* قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الإنسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور.. * قال ناصر مطاوع عبدالشافي "45 سنة" في نبرة حزينة قد يتصور البعض أن الظلم الذي تعرضت له لا يسمي ظلماً ولكن صدقني الظلم في لقمة العيش أقسي أنواع الظلم تصبح الحياة بعده مريرة بلا طعم أو رائحة.. فقد التحقت منذ عشر سنوات للعمل كفني صيانة بمصنع لتعبئة السلع الغذائية بالإسكندرية.. وكثيراً ما أثني صاحب المصنع علي جهدي واجتهادي في عملي. * كان موعدي مع القدر يوم كنت أزاول عملي في إصلاح ماكينة متعطلة.. انحشرت يدي اليمني بين تروس الماكينة ودوت صرخاتي بين جدران العنبر.. هرع زملائي والتفوا من حولي وهرولوا بنقلي إلي المستشفي.. وبعدما أفقت من غيبوبتي صدمت بالحقيقة المرة.. أدي الحادث إلي بتر ثلاثة أصابع من يدي.. حررت نقطة شرطة المستشفي محضراً بالواقعة.. فوجئت بصاحب العمل وقد قدم إلي المستشفي ليساومني علي التنازل عن القضية وقدم لي مبلغ سبعة آلاف جنيه وطلب مني التوقيع علي ورقة قدمها لي بيده.. وعندما رفضت مطلبه في هدوء.. كشر عن أنيابه وغادر المكان.. وبعد أسابيع عدت لمسكني وصرت سجين فراش العجز والآلام ومن حولي التف أطفالي الأربعة وجوههم شاحبة من مرارة العوز والحاجة بعدما صرت مكتوف اليدين أمام متطلباتهم.. صرت أتساءل في مرارة ألا يكفي ظلم العجز وآلامه حتي ينضم صاحب العمل إلي مسلسل معاناتي.. لفظ تدخل أهل الخير من زملائي لتعويضي عما أصابني.. وتناسي السنوات التي أمضيتها في خدمته بكل جدية وأمانة ونشاط مما دفعني إلي تبديد منقولات مسكني وأقمت علي يد محامي دعوي تعويض أمام المحكمة لإلزام صاحب العمل بصرف التعويض المناسب لما أصابني من أضرار جسيمة أدت إلي عجزي أثناء مزاولة عملي بمصنعه.. أستصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين إنصافي ممن ظلمني.