فشلت كل مخططات الإخوان في إفساد فرحة الشعب المصري واحتفاله بذكري نصر أكتوبر المجيد.. لم تفلح محاولاتهم الساذجة في اقتحام ميدان التحرير رمز الثورة المصرية ورمز صمود الشعب المصري الحر والاقتراب من قصر الاتحادية.. أيضاً فشلت محاولاتهم الدنيئة في قطع شارع رمسيس أمام مبني جريدة الجمهورية لمنع وصول المحتفلين إلي ميدان التحرير وشل حركة المرور في وسط العاصمة.. بل صعدوا من حماقاتهم وحاولوا إيقاف مترو الأنفاق فاعتدوا علي محطتي كلية الزراعة وحدائق القبة. كل محاولاتهم باءت بالفشل الذريع أمام إصرار الشعب المصري البطل علي الاحتفال بذكري انتصار قواته المسلحة علي العدو الإسرائيلي في أكتوبر 73 ولقنته درساً لن ينساه في فنون الشجاعة والإقدام والتصميم علي تحرير الأرض المحتلة.. رغم العقبات الكثيرة التي صادفت جيشنا العظيم قبل أكتوبر .73 إصرار هذه الجماعة "المحظورة" قانوناً علي إفساد فرحة الشعب وقواته المسلحة في يوم انتصاره المهيب يعكس مدي كراهيتهم للجيش والشعب.. ويكشف حقيقة عدم وطنيتهم وتثبت مدي عدائهم للوطن والمواطنين.. أيضاً ظهر بوضوح عدم تمتعهم بأي انتماء لهذا الوطن الذي يؤويهم وينعمون بخيراته ويستظلون بسمائه. نسوا انهم احتفلوا بهذه الذكري في العام الماضي ودعوا لها الإرهابيين والقتلة وسفاكي الدماء وتجاهلوا أصحاب الفضل في تحقيق النصر.. ولكن الله سبحانه وتعالي يمهل ولا يهمل.. فلم يمهلهم للعام التالي لتزداد كراهيتهم للشعب المصري وأمجاده وانتصاراته.. حاولوا إفساد فرحة المصريين بإنجاز جيشه كما لو كانوا هم ممثلين عن الشعب الإسرائيلي وجيشه الذي حمل أذيال الخزي والعار بعد هزيمته أمام الجيش المصري العظيم.. ولا يعد الاحتفال بهذه المناسبة سوي تذكيره بعجزه أمام قدرات وشجاعة وعظمة وفكر المقاتل المصري.. الذي أبهر العالم في هذه المعركة وتحدي نفسه وتسلح بإيمانه وتقرب إلي ربه بصيامه وصيحة "الله أكبر" التي كانت تدفعه إلي الأمام فعبر القناة وتخطي السد الترابي وحطم خط بارليف لينهي أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر..ما أسعدني في هذا اليوم.. هو إصرار الشعب المصري علي الاحتفال بقواته المسلحة في يوم انتصارها.. توجه للميادين حاملاً أعلام النصر.. رددوا الأغاني الوطنية علي أنغام الموسيقي الشعبية وانطلقت أغنية "تسلم الأيادي" في كل مكان احتفاءً بعيد النصر والبطولة والفداء.. أيضاً ما لفت الأنظار بشدة الثقة الواضحة في تحركات قوات الشرطة وإن كان متأخراً وخططها في تفريق هذه الفئة الضالة التي استأجرت شباباً صغيراً غير مدرك لطبيعة الأحداث واستغلته في أعمالها الاستفزازية.. ولكن قوات الشرطة تعاملت مع الموقف باحترافية وثقة.. وما أن بدأت في التعامل معهم حتي لاذوا بالفرار كالجرذان.. بعد أن حاولوا تخريب وتدمير كل ما صادفهم لدرجة أنهم "كسَّروا" الرصيف وألقوا بالحجارة علي رجال الشرطة وعلي المباني وحاولوا إحراق مبني نقابة المهندسين.. ولكن الله سلم.. بعد أن وضعوا آخر سطر في قصة نهايتهم الأليمة والمخزية والتي برهنت علي عدم قدرتهم علي النجاح في أي خطة أو قرار أو حتي مؤامرة.. أحاط بهم الفشل من كل جانب استمراراً لفشلهم الذريع في عام حكمهم المشئوم.. أصبحوا منبوذين ومكروهين من كل فئات الشعب وطوائفه. الغريب.. انهم أدمنوا "السقوط" والفشل والأكثر من ذلك أدمنوا التسبب في إراقة دماء الأبرياء لدرجة أنهم دعوا للتظاهر الجمعة القادم في ميدان التحرير غير عابئين بما يمكن أن تؤدي إليه هذه الدعوة.. رغم أنهم أصبحوا لا شيء ولا يمكن أن يشكلوا أي خطر بعد ذلك.. بعد أن صاروا دخاناً في الهواء. برواز الفريق أول عبدالفتاح السيسي يعزف علي وتر حساس.. كلامه يدخل القلوب بلا استئذان.. كلمته في احتفال القوات المسلحة بذكري نصر أكتوبر.. أدمعت العيون ورقت لها القلوب.. فهو بحق قائد من العيار الثقيل.. لم ينس أن يوجه التحية لكل من وقف بجانب مصر.. ولم يخش أن يصرح بأنها لن تنسي من يقف ضدها.. ووصف قواتنا المسلحة كالهرم الصلب.. ولكن تستمد قوتها وصلابتها من التفاف الشعب حولها.. ولم ينس أيضاً أن يؤكد أن مصر ستكون "قد الدنيا" وسيكون جيشها حارساً أميناً علي أمنها وأمن الأمة العربية جميعها.. وعلي استعداد أن يتألم من أجل راحة شعبه.. ووصفه بأن الشعب المصري نور عين جيشه يعطي دلالة واضحة علي أن هذا الرجل يسير علي طريق الزعماء وأنه يضعف فرصة كل المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية إذا ما أقدم علي ذلك في المستقبل.