* قد يتعرض البعض في حياته اليومية للعديد من المشاكل القانونية والإنسانية.. ولأن مثل هذا الانسان قد لا يجد من يستمع إليه ولا يقدر علي الحديث مع شقيق أو صديق.. فقد رأينا أن نتيح له الفرصة للتعبير عن نفسه من خلال تلك السطور: * قال كريم رمضان عبدالرحمن "23سنة" في نبرة واهنة.. لم أذق حنان "الأم" ولم أجد عطف "الأب".. ورثت عنهما التعاسة والشقاء.. فقد حملت أمي همومها بعد زواج فاشل لم يدم سوي شهور محدودة وأنا جنين بين أحشائها وعادت إلي مسكن والدها بعد طلاقها ومرت شهور الحمل ووضعتني لتدوي صرخاتي بين جدران منزل جدي بالجيزة وكأنها تنذرني بحياة القسوة التي تنتظرني.. وتزوجت بعد شهور من آخر وتركتني بين أحضان والدتها جدتي التي غمرتني بحنانها وأغدق جدي علي بمراحل تعليمي بسخاء وحصلت علي دبلوم الصنايع ليصدق القول حقا الأب من ربي وليس من أنجب.. اصطحبني خالي لنطرق باب والدي بفرن بلدي يديره ولم يراني منذ نعومة أظافري وانغمس في ملذاته وزواجه من أخري وأنجبا ثلاثة أطفال.. قابلني ببرود شديد في الوقت الذي كانت فيه أشواقي للمعيشة وسط اخوتي بمسكنه تفوق اشتياقي لرؤيته.. أجبرني علي العمل معه وسط نار الفرن وتحاملت تحجر مشاعره وظلمه فهذا خير من المبيت أسفل الكباري وعلي الأرصفة بعدما اختطف الموت جدي وجدتي.. وصرت ألتقط أنفاسي من بين ضلوع صدري بصعوبة بالغة من شدة وحرارة نار الفرن واستجاب والدي علي مضض إلي اصطحابي إلي مسكنه.. وبعدما تماثلت للشفاء ورفضت العودة لمعاونته في إدارة الفرن.. طعنتني زوجته بالضربة القاضية اتهمتني بسرقة مصاغها ومبلغ من رأسمال زوجها في تجارة الدقيق من دولاب غرفة النوم.. وزاد من آلامي عندما انساق والدي وراء مآربها الشيطانية وقام بتسليمي للشرطة واتهمني ظلما بالسرقة وقررت النيابة حبسي احتياطيا علي ذمة التحقيقات.. استصرخ رجال العدالة المدافعين عن المظلومين قراءة سطور مأساتي بالقلوب قبل العيون..