المياه من أعظم نعم الله علي الإنسان. فيها حياته. وبها طهارته ونظافته. ومنها يسقي الأرض فينبت الله الزرع. وفوائد أخري كثيرة. وحسبنا في ذلك قوله تعالي: "وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون" "المؤمنون: 30" وقوله تعالي: "وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به" "الأنفال: 11" ويجب علي من رزقه الله بنعمة أن يشكر له حتي تزيد لقوله تعالي: "وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد" "إبراهيم: 7" وشكر النعمة يكون بتوظيفها فيما خلقت له. علي الوجه اللائق بدون إسراف أو تقطير وكفر النعمة يكون بوضعها في غير ما خلقت له. كما قال القائل: إذا كنت في نعمة فارعها فإن الممعاصي تزيل النعم وداوم عليها بشكر الإله فإن الله شديد النقم وبهذا يكون استخدام مياه الشرب والطهارة في رش الطريق العام بغير ضرورة أو حاجة من كفر النعمة. كما يكون استخدام مياه الطهارة علي وجه السرف في الطهارات الشرعية من الوضوء والاغتسال من كفر النعمة أيضاً لعموم قوله تعالي: "إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفورا" "الإسراء: 27" وقد أخرج ابن ماجه وأحمد عن عبدالله بن عمرو بن العاص فقال: "ما هذا السرف"؟ فقال أفي الوضوء إسراف؟ فقال صلي الله عليه وسلم: "نعم وإن كنت علي نهر جار". وإذا كان الاسراف في استعمال المياه محرماً ومن عمل الشياطين فإن حماية الماء من الإسراف أمر واجب علي القادر عليه وهو من عمل المصلحين لأن الماء أساس حياة كل نام. والله تعالي يقول: "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً" "المائدة: 32" كما قال سبحانه: "وافعلوا الخير لعلكم تفلحون" "الحج: 77". ومن صور حماية المياه من السرف التي يحظي أصحابها بالفضل الديني: صيانة صنابير المياه من العطب الذي لا يمنع ماؤها من التساقط وتتبع دورات المياه في المساجد والمدارس والمستشفيات والمؤسسات الحكومية لإحكام إغلاق صنابيرها. وسقي النباتات المنزلية بالمياه المستعملة لتوفير مياه الصنابير للشرب الآدمي.