أوكسفام: الأثرياء يزدادون ثراء بينما يتفاقم الفقر العالمي    ترامب يرغب في تعيين وزير الخزانة سكوت بيسنت رئيسا للاحتياطي الاتحادي رغم رفضه للمنصب    ترامب يعلن عن لقاء مع زهران ممداني الجمعة في البيت الأبيض    تنبيه من الأرصاد بشأن طقس اليوم الخميس    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الخميس 20 نوفمبر 2025    أخبار فاتتك وأنت نائم| حادث انقلاب أتوبيس.. حريق مصنع إطارات.. المرحلة الثانية لانتخابات النواب    انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    تحريات لكشف ملابسات سقوط سيدة من عقار فى الهرم    زوار يعبثون والشارع يغضب.. المتحف الكبير يواجه فوضى «الترندات»    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    مصادر تكشف الأسباب الحقيقية لاستقالة محمد سليم من حزب الجبهة الوطنية    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    منى أبو النصر: رواية «شغف» تتميّز بثراء نصّها وانفتاحه على قراءات متعددة    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    بنات الباشا.. مرثية سينمائية لنساء لا ينقذهن أحد    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    موسكو تبدي استعدادًا لاستئناف مفاوضات خفض الأسلحة النووي    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    قليوب والقناطر تنتفض وسط حشد غير مسبوق في المؤتمر الانتخابي للمهندس محمود مرسي.. فيديو    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رحلة لأسوأ عشر إشارات مرور في القاهرة الكبري
انتظر ..الإشارة حمراء
نشر في آخر ساعة يوم 21 - 11 - 2011

إذا كنت من المقيمين في وسط المدينة وتمتلك سيارة وأردت الذهاب بها لمنطقة المهندسين .. أتدري كم من الوقت يلزمك لتنفيذ ذلك؟ .. وإن كان حظك عثراً وأردت الذهاب إلي مصر الجديدة .. فهل تدري أنه ربما يضيع يومك بأكمله حتي تصل لما تريد؟.
ذلك هو واقع الحياة داخل مدينة ال20 مليون نسمة المسماة بالعاصمة القاهرة، تلك المحافظة التي تتميز عن غيرها من مدن ومحافظات مصر بالعديد من السلبيات والتي يأتي علي رأسها ذلك العناء الشديد الذي يلقاه ساكنوها لمجرد تفكيرهم في الذهاب من منطقة لأخري أو من حي لآخر لمجرد أنهم يمرون بمجموعة من الطرق والشوارع والميادين التي يضم كل منها إشارة متفردة في طبيعتها تجعلها لا تتلون سوي بلون واحد دائما هو اللون الأحمر .. فإشارات القاهرة الساحرة حمراء علي طول الخط.
الدراسات والإحصاءات تؤكد أن القاهرة مدينة الزحام تشهد شوارعها يومياً أكثر من 20 مليون رحلة سير بالمركبات، بواقع 3.8 مليون رحلة عن طريق أتوبيسات النقل العام، و2.6 مليون رحلة عن طريق مترو الأنفاق و7.2 مليون رحلة عن طريق الميكروباص و6 ملايين رحلة بالتاكسي والسيارات الخاصة.
هذا العدد الكبير من الرحلات يومياً يجعل من حركة السيارات الخاصة والميكروباصات والنقل العام تتعدي سعة جميع الطرق والتقاطعات والمحاور الرئيسية التي تؤدي إلي اختناق مروري حاد يؤدي إلي إصابة أغلب إشارات مرور العاصمة بالشلل التام وتتوقف السيارات في الإشارات بالساعات.
كما أظهرت دراسةٌ أخري أجرتها وزارة النقل أن الاقتصاد المصري يتحمل خسائر سنوية تبلغ 400 مليون دولار لفقد الوقت نتيجة الزحام المروري وتكدس الشوارع وتوقف الإشارات، وزيادة تكاليف تشغيل المركبات أثناء السير في الشوارع وطالبت هذه الدراسة بضرورة البدء في تنفيذ مشروع الخط الثالث لمترو أنفاق القاهرة الكبري من منطقة إمبابة إلي مطار القاهرة.
حاولنا تحديد أكثر إشارات المرور بالقاهرة زحاماً وتوقفاً وكان الأمر صعباً للغاية نظراً لإن إشارات القاهرة أغلبها إن لم يكن كلها أشبه بالمتوقفة علي طول الخط إلا في بعض اللحظات العابرة ثم تعود للتوقف مرة أخري.
شلل روكسي
البداية كانت مع واحدة من أسوأ إشارات القاهرة التي ربما تتوقف فيها بسيارتك لمدة تتراوح ما بين الساعة إلي الساعتين إنها إشارة روكسي تلك الإشارة المرورية التي أصابها الشلل التام طوال فترات اليوم فالقادم من مناطق مدينة نصر أو العباسية أو جسر السويس ويسعي للوصول إلي مناطق روكسي أو مصر الجديدة عليه أن يمر علي تلك الإشارة البشعة.
أسباب توقف إشارة روكسي المستمر يعود للعديد من الأسباب أهمها أنها محور مركزي يمر عليه جميع سكان مناطق مصر الجديدة وروكسي كما أنها تستخدم كمحور للوصول إلي جسر السويس الذي يصل بدوره بين عشرات الأحياء والمناطق الأخري، إضافة إلي أن المحور الذي تتوقف فيه إشارة روكسي والممتد ما بين جسر السويس إلي ميدان روكسي يضم العشرات من ال (UTURN ) والعشرات من الشوارع الجانبية التي تتشابك مع الشارع الرئيسي وتؤدي إلي هذا التكدس المروري الذي ينجم عنه توقف إشارة روكسي بالساعات.
شارع الجيش واحد من أهم الشوارع الرئيسية حيوية وربطاً لمناطق القاهرة بعضها ببعض إذ إنه يصل القادم من العباسية إلي منطقة العتبة ووسط البلد ورمسيس مروراً بالأزهر والحسين ومن ثم كان شارع الجيش يكتظ يومياً بالآلاف من السيارات التي تعبر الشارع في ساعات تصل ذروة توقفها في إشارة ميدان باب الشعرية الذي كانت السيارات تتوقف فيه نهائياً.
وحينما بدأ العمل لإنشاء الخط الجديد لمترو الإنفاق والذي سيمر بشارع الجيش تم تحميل مسار الشارع إلي اتجاه واحد فقط إجباري للقادمين من العتبة ووسط المدينة إلي مناطق الظاهر والعباسية وجامعة عين شمس.
كما تم استخدام الشارع الموازي لشارع الجيش وهوشارع بورسعيد ليكون اتجاها عكسيا لشارع الجيش ويجلب القادمين من مناطق العباسية والظاهر إلي الموسكي والعتبة ووسط المدينة مما زاد الأمر تعقيداً وانتقل الزحام من شارع الجيش بمفرده ليصيب شارع بور سعيد هو الآخر ويصبح الشارعان بمثابة لعنة لكل من يفكر في عبورهما.
كوبري أكتوبر
عدد كباري القاهرة يصل لحوالي 67 كوبري، يربط أغلبها بين ضفتي النيل - القاهرة والجيزة - لتكون القاهرة الكبري معاً علي امتداد حوالي 50 كم وتربط الضفتين إحداهما بالأخري عدة كباري منها كوبري التحرير و كوبري الزمالك وكوبري الجيزة و كوبري 26 يوليو وكوبري الجلاء وكوبري الجامعة.
وتظل الكباري دائماً واحدة من أكثر الحلول التي يلجأ إليها الخبراء لتقليل شدة الزحام في مناطق معينة ولكن الوضع في القاهرة مختلف بعض الشيء لأن الوضع فوق أغلب كباريها لا يختلف كثيراً عن الوضع أسفلها كلاهما مصاب بداء الزحام والتوقف المروري المستمر، ويظل كوبري 6 أكتوبر واحدا من الشرايين الرئيسية لحركة المرور داخل القاهرة حيث يربط القاهرة كلها تقريباً ببعضها الشرق مع الغرب.
فكوبري 6أكتوبر يصل بين أبعد المناطق في مدينة نصر وحتي ميدان التحرير فيمر بالعباسية وغمرة ورمسيس والقبة وغيرها من المناطق، ولكن الغريب في كوبري 6أكتوبر أنه أحياناً يسير بمنتهي السلاسة والسهولة ثم يصاب فجأة بالسكتة المرورية فتتوقف الحياة عليه تماماً وتظل الإشارات فيه مغلقة بالساعات.
البعض يفسر ذلك بمحورية الكوبري وربطه لعشرات المناطق ببعضها والبعض الآخر يؤكد أنه يكون مزدحماً في ساعات الذروة فقط وينصحون بالابتعاد عنه في هذه الأوقات إلا أن الحظ العثر يقود الكثيرين من هواة الخروج بالسيارات وركوب المواصلات يوم الإجازة (الجمعة) للعبور من أعلي الكوبري فيفاجأون بضياع يوم الإجازة وهم أعلي الكوبري.
والسبب أن أعمال الصيانة والإصلاحات لا تبدأ إلا يوم الجمعة في الكوبري فيتسبب في حدوث تكدس تام علي الكوبري يجعل الحياة فيه أشبه بالميتة وتتوقف عليه السيارات بالساعات رغم أن يوم الجمعة ليس من أيام الذروة التي يضعها البعض في حساباته.
أزمة ما بعد الكوبري
تلك هي الأزمة أعلي الكوبري ولكن هناك سعداء الحظ الذين يستطيعون عبور تلك الأزمات الموجودة أعلي الكوبري بعد ضياع الكثير من الوقت والتكاليف حتي يصلون إلي نهاية الكوبري وهنا تبدأ الحيرة فالسائق يجد نفسه محاصراً بثلاثة مخارج مرورية للكوبري الأول والذي يقع ناحية الشمال يعيد قائد السيارة إلي منطقة مصر القديمة، وتلك هي الأكثر سيولة مرورية نظراً لأن أغلب السيارات أعلي الكوبري تكون متجهة إلي مدينة نصر وليس أمامها سوي المخرجين المتبقيين علي اليمين وإلي الأمام.
المخرج الأمامي أو الأوسط يؤدي إلي الشارع الرئيسي مصطفي النحاس الذي يعتبر فصلاً جديداً لمسرحية العذاب المروري لأن إشارته حمراء باستمرار نظراً لتقاطع عشرات الشوارع الجانبية معه والتي تبدأ بتقاطعه مع شارع الطيران الذي يعد ذروة التوقف والزحام المروري.
ولا يكاد السائق ينتهي من أزمة تقاطع شارعي الطيران مع مصطفي النحاس حتي يصطدم بالأزمة الجديدة المسماه بالUTURN والتي يضطر معها السائقون لإعادة الدوران والذي غالباً ما يستغرق مدة زمنية تتراوح ما بين الساعة إلي الساعتين والسبب هو الشكل العجيب للطريق والذي يسمح بخروج السيارات من أكثر من مخرج أمام أكثر من نقطة في الUTURN فتتشابك السيارات ويتوقف الطريق ومعه الإشارة لساعات طويلة.
نعود لمخارج الكوبري الثلاثة والتي لم يتبق منها سوي المخرج الأخير الموجود إلي اليمين مع نهاية كوبري أكتوبر وهو المخرج المؤدي إلي طريق الأوتوستراد وإذا قرر السائق سلوك هذا المخرج فقد اختار العذاب بعينه لأنه مطالب بالسير في طريق النصر والسير أمام النصب التذكاري وصولاً إلي ميدان رابعة العدوية والتي تشهد إشارة جديدة من أسوأ إشارات القاهرة الكبري والتي يستمر تأثيرها السلبي بفوضي شارع عباس العقاد من نهاية الأوتوستراد إلي نهاية الشارع والذي يكتظ بالمئات من سيارات الميكروباص وأتوبيسات النقل العام والزحام الشديد الذي ربما يضطر السائقون معه للانتظار لفترات تصل لساعات.
ميدان لبنان
رغم أن طبيعة السكان في منطقة المهندسين تفرض علي المكان سياجاً من الهدوء والرفاهية نظراً لكونها واحدة من المناطق الراقية بالقاهرة إلا أن تلك اللعنة المرورية التي يعبرها يومياً الملايين من المركبات والمسماة ب(ميدان لبنان) قد حولت الحي الهادئ إلي منطقة للفوضي المرورية والزحام الذي لا ينتهي.
منطقة ميدان لبنان واحدة من المحاور التي كان من المفترض أنها تقع أقصي القاهرة ولا يمر عليها الكثيرون وربما لا تمر بها سوي السيارات المتجهة إلي المهندسين وإلي شوارع شهاب والسودان وجامعة الدول العربية وربما إمبابة.
ولكن فجأة وبعدما ظهرت تلك المدينة الجديدة (6أكتوبر) وأنشئ الطريق العملاق المسمي بالمحور أصبحت منطقة ميدان لبنان مباحة للجميع فالمتجه من وإلي 6 أكتوبر يمر علي ميدان لبنان والمسافر والعائد من الإسكندرية يمر علي ميدان لبنان ومنه إلي المحور ثم الصحراوي أيضاً من يريد الوصول إلي الطريق الدائري يعبر ميدان لبنان، وهكذا أصبح الحال في ميدان لبنان .. توقف بالساعات.
الشارع الميت، هكذا يطلق أهالي وسكان فيصل والهرم علي شارع فيصل وذلك بسبب ما يعانيه سكان هذه المناطق من عناء شديد وعطلة مستمرة كلما مروا من شارع فيصل، الحياة داخل شارع فيصل عبارة عن إشارة مرور لا تتحرك بل متوقفة علي طول الخط فالذاهب إلي أي منطقة بالهرم عليه أن يعبر شارع فيصل أو الشارع الميت.
أزمة التكدس في فيصل لها أسبابها الواضحة ومن أهمها ضيق مساحة الشارع العرضية علاوة علي أنه من الشوارع التجارية فهو يعج بمئات المحال التجارية والباعة الجائلين والسيارات النصف نقل علي جانبي الشارع أشبه بالطابور الذي لا نهاية له، كما أن الشارع يمر علي العشرات من الشوارع الجانبية التي تدخل وتخرج منها السيارات بدون أي اعتبار.
بالتأكيد شوارع حي شبرا من أكثر الشوارع اتساعاً صحيح أن المنطقة مليئة بالسكان ومزدحمة ليل نهار إلا أن شوارعها ذات طبيعة تجعلها تسمح بعبور كل هذا الكم من البشر يومياً، وتظل تلك الإشارة اللغز الموجودة بشارع الخلفاوي هي الإشارة الأصعب في منطقة شبرا، لأن الزحام بها لا ينتهي والإشارة فيها حمراء أغلب الوقت.
ربما يكون السبب في ذلك توسط منطقة الخلفاوي بين منطقة شبرا وربطها شبرا بوسط البلد ورمسيس وأيضاً عبود من الجهة المقابلة وهو ما يجعله أكثر إشارات شبرا ازدحاماً وتكدساً.
شارع مصطفي حافظ من الشوارع الرئيسية التي يجب أن يمر عليها كل من يرغب في التوجه إلي المناطق ما بين جسر السويس وحتي شارع أحمد عرابي مروراً بالألف مسكن ومساحة الشارع العرضية توازي طوله الكبير ولكن إشارة هذا الشارع متوقفة باستمرار ولا أمل في شفائها.
تبقي لنا الإشارة العاشرة والتي هي في الأساس بداية كل الإشارات فأي محافظة عندما تدخلها بسيارتك عليك أن تمر علي بوابتها وتعبر مداخلها حتي تصل إليها من الداخل، وإشارة شبرا الخيمة التي تقع علي حدود محافظة القاهرة مع القليوبية كفيلة أن تجعلك تفكر ألف مرة في الدخول إلي محافظة القاهرة نفسها.
فالقادم عبر طريق القليوبية وشبرا الخيمة إلي القاهرة أو المغادر من القاهرة عبر نفس الطريق يسلك تلك الإشارة التي تقف فيها السيارات بالساعات وربما تقضي فيها مدة زمنية تعادل المدة التي ستسافرها إلي البلد الأخر.
الدكتور محمد يسري أستاذ هندسة الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة الأزهر يحدثنا عن الأسباب الرئيسية لتكدس حركة المرور في معظم شوارع القاهرة وإشاراتها الرئيسية والسبل الممكنة لحل تلك المشكلة فيقول: إن تنظيم حركة المرور في أكبر أو أصغر شارع بالقاهرة مرتبط بشيء واحد وهو التنظيم الشامل، والذي نطلق عليه كخبراء في إدارة وتخطيط الطرق الArea Trafic Control)) بمعني أن تنظيم حركة سير المرور داخل الشوارع والإشارات يبدأ من أصغر شارع وأقل إشارة حتي أكبر الميادين والإشارات الرئيسية.
فإصابة شارع واحد أو إشارة واحدة مهما كانت صغيرة أو فرعية ربما تؤدي إلي اختناق مروري في أكبر الميادين التي تصب فيها وهكذا فالعلاقة بين جميع المناطق مرورياً هي في الأساس علاقة طردية.
تصنيف شامل
وأشار إلي أن الحل الأمثل لتطبيق مبدأ التنظيم الشامل هو العمل علي إيجاد تصنيف لشبكة المحاور الرئيسية للمرور بالقاهرة والتي يجب أن تقسم علي مستوي تدريجي شامل له ثلاثة مستويات الأول يسمي بالمحاور الرئيسية والتي تستخدم في الميادين الكبري والمناطق الرئيسية والتي نطلق عليها الشرايين الرئيسية للمرور.
أما المحور الثاني فهو ذلك المحور الذي يضم الإشارات والشوارع الكبيرة التي تصل الأحياء ببعضها ويسمي هذا المحور بالإشارات أو المراكز المرورية الثانوية، وهناك المحاور المحلية التي تسير داخل الحي الواحد وتربطه ببعضه من الداخل.
مؤكداً أن إيجاد مثل هذا التصنيف يسمح بالسيطرة علي حركة المرور من أكبر شريان رئيسي فيها وحتي أصغر محور محلي بما يعني التنظيم الشامل للمرور الذي يقضي علي ظاهرة الإشارة الحمراء، مطالباً محافظة القاهرة بالعمل علي إيجاد هذا التصنيف الشامل في أقرب وقت حتي يتم التعامل مع المرور بلغة أكثر احتراما ويتم محاسبة المقصرين في حق اللوائح والقوانين علي الفور وتوفير أوقات ومجهودات الناس بسبب زحام المرور.
وأكد خبير الطرق والمرور أن ما ابتكرناه من مصطلح مروري جديد أطلقنا عليه الU Turn هو مأساة حقيقية تكلفنا ثمن الوقود المستهلك فيها وتتسبب في حدوث الزحام بصورة أكبر وتؤدي لحدوث العديد من التصادمات بين السيارات وتزيد من طول المسافة التي تقطع بدونها وكل هذا بلا فائدة، مؤكداً أنها تعطي مجرد انطباع بتحرك السيارة في يد قائدها لكن الواقع يؤكد أن مستخدمها يستهلك وقتاً ومساحة أكبر من الذي يلتزم بالسير في الاتجاه الأساسي.
موضحاً أن الدولة تتكلف سنوياً ما يقرب من النصف مليار جنيه نتيجة المصادمات التي تحدث بين السيارات بسبب الزحام إضافة إلي الوقود المستهلك وتلوث البيئة وغيرها من الخسائر التي نتكبدها بفعل الزحام المروري.
بينما يؤكد الدكتور حزين أحمد حزين أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة أن مشكلة المرور الرئيسية تكمن في أن مسئوليتها تضم جميع عناصر وفئات المجتمع بدءا من الراكب والسائق وحتي من يسير في الشارع علي قدميه وأيضاً شرطي المرور والمحلات الموجودة بالشوارع فالمرور مسئولية عامة وهذا سبب ما بها من مشكلات.
مشيراً، إلي أن مشكلة كالباعة الجائلين كفيلة بتدمير أي نظام مروري يحول دون تعطل الأفراد عن أداء مشاويرهم إضافة إلي الإشغالات التي تقوم بها المحلات والسلوكيات الخاطئة للعديد من السائقين والمتمثلة في الوقوف بالسيارات بالساعات علي جانبي الطريق وغيرها من الأمور التي قد تبدو للبعض بسيطة لكن حلها يمثل عبئا علي حركة المرور في أي مكان.
واعتبر الدكتور حزين أن الخط الجديد الذي يتم إنشاؤه لمترو الأنفاق بمثابة وسيلة جيدة لحل جزء من المشكلة لكنه أكد أن القضية أخطر من إنشاء خط جديد للمترو لأن عدد السيارات الملاكي والميكروباصات يزداد يومياً بصورة مضاعفة وهو ما يؤكد استمرار أزمة توقف المرور.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.