04 عاماً مضت علي حرب اكتوبر ومازالت الخطط العسكرية غير المسبوقة التي قادتنا إلي النصر في هذه الحرب تدرس في جميع الاكاديميات العسكرية في العالم بعدما حطمت قواتنا المسلحة خط بارليف أكبر مانع مائي في التاريخ خلال 6 ساعات وتوغلت في سيناء تدك حصون الاسرائيليين وتعيد أرض الفيروز إلي أحضان الوطن. 04 عاماً مضت ومازالت حرب أكتوبر لم تنل ما تستحقه من توثيق علي المستوي الأدبي والفني وفي كتب التاريخ بالمراحل التعليمية المختلفة.. فكل ما تضمنته المناهج الدراسية وما أنتج حتي الآن من كتب أو أفلام أو مسلسلات عن حرب أكتوبر لا يرقي إلي مستوي الانتصار الذي حققناه لا كما ولا كيفاً.. ومع كل عام يمر تزداد حاجتنا إلي هذا التوثيق رفيع المستوي لأن كل عام يمر يباعد بين الأجيال الشابة التي تشكل الآن أكثر من 05٪ من شعب مصر وبين هذه الحرب.. كل من هم تحت الأربعين وربما تحت الخمسين لم يعيشوا الانتصارات التي حققناها ولم يذوقوا حلاوتها.. وغياب التوثيق الأدبي والفني لهذه الحرب بالمستوي الذي نتمناه وضآلة ما يذكر عنها في كتب التاريخ يحرم شبابنا من الوقوف علي حقيقة الانتصار الذي حققناه وتداعياته. في كل عام ومع ذكري انتصارات اكتوبر يتردد نفس الكلام.. نتحدث عن التقصير في التوثيق لهذه الحرب وتمر الأيام ولا يحدث شيء.. لكننا وبعد ثورة 03 يونيو وبعد أن ننتهي من استحقاقات المرحلة الانتقالية لابد ونحن نبدأ عهداً جديداً في تاريخ مصر أن نأخذ هذا الأمر بجدية ونسعي لتحقيقه بكل عزم وفي أسرع وقت. ونحن نحتفل بمرور 04 عاماً علي انتصارات أكتوبر لا يمكن أن ننسي صانع هذه الانتصارات الرئيس الراحل انور السادات الذي اتخذ قرار الحرب حينما كان لابد من الحرب واتخذ قرار السلام حينما كان لابد أن نسعي للسلام فأصبح بحق بطل الحرب والسلام ولا يمكن أن ننسي ايضاً الرئيس الأسبق حسني مبارك قائد الضربة الجوية الأولي في هذه الحرب التي افقدت القوات الإسرائيلية توازنها.. ربما يكون ارتكب أخطاء عديدة علي مدي 03 عاماً أدت في النهاية إلي ثورة 52 يناير التي أنهت فترة حكمة لكن ما قدمه لمصر كقائد عسكري في حرب أكتوبر لا يمكن أن ينساه التاريخ.. ولا يجب أن نحاول محوه من التاريخ. السادس من أكتوبر 3791 الذي بدأت فيه الحرب هو نفس اليوم الذي استشهد فيه قائد هذه الحرب أنور السادات بعد 8 سنوات عندما اغتالته يد الارهاب الجبان في يوم عرسه وهو يحتفل مع أبنائه في القوات المسلحة ومع شعب مصر بالذكري الثامنة لانتصارات اكتوبر. ما يريد الإخوان المسلمون أن يفعلوه يوم الأحد القادم 6 أكتوبر 3102 يذكرني بما حدث مع السادات في 6 أكتوبر 1891.. عمل خسيس جبان ينوون الاقدام عليه بخروجهم في يوم النصر العظيم الذي حققته قواتنا المسلحة بمظاهرات ومسيرات تفسد فرحة الاحتفال بذكراه.. هؤلاء لا يمكن أن يكونوا مصريين.. من يريد أن يفسد فرحة المصريين بذكري انتصارات اكتوبر لا يمكن أن يكون مصرياً ولا يستحق. ولهذا لابد أن نخرج جميعاً مرة أخري بعد خروجنا الاسطوري في 03 يونيو لاسقاط حكم الإخوان وفي 62 يوليو لتفويض الجيش في القضاء علي الارهاب.. نخرج للمرة الثالثة يوم الأحد القادم 6 أكتوبر إلي جميع ميادين مصر دعماً لقواتنا المسلحة وتأكيداً لاصرارنا علي عدم افساد فرحتنا. دعواتهم لخروج أنصارهم مازالت تتضمن القول أن خروجهم يوم 6 أكتوبر هو اختيار بين الجنة والنار.. نفس الأسلوب العقيم الذي يخلط الدين بالسياسة ونفس الفكر المتخلف الذي كاد أن يعود بمصر مئات السنين إلي الوراء. ليكن ردنا عليهم يوم الأحد رسالة للعالم أن شعب مصر يقف دائماً خلف قواته المسلحة ولن يتنازل أو يتراجع عما حققته ثورته في 03 يونيو مهما كان الثمن.