رحلة إلي أسوأ عشر إشارات مرور في القاهرة الكبري تشهد القاهرة أزمة مزمنة وهي الزحام المروري الذي يقتل الوقت ويصيب عاصمة مصر بالشلل ، وهو الملف الذي تقدمه "الاهالي" إلي حكومة الفريق أحمد شفيق لتضعه ضمن اولوياته والبحث عن حلول جذرية لهذه الأزمة.. وإذا كنت من المقيمين في وسط المدينة وتمتلك سيارة وأردت الذهاب بها لمنطقة المهندسين .. تدري كم من الوقت يلزمك لتنفيذ ذلك؟ .. وإن كان حظك عثراً وأردت الذهاب إلي مصر الجديدة .. فهل تدري أنه ربما يضيع يومك بأكمله حتي تصل لما تريد؟. القاهرة مدينة الزحام، تشهد شوارعها يومياً أكثر من 20 مليون رحلة سير بالمركبات، بواقع 3.8 مليون رحلة عن طريق أتوبيسات النقل العام، و2.6 مليون رحلة عن طريق مترو الأنفاق و7.2 مليون رحلة عن طريق الميكروباص و6 ملايين رحلة بالتاكسي والسيارات الخاصة. هذا العدد الكبير من الرحلات يومياً يجعل من حركة السيارات الخاصة والميكروباصات والنقل العام تتعدي سعة جميع الطرق والتقاطعات والمحاور الرئيسية التي تؤدي إلي إختناق مروري حاد يؤدي إلي إصابة أغلب إشارات مرور العاصمة بالشلل التام وتتوقف السيارات في الإشارات بالساعات. كما أن الإقتصاد المصري يتحمل خسائر لا حصر لها لفقد الوقت نتيجة تكدس الشوارع و الزحام المروري و توقف الإشارات، وزيادة تكاليف تشغيل المركبات أثناء السير في الشوارع . حاولنا تحديد أكثر إشارات المرور بالقاهرة زحاماً وتوقفاً وكان الأمر صعباً للغاية نظراً لإن إشارات القاهرة أغلبها إن لم تكن كلها أشبه بالمتوقفة علي طول الخط إلا في بعض اللحظات العابرة ثم تعود للتوقف مرة أخري. شلل روكسي البداية كانت مع واحدة من أسوأ إشارات القاهرة التي ربما تتوقف فيها بسيارتك لمدة تتراوح ما بين الساعة والساعتين إنها إشارة روكسي تلك الإشارة المرورية التي أصابها الشلل التام طوال فترات اليوم فالقادم من مناطق مدينة نصر أو العباسية أو جسر السويس ويسعي للوصول إلي مناطق روكسي أو مصر الجديدة عليه أن يمر بتلك الإشارة البشعة. أسباب توقف أشارة روكسي المستمر يعود للعديد من الأسباب أهمها أنها محور مركزي يمر عليه جميع سكان مناطق مصر الجديدة وروكسي كما أنها تستخدم كمحور للوصول إلي جسر السويس الذي يصل بدوره بين عشرات الأحياء والمناطق الأخري، إضافة إلي أن المحور الذي تتوقف فيه إشارة روكسي والممتد ما بين جسر السويس وميدان روكسي يضم العشرات من ال(UTURN) والعشرات من الشوارع الجانبية التي تتشابك مع الشارع الرئيسي وتؤدي إلي هذا التكدس المروري الذي ينجم عنه توقف إشارة روكسي بالساعات. وشارع الجيش واحد من أهم الشوارع الرئيسية حيوية وربطاً لمناطق القاهرة بعضها ببعض إذ أنه يصل القادم من العباسية إلي منطقة العتبة ووسط البلد و رمسيس مروراً بالأزهر والحسين ومن ثم كان شارع الجيش يكتظ يومياً بالألاف من السيارات التي تعبر الشارع في ساعات تصل ذروة توقفها في إشارة ميدان باب الشعرية الذي كانت السيارات تتوقف فيه نهائياً. أزمة شارع الجيش وحينما بدأ العمل لإنشاء الخط الجديد لمترو الإنفاق والذي سيمر بشارع الجيش تم تحميل مسار الشارع إلي إتجاه واحد فقط إجباري للقادمين من العتبة ووسط المدينة إلي مناطق الظاهر والعباسية وجامعة عين شمس. كما تم إستخدام الشارع الموازي لشارع الجيش وهوشارع بورسعيد ليكون إتجاه عكسي لشارع الجيش ويجلب القادمين من مناطق العباسية والظاهر إلي الموسكي والعتبة ووسط المدينة مما زاد الأمر تعقيداً وانتقل الزحام من شارع الجيش بمفرده ليصيب بشارع بور سعيد هو الأخر ويصبح الشارعين بمثابة لعنة لكل من يفكر في عبورهما. ومنذ أشهر قليلة وقع الإنهيار الأرضي الذي حدث في وسط شارع الجيش مما أدي لإغلاق الشارع نهائياً ومنع عبور السيارات فيه وتحول شارع بور سعيد رغم ضيقه الشديد إلي إتجاهين مما رفع معدلات الشلل المروري فيه لإقصي درجاته وبات الشارع متوقفاً علي مدار اليوم. لأنه أصبح بمثابة تحويل مسار للقادمين من وسط البلد والعتبة ويرغبون في الذهاب للعباسية في الوقت الذي يستقبل فيه الشارع تغيير مسار القادمين من الوايلي ومسطرد وحدائق القبة ويرغبون في الذهاب إلي العباسية أيضاً إضافة لوجود سيارات الميكروباص القادمة من كوبري غمرة والمتجهة إلي باب الشعرية والعتبة والأخري القادمة من رمسيس وذاهبة إلي باب الشعرية ومنشية ناصر والدويقة. كوبري أكتوبر عدد كباري القاهرة يصل لحوالي 67 «كوبري»، يربط أغلبها ضفتي النيل - القاهرة والجيزة - لتكون القاهرة الكبري معاً علي امتداد حوالي 50 كم وتربط الضفتين إحداهما بالأخري عدة كبار منها كوبري التحرير والزمالك والجيزة و26 يوليو والجلاء والجامعة. وتظل الكباري دائماً واحدة من أكثر الحلول التي يلجأ إليها الخبراء لتقليل شدة الزحام في مناطق معينة ولكن الوضع في القاهرة مختلفا بعض الشئ لأن الوضع فوق أغلب كباريها لا يختلف كثيراً عن الوضع أسفلها فكلاهما مصاب بداء الزحام والتوقف المروري المستمر، ويظل كوبري 6 أكتوبر واحدا من الشرايين الرئيسية لحركة المرور داخل القاهرة حيث يربط القاهرة كلها تقريباً ببعضها الشرق مع الغرب. فكوبري 6أكتوبر يصل بين أبعد المناطق في مدينة نصر وحتي ميدان التحرير فيمر بالعباسية وغمرة ورمسيس والقبة وغيرها من المناطق، ولكن الغريب في كوبري 6أكتوبر أنه أحياناً يسير بمنتهي السلاسة والسهولة ثم يصاب فجأة بالسكتة المرورية فتتوقف الحياة عليه تماماً وتظل الإشارات فيه مغلقة بالساعات.. والسبب أن أعمال الصيانة والإصلاحات لا تبدأ إلا يوم الجمعة في الكوبري فيتسبب في حدوث تكدس تام علي الكوبري يجعل الحياه فيه أشبه بالميتة وتتوقف عليه السيارات بالساعات رغم أن يوم الجمعة ليس من أيام الذروة التي يضعها البعض في حساباته. (علي فرعون) أحد سائقي التاكسي فوق كوبري أكتوبر قال لي: أحيانا أشعر أنه لا فائدة سواء قاموا بعمل كباري جديدة أم لا، فالزحام موجود فوق الكباري وأسفلها، المشكلة التي يعاني منها السائق كما قال لي هي سوء الكباري وعدم العناية بها وهو ما يدفعه للقول إن الطرق السفلية في بعض الأحيان تكون أفضل، لكن الخبراء يقولون إن أهم المشكلات التي تواجه الكباري في مصر هي حدوث تآكل للفواصل المعدنية مما يقلل من العمر الافتراضي للكوبري ويضعف من قدرته علي تحمل الأوزان فضلاً عن أن تآكل الفواصل يؤدي إلي تفتت الأجزاء الخرسانية المجاورة لها ويحدث خللا عاما في تركيبة الكوبري خاصة تلك المطلة علي المسطحات المائية.. حيث يستغل العديد المساحات الفارغة أسفل الكباري التي تمر في مناطق حيوية لإقامة مشروعات تجارية صغيرة وأكشاك وينتشر تحتها الباعة الجائلين وغيرها من الأمور التي تعطل حركة السير أسفل الكوبري تماماً. ما بعد الكوبري تلك هي الأزمة أعلي الكوبري وأسفله ولكن هناك سعداء الحظ الذين يستطيعون عبور تلك الأزمات الموجودة أعلي الكوبري بعد ضياع الكثير من الوقت والتكاليف حتي يصلون إلي نهاية الكوبري وهنا تبدأ الحيرة فالسائق يجد نفسه محاصراً بثلاثة مخارج مروروية للكوبري الأول والذي يقع ناحية الشمال تعيد قائد السيارة إلي منطقة مصر القديمة، وتلك هي الأكثر سيولة مرورية نظراً لأن أغلب السيارات أعلي الكوبري تكون متجهة إلي مدينة نصر وليس أمامها سوي المخرجين المتبقيين علي اليمين وإلي الأمام. المخرج الأمامي والوسط يؤديان إلي الشارع الرئيسي مصطفي النحاس الذي يعتبر فصلاً جديداً لمسرحية العذاب المروري لأن إشارته حمراء بإستمرار نظراً لتقاطع عشرات الشوارع الجانبية معه والتي تبدأ بتقاطعه مع شارع الطيران الذي يعد ذروة التوقف والزحام المروري. ولا يكاد السائق ينتهي من أزمة تقاطع شارعي الطيران مع مصطفي النحاس حتي يصطدم بالأزمة الجديدة المسماه ال(UTURN) والتي يضطر معها السائقون لإعادة الدوران والتي غالباً ما تستغرق مدة زمنية تتراوح ما بين الساعة والساعتين والسبب هو الشكل العجيب للطريق والذي يسمح بخروج السيارات من أكثر من مخرج أمام أكثر من نقطة في ال(UTURN) فتتشابك السيارات ويتوقف الطريق ومعه الإشارة لساعات طويلة. نعود لمخارج الكوبري الثلاث والتي لم يتبق منها سوي المخرج الأخير الموجود إلي اليمين مع نهاية كوبري أكتوبر وهو المخرج المؤدي إلي طريق الأتوستراد وإذا قرر السائق سلك هذا المخرج فقد إختار العذاب بعينه لأنه مطالب بالسير في طريق النصر والسير أمام النصب التذكاري وصولاً إلي ميدان رابعة العدوية والذي يشهد إشارة جديدة من أسوأ إشارات القاهرة الكبري والتي يستمر تأثيرها السلبي بفوضي شارع عباس العقاد من نهاية الأوتوستراد إلي نهاية الشارع والذي يكتظ بالمئات من سيارات الميكروباص وأتوبيسات النقل العام والزحام الشديد الذي ربما يضطر السائقون معه للإنتظار لفترات تصل لساعات. ميدان لبنان منطقة ميدان لبنان واحدة من المحاور التي كان من المفترض أنها تقع أقصي القاهرة ولا يمر عليها الكثيرين وربما لا تمر بها سوي السيارات المتجهة إلي المهندسين وإلي شوارع شهاب والسودان وجامعة الدول العربية وربما إمبابة. ولكن فجأة وبعدما ظهرت تلك المدينةالجديدة (6أكتوبر) والتي أصبحت مؤخراً محافظة وأنشئ الكوبري العملاق المسمي المحور أصبحت ميدان لبنان مباحة للجميع فالمتجه من وإلي محافظة 6 أكتوبر يمر علي ميدان لبنان والمسافر والعائد من الإسكندرية يمر علي ميدان لبنان ومنه إلي المحور ثم الصحراوي أيضاً ومن يريد الوصول إلي الطريق الدائري يعبر ميدان لبنان، وهكذا أصبح الحال في ميدان لبنان .. توقفا بالساعات. فيصل أزمة التكدس في فيصل لها أسبابها الواضحة ومن أهمها ضيق مساحة الشارع العرضية علاوة علي أنه من الشوارع التجارية فهو يعج بمئات المحال التجارية والباعة الجائلين والسيارات النصف نقل علي جانبي الشارع أشبه بالطابور الذي لا نهاية له، كما أن الشارع يمر علي العشرات من الشوارع الجانبية التي تدخل وتخرج منها السيارات دون أي إعتبار. بالتأكيد شوارع حي شبرا من أكثر الشوارع إتساعاً في المنطقة صحيح أن المنطقة مليئة بالسكان ومزدحمة ليل نهار إلا أن شوارعها ذات طبيعة تجعلها تسمح بعبور كل هذا الكم من البشر يومياً، وتظل تلك الإشارة اللغز الموجودة بشارع الخلفاوي هي الأشارة الأصعب في منطقة شبرا، لأن الزحام بها لا ينتهي والإشارة فيها حمراء أغلب الوقت. ربما يكون السبب في ذلك توسط منطقة الخلفاوي بين منطق شبرا وربطها لشبرا بوسط البلد ورمسيس وأيضاً عبود من الجهة المقابلة وهو ما يجعله أكثر إشارات شبرا إزدحاماً وتكدساً. مصطفي حافظ شارع مصطفي حافظ من الشوارع الرئيسية التي يجب أن يمر عليها كل من يرغب في التوجه إلي المناطق ما بين جسر السويس وحتي شارع أحمد عرابي مروراً بالألف مسكن ومساحة الشارع العرضية توازي طوله الكبير ولكن إشارة هذا الشارع متوقفة بإستمرار ولا أمل في شفائها.. سألنا (إسماعيل محمد) أحد سكان الشارع عن سر التوقف الدائم لإشارة شارع مصطفي حافظ فأكد لنا أن السبب الرئيسي هو الإشغالات التي تملأ الشارع من الجانبين سواء من ناحية المحلات التي تفترش رصيف الشارع حتي منتصفه تقريباً إضافة للباعة الجائلين علاوة علي إنتظار السيارات علي جانبي الشارع بالساعات.. فالقادم عبر طريق القليوبية وشبرا الخيمة إلي القاهرة أو المغادر من القاهرة عبر نفس الطريق يسلك تلك الإشارة التي تقف فيها السيارات بالساعات وربما تقضي فيها مدة زمنية تعادل المدة التي ستسافرها إلي البلد الأخر. الخبراء يتحدثون الدكتور محمد يسري أستاذ هندسة الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة الأزهريحدثنا عن الأسباب الرئيسية لتكدس حركة المرور في معظم شوارع القاهرة وإشاراتها الرئيسية والسبل الممكنة لحل تلك المشكلة فيقول: إن تنظيم حركة المرور في أكبر أو أصغر شارع بالقاهرة مرتبط بشيء واحد وهو التنظيم الشامل، والذي نطلق عليه كخبراء في إدارة وتخطيط الطرق ال(Area Trafic Control) بمعني أن تنظيم حركة سير المرور داخل الشوارع والإشارات يبدأ من أصغر شارع وأقل إشارة حتي أكبر الميادين والإشارات الرئيسية. وأشار إلي أن الحل الأمثل لتطبيق مبدأ التنظيم الشامل هو العمل علي إيجاد تصنيف لشبكة المحاور الرئيسية للمرور بالقاهرة والتي يجب أن تقسم علي مستوي تدريجي شامل له ثلاثة مستويات الأول يسمي بالمحاور الرئيسية والتي تستخدم في الميادين الكبري والمناطق الرئيسية والتي نطلق عليها الشرايين الرئيسية للمرور.. أما المحور الثاني فهو ذلك المحور الذي يضم الإشارات والشوارع الكبيرة التي تصل الأحياء ببعضها ويسمي هذا المحور بالإشارات أو المراكز المرورية الثانوية، وهناك المحاور المحلية التي تسير داخل الحي الواحد وتربطه ببعضه من الداخل. مؤكداً أن إيجاد مثل هذا التصنيف يسمح بالسيطرة علي حركة المرور من أكبر شريان رئيسي فيها وحتي أصغر محور محلي بما يعني التنظيم الشامل للمرور الذي يقضي علي ظاهرة الإشارة الحمراء، مطالباً محافظة القاهرة بالعمل علي إيجاد هذا التصنيف الشامل في أقرب وقت حتي يتم التعامل مع المرور بلغة أكثر إحترام ويتم محاسبة المقصرين في حق اللوائح والقوانين علي الفور وتوفير أوقات ومجهودات الناس بسبب زحام المرور. وأكد خبير الطرق والمرور أن ما ابتكرناه من مصطلح مروري جدي أطلقنا عليه ال(U Turn) هو مأساة حقيقية تكلفنا ثمن الوقود المستهلك فيها وتتسبب في حدوث الزحام بصورة أكبر وتؤدي لحدوث العديد من التصادمات بين السيارات. موضحاً أن الدولة تتكلف سنوياً ما يقرب من نصف مليار جنيه سنوياً نتيجة المصادمات التي تحدث بين السيارات بسبب الزحام إضافة إلي الوقود المستهلك وتلوث البيئة وغيرها من الخسائر التي نتكبدها بفعل الزحام المروري. مسئولية عامة بينما يؤكد الدكتور حزين أحمد حزين أستاذ الطرق والمرور بكلية الهندسة جامعة القاهرة أن مشكلة المرور الرئيسية تكمن في أن مسئوليتها تضم جميع عناصر وفئات المجتمع بدأ من الراكب والسائق وحتي من يسير في الشارع علي قدميه وأيضاً شرطي المرور والمحلات الوجودة بالشوارع فالمرور مسئولية عامة وهذا سبب ما بها من مشكلات. واعتبر الدكتور حزين أن الخط الجديد الذي يتم إنشاؤه لمترو الإنفاق بمثابة وسيلة جيدة لحل جزأ من المشكلة وأكد أن القضية أخطر من إنشاء خط جديد للمترو لأن عدد السيارات الملاكي والميكروباصات يزداد يومياً بصورة مضاعفة وهو ما يؤكد إستمرار أزمة توقف المرور.