انتشر مرض التوحد في السنوات الأخيرة بشكل كبير وهو نوع من الاضطراب يصيب الأطفال خلال السنوات الثلاثة الأولي من عمره فتعوقه عن الاتصال والتفاعل مع العالم حوله حيث تصيبه بتأخر وقصور في النمو الاجتماعي والادراكي والكلامي. العجيب انه حتي الآن لا توجد أسباب مؤكدة لحدوثه وان كانت في الغالب تكون عوامل كيميائية أو وراثية أو عضوية. سطور التحقيق التالي تحمل هموم الأسر التي لديها طفل توحد ومشاكله التعليمية خاصة مع رفض معظم المدارس الدامجة تقبله واعتباره من الاعاقات الذهنية. يقول حسين محمد موظف ان صدمته كانت كبيرة عندما لاحظ ان طفله الوحيد يعاني من انعدام التأثر بالعالم الخارجي حوله منذ ولادته ولم يستطع فعل أي شيء سوي التعود علي صراخه وعناده المستمر خاصة بعد ان اجمع الأطباء علي كونه طفلا متوحداً مع الانتظام في جلسات النطق والتواصل لتحسين سلوكه. في حين تؤكد إحدي الامهات لطفلة متوحدة ان قرار وزارة التربية والتعليم بتحويل أطفال الاوتيزم أو التوحد إلي لجنة طبية تابعة للوزارة لقياس مستوي الذكاء قبل دمجهم في المدارس أصاب أسرهم بالعجز لأنه في حالة عدم اجتياز الاختبار لا يكون امام الأهل غير الحاق اطفالهم بالمدارس التأهيلية للأطفال المعاقين. في حين ان طفل التوحد مشكلته هي عدم القدرة علي التواصل مع من حوله ويحتاج إلي وقت طويل ليعتاد التعامل مع طبيبه واسرته وهو ما لا يراه القائمون علي تقييم الأطفال ومستوي ذكائهم لصعوبة تواصل مريض الاويتزم مع ممتحن لم يره من قبل وهو ما يتطلب إعادة النظر في وضع نظام أفضل لاختبارات أطفال التوحد. تطالب سامية أحمد ربة منزل ووالدة لطفل توحد بضرورة توفير مدارس خاصة لأطفال التوحد ووضع مناهج خاصة وتدريب معلمين مؤهلين للتعامل مع أطفالهم فمن حقهم ان يحصلوا علي حقهم كاملاً في التعليم. دمية بلا روح يؤكد الدكتور جمال عبدالناصر استاذ التربية الخاصة والصحة النفسية أن مرض التوحد يمثل مشكلة كبيرة امام كل أسرة لديها طفل توحد حيث تنفق الأسرة كل ما تملك لعلاج طفلها وتحسين سلوكه بعد ان يحوله هذا المرض إلي دمية لها روح فيها خاصة انه في الآونة الأخيرة زادت نسبتهم فلم يرحم غنياً ولا فقيراً والكل يتساوي فكم من اطفال لفظتهم المدارس في التعليم العام لمجرد رفضهم لفكرة دمج المعاق التوحدي في فصولهم لذلك يجب علي أجهزة الاعلام إلقاء الضوء علي هذا الوحش اللعين الذي توغل في معظم البيوت المصرية. أشار إلي ان التوحد حالة اضطراب عضوي في المخ يصاب به الطفل لأسباب وراثية أو كيميائية وتظهر اعراضه في سن السنتين والتوحد درجات حيث لم تعرف حقيقته هل هو مرض ذهني أم نفسي يجعل الطفل انطوائياً يعيش في عالم معزول وعلاقاته الاجتماعية فاشلة بمن حوله خاصة ان لغة التخاطب والحديث لديه تكون صعبة ومضطربة. يوضح ان أطفال التوحد قد يكون لديهم بعض السلوكيات الشاذة مثل السلوك العدواني والعزلة ونوبات الغضب والضحك والقهقهة دون سبب وعدم إداراك المخاطر ولديه نشاط زائد أو خمول مبالغ فيه ويقاوم التغيير في الروتين ليس لديه توصل بصري ويستمتع بلف الاشياء بشكل مستمر. نصح بضرورة إعداد برامج توعية لأفراد الأسرة وذلك يبدأ التدخل المبكر مع طفل التوحد مع ضرورة تقديم الأنشطة الحركية لمساعدته علي التواصل اللفظي واللغوي إلي جانب اتاحة الفرصة لدمج هؤلاء الأطفال في المدارس العادية واشتراكهم في الأنشطة الاجتماعية لمساعدتهم علي التواصل وعدم التقوقع حول الذات وعدم الأخذ بنصائح ان الطفل سوف يتكلم بعد التحاقه بالمدرسة لأن ذلك سوف يضيع اربع أو خمس سنوات من عمره. يطالب بنشر التوعية خاصة للسيدات الحوامل للوقاية من هذا المرض ومسبباته إلي جانب ضرورة اعداد أقسام بكليات الطب وخاصة أقسام المخ والاعصاب لدراسة هذه الظاهرة التي احتار فيها الأطباء فهل هو مرض نفسي أو اضطراب عارض. في حين يري الدكتور أحمد سعيد استاذ التربية الخاصة تخصيص اعاقة بصرية ان بعض مدارس الدمج الجزئي والتربية الفكرية تقبل أطفال التوحد لكن في الغالب معظم المدارس ترفضهم بسبب سلوكياتهم المختلفة وافتقادهم للتواصل الاجتماعي مما يسبب مشاكل في الفصل لعدم تفاعله مع المدارس أو باقي الطلاب إلي جانب بعض السلوكيات النمطية مثل الحركة الزائدة وعدم الثبات وعض الاصابع دون ان يكون لديه إداراك لما يفعل وهو ما يتم علاجه من خلال جلسات تدريب سلوكي في المراكز التعليمية لاكتساب السلوك الصحيح واللغة وهي مراكز خاصة إلي جانب انه يتم معاملته في المدارس الحكومية مثل الطفل المعاق ذهنياً فيشترط ألا تقل نسبة الذكاء عن 50 إلي 75 بمدارس التربية الخاصة وقد يكون طفل التوحد مستوي ذكاءه أعلي من ذلك لكنه يفشل في الاختبار لعدم قدرته في التواصل مع اعضاء اللجنة الممتحنة. يشير إلي وجود مدرسة أو اثنتين لأطفال التوحد ولكنها بمصاريف باهظة. اهتمام أكبر يوضح الدكتور محمد خطاب استاذ علم النفس بجامعة عين شمس ان مرض التوحد له مسميات عديدة مثل الذتواية أو المنغلق علي نفسه أو الاوتزم Autism وهو نوع من الاضطراب يفقد الطفل القدرة علي التواصل الحسي والبصري واللفظي والحركي مع ظهور بعض السلوكيات الشاذة مثل اصدار أصوات من الفم "الطقطقة" أو الدورات أو تحريك الرأس من الخلف للامام أو العكس كما انه قد يصل لايذاء ذاته وقد يكون لديه بعض الابداعات العقلية مثل حل بعض المسائل الحسابية في أقل من الثانية دون ان يدرك السبب المنطقي لذلك.