الذين يجدون ويخلصون هذه الأيام قليلون..فنحن فى زمن الكلام والاعتراض والتمرد والتحزب والتخريب والسلب والنهب وقطع الطرق وخطف الرجال والنساء وغياب الأمن وغياب الضمير والأخلاق. وفى الرياضة يحدث نفس الشئ..ولكن بطرق أخرى..لكن وسط هذا الظلام الحالك هناك نماذج مضيئة تعمل وتخلص وتنجز داخل وخارج الوطن مثل النجم الكبير محمد أبوتريكة لاعب منتخبنا الوطنى والنادى الأهلى الذى انتهت اعارته لنادى بنى ياس الإماراتى والذى مازال يمثل ظاهرة كروية عربية وإفريقية بل وعالمية.. أينما لعب يتألق..وأينما ذهب ينجز..فهو بطل النهايات السعيدة..بل هو بطل للنهاية. وخلال أقل من ستة أشهر لعبها فى نادى بنى ياس أجبر الجميع على احترامه ليس لفنه ومهاراته وإنجازاته مع النادى فقط..ولكن لالتزامه وأخلاقه الرفيعة..وشتان الفارق بينه وبين زميله فى نفس النادى الإماراتى محمد زيدان..أو زميله الآخر شيكابا لا الذى لعب فى نادى الوصل..فهو.. أى أبوتريكة.. حقق النجاح المنتظر ونال احترام الجميع..والآخران سقطا فى بحر الفشل الذريع برغم أنهما دخلا معه الإمارات فى نفس الوقت..وبرغم أنهما قد يتفوقان عليه فى بعض النواحى المهارية والفنية ومشوار الاحتراف. مساء الخميس الماضى قاد أبوتريكة فريقه بنى ياس إلى إنجاز تاريخى بحصوله على كأس دورى أبطال الخليج لأول مرة فى تاريخه..وسجل أبوتريكة الهدف الأول من هدفى الفوز على الخور القطرى..وكان قد سجل هدف التعادل فى مباراة الذهاب بالدوحة والتى كانت الخطوة الأهم نحو الكأس..ولاينسى أحد هدفه فى مرمى نجران السعودى فى الدقيقة 95 والذى كان شبيها بهدفه الشهير فى الصفاقسى التونسى..وهدفه فى نجران هو الذى أوصل بنى ياس لنهائى أبطال دورى الخليج. دائما أقول إن التوفيق لا يحالف إلا المجدين والمجتهدين..وأبوتريكة مثال ونموذج للاعبين المجدين والملتزمين ولذلك فإن التوفيق يحالفه دائما خاصة فى المباريات الحاسمة والنهائية فى البطولات الكبرى..فعلها أبوتريكة مع المنتخب أكثر من مرة وأهداه كأس الأمم الإفريقية مرتين عامى 2006 و2008..وأهدى الأهلى كأسا تاريخيا لدورى أبطال إفريقيا 2006 بهدف هو الأغلى والأجمل فى تاريخ النادى الأهلى وأبوتريكة نفسه فى مرمى الصفاقسى التونسى..وقاد الأهلى لبرونزية مونديال الأندية 2006 بأهدافه الرائعة من ركلات مباشرة وأخرى ملعوبة..هذا بخلاف أهدافه وإنجازاته المحلية الكثيرة مع الأهلى. قد يكون الإنجاز الذى حققه أبوتريكة مع بنى ياس ليس بالإنجاز الذى يستحق كل هذا الكلام..أو لايمثل للمصريين شيئا مهما..ولكنه فى رأيى يمثل علامة بارزة فى تاريخ هذا النجم لما تركه من آثار إيجابية فى بلد شقيق سيظل يذكره بكل الخير. أما ما يهم المصريين وينتظرونه بفارغ الصبر من أبوتريكة أن يكون بطل نهاية تصفيات مونديال 2014 خاصة أن المنتخب مقبل على مباراتين مهمتين مع زيمبابوى وموزمبيق يومى 9 و16 يونيو..وثقتى كبيرة فى أن أبوتريكة سيقود المنتخب فى مونديال البرازيل إن شاء الله..ليتوج مشواره بتحقيق هذا الحلم الكبير للمصريين ويكون بطلا لأسعد نهاية.