* ما أجمل قول القديس يعقوب السروجى "كان قبر مخلصنا فى بستان" وقد فقد آدم سعادته فى الجنة، وهلك بين الشجر، فدخل المخلص الجنة وطلبه هناك، حقاً لم يكن مخلصنا فى قبره ميتاً كباقى الأموات، ولكنه كان قائداً عظيماً يحارب ويقاتل فقد صارع فى موته كل جيوش الظلام، وبرهنت قيامته على أنه صرعهم وغلبهم، إذ جرد الرياسات والسلاطين أشهرهم جهاراً ظافراً بهم فيه "كو2: 15. * لما خرج لعازر من قبره بقوة يسوع خرج بجسد الموت الذى مات فيه فلم يترك أكفانه فى القبر. لكن جسد يسوع الممجد لم ترافقه الأكفان من قبره إذ تركها فى القبر وقام، وفى هذه إشارة إلى أن يسوع المخلص صارع فى قبره كل قوات الموت وغلبها وتركها فيه مائتة وقام من بين الأموات. * قيامة المسيح أماتت الخطية التى ملكت على العالم وكانت كسيف حاد فصلت الإنسان عن خالقه وأبعدته عن مصدر حياته، فقد كان شيئًا ففسد جملة، وصار خالياً من كل صلاح عاجزاً عن كل فعل خير، وممتلئاً من كل شر ولكن لما جاء ابن الله الوحيد وأخذ شبه جسد الخطية فى الجسد المبارك خلص شعبه منها لأنه حمل الله الذى رفعه عنهم. ولما انتصر عليها جمعها كلها وحملها فى جسده الطاهر على الخشبة وحرقها بعد ذلك بنار غضب الله، على مذبح الصليب، وفى وقت قيامته خرج من القبر تاركاً إياها فى أعماق الهاوية، بعد أن داس عليها وأباد سلطتها. قيامة السيد المسيح من الأموات أبادت سلطة الشيطان وأنقذتنا من أسره، ذلك العدو الأول لله وللإنسانية، إن جميع بنى آدم بوجه عام حسب الطبيعة البشرية وقعوا تحت قبضة إبليس، واستبعدوا له، ولذلك دعى إله هذا الدهر ورئيس سلطان الهواء والروح الذى يعمل فى أولاد المعصية، فأصبح رئيس هذا العالم، وهذا الأسر ابتدأ منذ السقوط فى الخطية الأصلية ولا خلاص منه إلا بنسل المرأة الذى يسحق رأس الحية، وبما أن الشيطان قد ملك العالم والعالم قد خضع له، فلم يسلم حالاً، بل جرد قوته وقاوم ابن الإنسان المتجسد الذى هدم أركان مملكة الشيطان وانتصر عليه الانتصار العظيم التام، لاسيما فى المعارض العظيمة التى صارت فى البرية حتى هرب أمامه، وأتت الملائكة تخدمه، وترنمت قائلة "ضرب ابن الله ملك إسرائيل العدو فأباده". حرك الشيطان أعوانه الأشرار على ابن الله القدوس فرفعوه على الصليب، وتوهم أنه بموت المسيح على عود الصليب قد انتهى كل شيء من ناحيته، ولكن فى اليوم الثالث لما سمع هتاف الملائكة بالفرح، ورأى السيد قائماً ظافراً، فنخذا وامتلاء غيظاً. نحن وننتصر على الشيطان فى كل وقت، إذ نحاربه بسلاح الله الكامل ونطفئ سهامه المتلهبة بقوة إيماننا بيسوع القائد الظافر القائم من بين الأموات، الذى قلع شوكته السامة المميتة، ولكن قام منتصراً عليه حتى يحق لنا أن نهتف مع القديس بولس الرسول قائلين "أين شوكتك يا موتن أين غلبتك يا هاوية" المسيح قام.. بالحقيقة قام. * كاتب وباحث قبطى