إن سياسة اللف والدوران التي يتبعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وهو يتعامل مع الأحداث الجارية في مصر من خلال تضارب تصريحاته بصورة واضحة ودعوته المستمرة لتدخله في شئوننا وفرض أسلوب المصالحة مع الجماعات الإرهابية والتهديد المتواصل بقطع المعونة الاقتصادية في محاولة للضغط علي القرار المصري بهدف عودة عقارب الساعة للوراء أو استعادة فترة محاها الشعب من ذاكرته وعودة الإخوان إلي المشهد السياسي رغم ارتكابهم العديد من الجرائم الإرهابية والمجازر إلا أن المحصلة السياسية لهذه المحاولات لا تعني شيئاً فالتأثير الأمريكي علي القرار المصري لم يعد كما كان في السابق.. فالمساعدات الأمريكية التي يتشدق بها أوباما قيمتها "3.1" مليار دولار لا توجه إلي مصر بل يتم إيداعها في حساب الولاياتالمتحدة ويقوم الجيش بشراء معدات عسكرية بها كما تقضي اتفاقية كامب ديفيد بما يشبه الاحتكار لمشتريات السلاح وهي أيضاً ليست علاقة تجارية أو جهه مانحة وجهة مستفيدة لأن هناك طرفا دوليا آخر معنياً بهذه القضية وهو إسرائيل ولن تقبل المساس بأي بند من بنود اتفاقية السلام مع مصر لأنه لو تم المساس بهذا البند ماذا يتبقي من كامب ديفيد. وفي هذه اللحظة من حق مصر أن تعلن انسحابها من معاهدة السلام بالإضافة إلي أن إسرائيل لا ترحب بقطع المعونة لمصر وأكدوا في تقارير لهم أن جماعة الإخوان التي تتظاهر بدور الضحية قامت بحرق الكنائس والمتاحف الأثرية وتروع المواطنين السلميين واقتحام أقسام الشرطة وقتل الجنود.. فالانحياز الأمريكي لتلك الأعمال الإرهابية ومساندته والدفاع عنه أدي إلي انتقادات المراقبون السياسيون في واشنطن لإدارة باراك أوباما بسبب عدم وضوح رؤيته للوضع الراهن في مصر واصفين سياساته بالفاشلة بجانب توجيهاته للإعلام الأمريكي بإخفاء الحقائق.. فالموقف الأمريكي يؤكد المؤامرة الكبري مع الإخوان وتنص علي أن يكون لهم حكم مصر مقابل إعادة قناة السويس تحت سيطرة الغرب كما كانت قبل أن يقوم بتأميمها الزعيم الراحل جمال عبدالناصر عام 1956 بجانب توفير وطن بديل للفلسطينيين في سيناء من خلال الصفقة الأمريكية لبيع جزء من سيناء مقابل 8 مليارات دولار وذلك لانهاء الصراع العربي الإسرائيلي وبالتالي لا يحق للفلسطينيين المطالبة بحق العودة وتوصيل مياه لهذه الأرض ولهذا كان مشروع ترعة السلام ورغم فساد نظام مبارك المخلوع إلا أنه لم يكن خائناً لوطنه لأنه أوقف مشروع ترعة السلام لأدراكه المخطط الأمريكي.. ولكن الشعب المصري العظيم الذي قام بثورة الثلاثين من يونيه وجه صفعة لأمريكا بفشل مخططها وهو مشروع الشرق الأوسط الجديد وكما خرجنا من عباءة وطاعة الولاياتالمتحدة.. والإقصاء لكل من تلوثت يديه بدماء المصريين وحرض علي قتلهم ونشر الفوضي والعنف والرعب في شوارع مصر.. ويجب أن ندرك تماماً أن الطبيعة المصرية تعشق الاستقرار وتكره العنف والدم فالمشاهد الدموية غريية علي الشعب المصري فلا يمكن أن يتقبل استمرارها وسيتصدي لها كما أن الصورة باتت واضحة الآن للجميع.. واليوم بعد ثورتين لإقرار يتخذ بعيداً عن إرادة هذا الشعب وواهم ويخدع نفسه من يتخيل أنه يستطيع أن يقهر أو يكسر هذه الإرادة.. فالشعب المصري عاني كثيراً خلال النظامين السابقين وجاء الوقت لينعم بالحياة الكريمة واليوم نسعي لبناء سيادة القانون التي تفرض العدالة الاجتماعية وتكفل لمواطنيها الحرية والكرامة والاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي سيضع بلادنا علي طريق التقدم والرخاء بإذن الله.