أظهرت الأيام.. وأثبتت وأكدت كذب من ادعوا ان اعتصاماتهم سلمية وان أخلاقاتهم اسلامية.. انكشفوا وسقطت الأقنعة.. وتأكد للجميع ان سلمياتهم قتل وسحل وارهاب واعتداءات وترويع وتخريب وتدمير واشعال حرائق وبتر أعضاء لمعارضيهم وجثث مدفونة أو متفحمة. كيف تتأتي وتتحقق السلمية بالأسلحة بمختلف أنواعها وأشكالها بالآربيجيه.. بالمولوتوف.. بالسنج والعصي بالرصاص الحي والخرطوش.. ظلعت جماعة الاخوان تعمل في الظلام طوال 85 عاما تحاربها الدولة تارة وتهادنها تارة أخري.. ويتعاطف معها شعب مصر وهي تدافع عن نفسها ظناً منه انها مظلومة.. اليوم عملت الجماعة بغباءها السياسي إلي محاربة الشعب لها لدرجة ان الشرطة تضمن لهم الخروج الآمن من بعض أماكن اعتصامهم خوفا من فتك الأهالي بهم. خرج من رحم هذه الجماعة مجموعة من جماعات الظلام والحركات الإرهابية والتكفيرية علي مستوي العالم ارتكبوا من الآثام والخطايا ما يعجز القلم عن وصفه.. لكن تدمير مصر وحرقها؟؟ مصر التي تحضتنا جميعا وتربينا في خيرنا وارتوينا من نيلها وظلتتنا سماءها.. لقد أصبح شعب مصر أكثر استيعابا لما يحدث بعد أن منحهم أصواته ليعتلوا كراسي السلطة.. رئاسة الجمهورية مجلسي الشعب والشوري ووزعوا المناصب علي الأهل والعشيرة وأداروا للشعب ظهورهم.. وصموا آذانهم وتحجرت قلوبهم وانفلتت ألسناتهم وتوقف تفكيرهم إلا فيما هو في صالح الجماعة والتنظيم الدولي والمخطط الأمريكي الاسرائيلي في الشرق الأوسط الجديد.. ولم يدركوا ان مجرد الابقاء علي درجة معقولة من الثقة المتبادلة ركيزة أساسية من ركائز العمل السياسي. رب ضارة نافعة.. فما حدث خلال الأسبوع الماضي يمثل باب خروج لا رجعة فيه للإخوان من المشهد السياسي.. فالشعب ضد فكرة الاتجار بالدين.. ذلك الشعب الذي تساءل.. أين هذه السلمية أمام هذه المشاهد البشعة والمؤلمة للحرائق التي أشعلوها لحرق مصر تنفيذا لتوجيهات المرشد وخطة الأرض المحروقة.. أين السلمية من المجازر والاغتيالات والتصفية الجسدية والتمثيل بالجثث.. أين السلمية أمام تسريب الخوف والفزع والترويع للشعب الذي وقف بجانبهم متناسين ان المصريين وقفوا وصمدوا أمام أعتي الامبراطوريات وأطاحوا بها.. فهو شعب لا يسيطر عليه فكرة ترعبه.. أو خيال حرب.. أو ظلال إرهاب. حملوا لنا السيوف والعصي والأسلحة بدلا من حمل مشاعل التنوير وبرامج التنمية.. أربكوا المشهد السياسي.. صنعوا معارك بين الشعب ومؤسساته.. خلقوا العداء بينهم وبين مؤسسات الدولة.. قضاء وجيش وشرطة وإعلام.. وانقسم الشعب وتصنف.. بهدف أن تبقي مصر تحت سيطرتهم عاجزة.. مستكينة.. منقسمة.. مهددة في أمنها واستقرارها.. مقيدة بعجزها وضعفها.. منكفئة علي نفسها.. غير قادرة علي أن تكون شريكا فاعلا لا في النظام العربي ولا الاقليمي والدولي.. فجاءهم الرد حاسما.. مصر أبداً لن تموت.