بعد التحية

رقم "13"

تشاءم منه أهل الغرب.. وتوقعوا سوء المصير بغير سبب. من الكوارث الطبيعية ونشوب الحرب. إلي حوادث الطريق وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب. وحاكاهم البعض وسار معهم علي الدرب..
وضعوا أيديهم علي قلوبهم خوفاً من العام الجديد. لأنه يحمل بين طياته رقم "13" رغم أن البعض توقع نهاية العالم في 12/12/2012. ومن بعده في يوم 21/12/2012. ومر اليومان بسلام وأمان.
تحول الخوف من رقم "13" إلي عقدة يعاني منها الملايين علي ضفتي المحيط الأطلنطي في أوروبا وأمريكا. أطلقوا عليها اسم "فوبيا الرقم 13". وباللغة اللاتينية "ديكتافوبيا".
ويزداد الخوف عندهم إذا اجتمع يوم الجمعة مع الرقم 13. فتصبح المصائب في رأيهم أضعافاً مضاعفة. رغم أنه يوم خير وسلام. وفيه ساعة إجابة.
يرجع الخوف من الرقم "13" إلي الأساطير الإغريقية القديمة. وأن النحس يحل مع الرقم "13". ويتضاعف إذا صادف يوم الجمعة.
كما اعتقد الرومان أن يوم 13 هو يوم الشيطان. يزداد فيه الخراب والدمار. فكانت الساحرات تجتمعن في هذا اليوم لممارسة طقوسهن الغريبة.
وقيل إن حواء قدمت التفاحة لآدم عليه السلام في هذا اليوم. فأكلها. فخرج من الجنة.
وقيل إن قابيل قتل أخاه هابيل في نفس اليوم.
وقيل إن يهوذا خان سيدنا عيسي المسيح عليه السلام في هذا اليوم.
وفي الدول الإسكندنافية في عهود خلت. كانوا يعقدون حبل المشنقة 13 عقدة.
وفي القرن التاسع عشر رفضت الشركات التأمين علي البواخر التي تبحر في هذا اليوم "الجمعة الموافق 13" من أي شهر!!
وقيل إن سفن البحرية الأمريكية لا تبحر في هذا اليوم.
وفي سنة 1970 وقع انفجار بسفينة الفضاء الأمريكية أبوللو 13 لأنها تحمل هذا الرقم. ولأنها أقلعت الساعة 13.13 دقيقة.
وتخسر الشركات الأمريكية أكثر من 750 مليون دولار بسبب ضعف عمليات البيع والشراء في هذه الأيام..
.. وأخرج روب هايدن فيلماً سينمائياً بعنوان "الجمعة 13"..
وفي الدول الغربية يخشي الناس من الإقامة في منازل تحمل رقم "13" بسبب تشاؤمهم من هذا الرقم..
وفي الفنادق الأوروبية والأمريكية وغيرها يضعون رقم 12 مكرر علي الطابق رقم "13" حتي لا يتشاءم النزلاء.. فيبقي خالياً!!
ولا توجد حجرات في المستشفيات هناك تحمل رقم "13" خوفاً من الموت أو تأخر الشفاء!!
والتفاؤل والتشاؤم عادة إنسانية بدأت مند فجر الزمان.. ورغم أنها لا تستند إلي أي أسس علمية أو منطقية. نراها مستمرة حتي الآن. والعاقل هو الذي يتفاءل دائماً. ويتوكل علي الله. فيكون في الخير من الشاكرين. وفي غيره من الصابرين.
.. والحمد لله علي كل حال.. وأهلاً بالعام الجديد.