يبدو أن خلفية طاهر أبو زيد الرياضية الكبيرة كونه أحد أبرز نجوم الكرة السابقين وخلفيته الإعلامية كمقدم برامج رياضية وخلفيته السياسية كأحد رموز حزب الوفد ستكون مفتاح نجاحه في وزارة الرياضة ..وبرغم أنه لم يجلس علي كرسي الوزارة إلا منذ أسابيع قليلة إلا أن "سكته" يبدو أنها "سالكة"..فالرجل حتي الآن يدير الأمور داخل الوزارة وخارجها بحكمة كبيرة يحسد عليها وخاصة أزمة اللجنة الأوليمبية. ولعل تحويله ملف دورة الفرانكوفون من الوزارة للجنة الأوليمبية دليل علي سعة أفقه وصدره ..لأن دورة الفرانكوفون كانت اختصاصا أصيلا للوزارة منذ عهد الدكتور عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة الأسبق. كما أن الزيارة المفاجئة التي قام بها أبوزيد للجنة الأوليمبية مساء أمس الأول أكدت تواضع الرجل وبساطته وحرصه علي المصلحة العامة وأنه عاقد العزم علي أن يعيد للجنة الأوليمبية كافة صلاحياتها التي كانت قد اكتسبتها في عهد الدكتور علي الدين هلال وزير الشباب الأسبق. وكان أبوزيد قد ألغي لائحة وزير الرياضة السابق العامري فاروق وقرر العودة للائحة المهندس حسن صقر لإزالة الاحتقان بين الوزارة واللجنة الأوليمبية ولإيقاف التصعيد محليا ودوليا في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد حاليا ..كما كان قراره بتأجيل انتخابات الأندية لمدة ستة أشهر حكيما لأنه من الصعب حاليا إجراء انتخابات في ظل انشغال الأمن بما هو أهم من انتخابات الأندية في ظل استمرار الاعتصامات والمظاهرات التي تعطل مصالح البلاد والعباد. قد يري البعض أنني أبكر في الحكم علي أبوزيد في هذه الفترة القصيرة ..ولكن الإرهاصات والمقدمات السليمة تؤدي إلي نتائج سليمة ..وهو بالفعل قدم مقدمات سليمة و يسير في الإتجاه الصحيح ..وعلي اللجنة الأوليمبية أن تسايره وتسير علي نفس طريقته الحكيمة في التعامل وتكف عن نغمة التدخل الحكومي ..فالوزارة واللجنة في رأيي وجهان لعملة واحدة لايمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر ..وليكن التعاون والتفاهم بين الجهتين قائما علي إعلاء المصالح الوطنية العليا وفي إطار اللوائح والقوانين المنظمة ..سواء قوانين ولوائح الدولة أو مبادئ الميثاق الأوليمبي حتي يتحقق التوازن المحلي والدولي للرياضة المصرية. أما علي مستوي النشاط الرياضي فإنني أطالب طاهر أبوزيد بالعمل جديا علي 4.55ضرورة استئناف النشاط المحلي ..واقتحام مشكلة جماهير الألتراس وحلها من جذورها واعتقد أنه يملك مصداقية لدي هذه الجماهير.. ولابد أن يجلس مع قادتها ويصل معها إلي اتفاق جنتلمان بنسيان الماضي تماما وفتح صفحة جديدة وتعود هذه الجماهير لحضور المباريات بعد أن تتعهد بالالتزام وعدم الخروج عن النص.. واحترام قدسية الملاعب وعدم الإفراط في إطلاق الشماريخ .. ولا يجب أبدا أن نستسلم لاعتصامي رابعة والنهضة.. ونوقف عجلة الحياة ..وعجلة النشاط الرياضي.. وإذا كان المعتصمون كما رأيناهم يلعبون الكرة وتنس الطاولة في ساحات الإعتصام.. فمن باب أولي أن يعود الرياضيون إلي ملاعبهم ويمارسوا أنشطتهم بما فيها الدوري والكأس ..وعلي الداخلية أن توافق وإنني متأكد أن الشعب والجماهير سيحمون الملاعب ..ولن يجرؤ أحد أن يقترب من أي ملعب.. نريد عودة الحياة لطبيعتها.. فلتتخذ القرار يا أبوزيد وكلنا خلفك مساندين.