فيلم "الزوجة الثانية" كان مجموعة نجاحات تحالفت مع بعضها من قصة للمبدع أحمد رشدي صالح والمخرج القدير صلاح أبوسيف ونجوم الكبار سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور وسناء جميل وسهير المرشدي ومحمد نوح وحسن البارودي وعبدالمنعم ابراهيم وآخرون عزفوا سيمفونية واقعية تؤرخ للسينما المصرية ولعل هذا هو سبب انتاج مسلسل بنفس الاسم واحداثه في نفس الخط الدرامي بطولة ايتن عامر وعمرو واكد. وباسم سمرة. ومن تأليف واخراج خيري بشارة؟ التجربة تكررت من قبل في العار والباطنية والإخوة الأعداء. اختلف عدد من مخرجي وكتاب الدراما حول هذه الفكرة وصفها بعضهم بأنها افلاس. وعشوائية. ولم يمانع آخرون اذا كانت برؤية فنية مختلفة وتضيف للمشاهد وللعمل جديدا. مقارنة صعبة يقول المخرج عمرو عابدين المقارنة صعبة ويجب أن يكون القائمون علي تحويل هذه الاعمال في منتهي الحذر لأن كلاسيكيات السينما المصرية ذات طابع خاص حققت نجاحات فنية كبيرة وان لم تكن تجارية في وقت عرضها ولكنها تاريخ ولابد ان يأخذ المخرج النجم الذي يؤدي الدور حذره لان هذه الاعمال مازالت تعرض ومازال هؤلاء النجوم في الذاكرة وأيتن عامر ستدخل المقارنة مع سعاد حسني وهنا تكون المشكلة لا ننكر ان نجوم مسلسل الزوجة الثانية علي قدر كبير من الموهبة وقدموا اعمالا كثيرة ومتعددة ولكن نجوم الفيلم كانت بصمتهم واضحة فمن منا ينسي الفنان القدير الراحل حسن البارودي وجملته الشهيرة "واطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم" رجل الدين المنافق وسناء جميل والليلة يا عمدة ولم يكن الامر يتوقف عن ذلك بل ان الفيلم واقع مصري تم نقله بحرفية شديدة ولا شك أن المخرج الراحل صلاح أبو سيف يعد من اهم مخرجي السينما المصرية علي مدي تاريخها الطويل ويمكننا ان نعتبر فيلم "الزوجة الثانية" درة العقد التي تتجلي فيها مفردات واقعيته كأوضح ما يكون ولكن الخط الدرامي في المسلسل سيكون أوسع وعلي مدي اكثر من 20 ساعة. أما المخرج حسني صالح فيري أن تحويل الاعمال الدرامية القديمة سلاح ذو حدين.. ولا مانع من استخدام التكنولوجيا الحديثة والثراء الانتاجي الموجود الآن الذي كنا نفتقده سابقا في إعادة صياغة الاعمال مرة أخري.. ورغم هذا لا أمانع إذا كتب العمل برؤية جديدة وأفكار جديدة مختلفة تضيف له وتثريه وعلي العكس من الرأيين السابقين يرفض المخرج خالد بهجت استغلال نجاح الافلام القديمة في أعمال تليفزيونية جديدة لانه من الممكن جدا إذا لم يكن لمؤلف ماهر وسيناريست قادر علي صياغة وربط الاحداث بشكل متميز يتم تشويه القصة القديمة وفي هذه الحالة ستكون موهبتهم لخدمة المنتج والنجم بطل العمل وهذا يؤدي إلي عدم نجاح المسلسل وهنا تكون المقارنة والرجوع للنص الادبي الاصلي لان اعادة بناء السيناريو السينمائي وتحويله الي مسلسل يشبه عمل "الترزية الذين يفصلون السيناريو علي مقاس النجوم اضف إلي ذلك المخرج الذي يجب ان يضع نصب عينيه نجاح الفيلم ونجومه وانه فيلم من كلاسيكيات السينما المصرية. ويصف الكاتب محمد أبو العلا السلاموني هذه الخطوة بأنها لهو وسعي خلف سراب والبعض يعتقد ان نجاح العمل يعني نجاح الجميع مضيفا ان ما يحدث للدراما المصرية يدل علي عدم التخطيط والادراك لدور الكاتب واهمية الكتابة.. مشيرا الي أن بعض كتاب السيناريو لا يملكون ثقافة ويتناسون كل القيم ويبحثون عن النجاح بأي وسيلة واصبحوا ترزية يفصلون المسلسلات علي مقاس النجوم بينما الطبيعي والمفترض ان الكاتب يكتب وفقا لفكره ومفاهيمه الثقافية والاجتماعية. العودة للنص بينما يري السيناريست ايمن سلامة انه لا مانع من اعادة انتاج الاعمال السينمائية وتحويلها إلي أعمال درامية بشرط أن يعود المنتج أو المؤلف للنص الادبي الاصلي وتقديم معالجة مختلفة. كما فعل الكاتب عاطف بشاي حين حول رواية عمارة يعقوبيان إلي مسلسل فهو لم يرجع للفيلم وانما عاد للرواية ذاتها ولهذا خرج العمل بشكل جديد وباضافات مختلفة واضاف سلامة اعتقد ان بعض المنتجين يلجأون إلي ذلك كنوع من استثمار نجاح العمل. ضمانا لنجاحه وتسويقه.. حيث يحصل علي توقيع الممثل قبل كتابة العمل نفسه لانه يعتمد علي اسم الفنان الذي جسد الشخصية سابقا والممثل لن يرفض عملا قام بتجسيده فنان بحجم فريد شوقي مثلا.. الممثلون يوقعون حتي قبل ان يبدأ المؤلف الكتابة وعادة هذا لا يحدث مع الاعمال الجديدة واخيرا قال سلامة اعتقد هذه موضة كسابق الموضات التي خرجت علينا سابقا وسوف تنتهي قريبا. روميو وجوليت قال أحمد أبو زيد الذي حول العار إلي مسلسل يمكن تحويل العمل السينمائي إلي درامي ولكن بوجهة نظر مغايرة خاصة وان الفن تواصل أما اذا قدم العمل بنفس الحدوتة دون اضافات فسوف يفقد عنصر التشويق والجذب واشار الي "روميو وجوليت" القصة التي قدمت عدة مرات وفي كل مرة برؤية جديدة ومختلفة وعن تحويل الفيلم لفيلم اخر بأبطال جدد قال أبو زيد اعتقد هذا صعبا لأن الفترة الزمنية المتاحة للفيلم هي نفس الفترة فكيف يستطيع المؤلف إذا اضافة رؤية جديدة ومعالجة مختلفة ورغم هذا لا نستطيع الحكم علي التجربة قبل رؤيتها فربما تنجح. قال السيناريست مصطفي محرم ان أمريكا تعيد كل عشرين عاما انتاج افلامها القديمة مرة أخري وباستخدام التكنولوجيا الجديدة والمخرج جيمس كاميرون سوف يعيد انتاج فيلم كليوباترا مرة أخري. لأن السينما تتغير وتتقدم كل عشرين عاما فهي صناعة تطور أجهزتها باستمرار فلا مانع ان تعاد ولكن برؤية اخري واعتقد الذي فتح باب اعادة تحويل الاعمال السينمائية الي اعمال درامية هو نجاح الباطنية خاصة مع اضافة احداث جديدة. يقول ممدوح شاهين منتج مسلسل "الزوجة الثانية" انه لا يري ذلك افلاسا علي الاطلاق فهناك شئ اسمه معالجة درامية حتي يكون العمل مناسبا للعصر الذي نعيش فيه فليس من المنطقي ان اقدم مثلا هذا المسلسل بنفس التفاصيل والعصر وهنا فقط اقول اني سأفشل وكم من تجارب تم تقديمها ونجحت مثل ثلاثية نجيب محفوظ حينما تم تحويلها لعمل تليفزيوني حققت نجاحا كبيرا.