي 1001 ومراعاة انتشارها في جميع الميادين والطرق لضبط إيقاع الحركة المرورية في المحافظة بالكامل. يضيف ملازم أول أحمد مطاوع ضابط مرور أعلي كوبري أكتوبر: هناك تعليمات بضرورة فك أي اختناقات مرورية وتتبع أي عطل أعلي الكوبري وفي سبيل ذلك تم توفير موتوسيكلات دفع رباعي لسحب أي سيارة تعطل حركة المرور وقمت بالفعل بسحب سيارات كثيرة تسببت في تعطيل أعلي الكوبري.