مستشفي "وردان" غارق في الفساد والإهمال

الأطباء غائبون.. والممرضات يفرضن الإتاوات علي المرضي

وردان والقري الست التابعة لها بمركز منشأة القناطر بالجيزة تخدمها مستشفي واحد هو المستشفي المركزي الذي أنشئ عام 2009 ليخدم 200 ألف أسرة.. الإهمال والفساد داخل هذا المستشفي فاق كل التصورات. 202 موظف وطبيب يتقاضون رواتبهم من الدولة ولا يحضرون للعمل.. التوقيع صوري ومن يحتاجهم عليه بالذهاب لهم في عياداتهم والمراكز الطبية التي يعملون فيها.
كل خدمة بالمستشفي لها ثمن.. تسجيل المواليد ب150جنيها وولادة الولد ب1200 جنيه والبنت ب1000 جنيه والتطعيم 3 جنيهات والمصل ب75 جنيها.. الغريب اننا عندما واجهنا وكيل وزارة الصحة بالجيزة كان رده مشوباً بالسخرية "شكراً للفت النظر"!
يروي سعيد عبدالصمد مأساة أهالي وردان والقري المجاورة قائلاً: المستشفي يخدم حوالي 200 ألف أسرة كانت في الأصل مستشفي قروي وتقدمنا بالعديد من الطلبات حتي تحولت إلي مستشفي مركزي وفي عام 2009 تم تعيين حوالي 202 موظف به ما بين 17 طبيبا و13 فني أشعة و81 ممرضة و32 فني إحصاء وغيرهم بخلاف تجهيزه بأحدث الأجهزة الطبية من أشعة وموجات صوتية ووحدة أسنان وحجرة عمليات كل هذا علي الورق فالأطباء غير موجودين بالخدمة ويتم التوقيع لهم في كشوف الحضور والانصراف والمرتبات تصل إليهم في مراكزهم الطبية الخاصة.
يضيف محمد عبدالمجيد صاحب محل بالقرية المشكلة أننا سبع قري منها أتريس وبني سلامة والحاجز وأبوغالب وكفر أبوحديد وغيرها ولا يوجد إلا هذا المستشفي فقط وأقرب مستشفي لنا هو إمبابة العام علي بعد 50 كيلو متراً هذا بالإضافة إلي مكتب الصحة والموجود داخل المستشفي والذي يوجد به أيضاً العديد من المخالفات فالقائمون عليه يرفضون تسجيل المواليد إلا بعد دفع 50 جنيهاً للممرضة و100 جنيه للطبيب فأنا شخيصاً سجلت حفيدتي في مكتب سجل العجوزة وجميع مواليد القرية مسجلون في مكاتب صحة بعيدة جداً معظهم في مكاتب قرية الخطاطبة المنوفية وأضاف أن مدير ووكيل المستشفي يتغاضان عن كل هذه المخالفات فكل واحد منهما له عيادته الخاصة وباقي الأطباء يعملون في مراكز طبية داخل القرية وخارجها.
مهران عبدالله عامل يحكي قصته يقول: فاجأت زوجتي آلام المخاض وتوجهت بها إلي المستشفي وطبعاً لم أجد به أي طبيب وأبلغني الموظف بأنه سيتم الاتصال بالطبيب وعليك تجهيز 1200 جنيه رسوم إذا كان المولود ذكرا و1000 جنيه إذا كانت أنثي وعلي الفور ذهبنا إلي مستشفي الدمرداش وتمت هناك الولادة ورزقنا بطفلتين احتاجت أحدما إلي حضانة واضطررت إلي تسجيلهما بمكتب صحة العباسية محل الميلاد واستخراج كارنيه التأمين الصحي لهم حتي استطيع علاجهما علي نفقة التأمين بعد أن رفضت دفع الرسوم للممرضة بوردان لتسجيل الطفلتين.
قتلي الحوادث يومياً
وبلهجة غاضبة ومرارة شديدة يقول محمد سعد ابنتي توفيت نتيجة لهذا الإهمال بعد تعرضها لحادث مروري وانتظرنا أكثر من ثلاث ساعات لحين حضور الطبيب وطبعاً لم يحضر وماتت ابنتي متأثرة بجراحها فالطريق الوحيد الذي يربط القرية بالقري الأخري ضيق جداً والحوادث يومية.
والتقط الحديث فرج الشوري قائلاً لا يوجد أي سيارة إسعاف بالمنطقة لعدم وجود ميزانية لشراء سيارة وقد تأكدنا من وجود 35 سيارة إسعاف موديل 2005 موجودة داخل إحدي المزارع بأبوغالب.
ويضيف فوزي عبدالحميد تطعيم الأطفال بالوحدة الصحية مقابل 3 جنيهات وأقل سعر للأمصال إن وجدت 75 جنيهاً في حين أن هذه التطعيمات بالمجان بخلاف أن أجهزة الأشعة لا يعمل فإذا احتاج أي مريض من أهالي القرية إلي أشعة يدعون أن الأجهزة في حالة عطل دائم ويتم تحويله مباشرة إلي المركز الطبي الذي انتقل أطباء المستشفي للعمل به ومع العلم أن أهالي القرية فقراء وأرزقية والتذكرة في المركز ب25 جنيها بخلاف أسعار الدواء.
مواجهة
واجهنا د.عبدالناصر فؤاد صقر وكيل وزارة الصحة بالجيزة فأكد أنه يعلم أن المستشفي لا تعمل بكامل كفاءتها وعلل ذلك بنقص الأجهزة الطبية بها وأكد أنه تم حصر كامل لجميع التجهيزات الطبية اللازمة لتشغيل المستشفيات بمناطق منشأة القناطر ودهشور وقرية وردان وفي انتظار طرحها من خلال مناقصة للتوريد وأنه لا يمكن تحديد موعد محدد للتشغيل مهما كانت الأسباب.
وعن عدم وجود أطباء بالمستشفي أجاب أنه يشكر الجريدة علي لفت نظره لذلك وأنه سيتم وضعها ضمن خطة الوزارة للرقابة إذا توفرت الإمكانيات لذلك.