ان الحديث عن القيامة هي متعة للآذان لأنه يملأ القلب فرحاً ورجاء. لماذا؟ لأن القيامة تعني عودة الإنسان إلي رتبته الأولي بل وأفضل. لقد خلق الله الإنسان للحياة "نفخ في أنفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية" "تك 2: 7" ثم دخل الموت إلي العالم نتيجة للخطية "ملك الموت علي الجميع" "رو 5: 12". ولكن الموت كان دخيلاً علي الطبيعة البشرية التي خلقها للحياة. لذلك أراد الله بمحبته ان يرجعنا إلي الحياة مرة أخري لذلك كما سمح للموت أن يدخل إلي طبيعتنا سمح أيضاً ان تدخل القيامة إلي طبيعتنا فنعود إلي الحياة. وقد أعطانا الرب أمثلة للقيامة من الموت في العهد القديم بواسطة ايليا النبي "1 مل" واليشع النبي "2 مل" وفي العهد الجديد أقام الرب ابنة يايرس "مت 9: 25". وابن أرملة نايين "لو 7: 14" وقبل صلبه بأقل من أسبوع أقام لعازر من الموت حتي يؤمن تلاميذه بأنه أقام شخصاً بعد موته بأربعة أيام فإنه يمكنه هو أيضاً ان يقوم. وقد قام المسيح وقيل انه صار باكورة للراقدين "1 كو 15: 5". فما معني أنه باكورة للراقدين مع أن كثيرين قاموا قبله؟ ان عبارة "باكورة الراقدين" التي قيلت عن المسيح تعني أمرين: أولاً: انه قام قيامة لا موت بعدها لأن الذين قاموا من الموت من قبل عادوا وماتوا مرة أخري وينتظرون القيامة العامة. ثانياً: انه قام بجسد ممجد أمكنه ان يدخل العليه والأبواب مغلقة ولقد أعطانا أيضاً ان نقوم علي شبه قيامته الممجدة ولذا قال القديس بولس الرسول "الرب يسوع المسيح سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون علي صورة جسد ممجد "في 3: 21" بهذه القيامة المجيدة التي سنقوم بها سنصبح في حالة أفضل من الإنسان الول قبل السقوط فكيف ذلك: 1-كان آدم وحواء بجسد مادي يحيا حياة مادية. أما نحن فسوف نقوم كما قال بولس الرسول "في جسد روحاني سنقوم في مجد وفي قوة" "1كو 15: 42-44". 2- كان آدم وحواء في جسد قابل للموت وفعلاً مات كلاهما وكل نسلهما لكننا سنقوم في جسد لن يموت بعد ذلك لأنه الله قد أعده للحياة الأبدية. 3- كان آدم وحواء عند خلقهما في جسد طاهر وبسيط لا يعرف الخطية لكن من الممكن ان يسقطا في الخطية وقد سقطا فعلاً وجلبا لنفسيهما العقوبة أما نحن فسنقوم في أجساد لا تعرف الخطية فيما بعد تحياه في نقاوة دائمة. 4- كان آدم وحواء يعيشان في جنة مادية. يأكلان ويشربان بطريقة مادية ويتمتعان بأشجار الجنة المادة أما نحن في القيامة فسوف نتمتع "بما لم تره عين. ولم تسمع به أذن ولم يخطر علي قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه" "1 كو 2: 9". 5- كان آدم وحواء يعيشان علي الأرض في جنة تحيط بها أربعة أنهار "تك 2" أما نحن بعد القيامة فسوف نعيش في ملكوت السماء في أورشليم السمائية رؤ: .22 6- بعد القيامة سوف نرتقي إلي الحالة التي قال عنها الرب: "يكونون كملائكة الله في السماء" "مت22: 30" الأمر الذي لم يكن لآدم وحواء. 7- بعد القيامة سوف نحيا مع الله ملائكته ومجمع القديسين حسب عبارة سفر الرؤيا "مسكن الله مع الناس" "رؤ21: 3" أما آدم وحواء فلم يكن معهما سوي حيوانات البرية التي كانوا يأتنسون بها ولم تسمع عن أحد منهما رأي ملائكة. 8- في القيامة سوف يعطينا الله ان نأكل بين شجرة الحياة "رؤ2: 6" الأمر الذي لم يكن متاحاً لآدم وحواء. لهذا كان الآباء يفرحون بالقيامة وبالحياة التي بعدها ويشتهون تلك الحياة وينتظرون إلي المدينة التي لها الأساسات التي صانعها وبارئها الله" "عب11: 10" وكانوا "يبتغون وطناً أفضل أي سماوياً" "عب11: 16" وكان قديس مثل بولس يقول "لي اشتهاء ان انطلق وأكون مع المسيح فإن ذاك أفضل جداً" "في1: 23".