ظل رقم 13 يطاردني سنوات طويلة، كنت أخاف اسكن في الدور الثالث عشر او اجلس في الطائرة علي مقعد يحمل هذا الرقم او ادفع اي مبالغ نقدية تحمل هذا الرقم كنت اشتري مزيدا من المشتريات لتشير ماكينة الكاشير علي رقم أعلي، ثم اكتشفت أن الخوف من الرقم 13 خوف غير مبرر ولاسيما الجمعة الثالث عشر . اعتبره العالم الغربي المتمدن رقماً مشئوما، ولذا لا يرغب الناس هناك أن يرتبط هذا الرقم بأي شيء يخصهم فهم يتجنبون أن يكون رقم منزلهم 13 أو رقم غرفتهم 13 في الفندق أو المكان الذي يسكنون فيه، ولا يرغبون في تناول الطعام علي مائدة عليها ثلاثة عشر شخصاً. لاحظت شخصياً عندما كنت في مصعد كهربائي في فندق كبير بنيويورك أن الفندق ليس فيه طابق برقم 13، بل يوجد طابق 14 بعد طابق 12 فسألت موظف المصعد عن السبب فأجاب إن هذه العادة متبعة في معظم الفنادق، لأن عدداً كبيراً من النزلاء يخافون الإقامة في الطابق 13 ثم أضاف : بل إن البعض عندما يرون أن الطابق 14 هو بدل الطابق 13 يمتنعون عن الإقامة فيه" ويقال إن السبب الرئيسي لهذا الخوف يعود إلي العصور القديمة، إذ كانوا يعتقدون ويصفون هذا الرقم بالقدر والقوة الخفية وصلته بعلم الغيب، وقد ذكر في أحد الكتب القديمة العهد أن من يفهم الرقم 13 ربما يحصل علي مفاتيح الطاقة والسلطة. اذا كان هذا الرقم يدعو للتشاؤم عند بعض الناس أو الشعوب فإنه عند غيرهم يدعو إلي التفاؤل فمثلا المخرج السينمائي الشهير كلود لولوش الذي سأله صديقه اذا ما كان يؤمن بالخرافات؟ أخبره أن اسمه مكون من 13 حرفا و كذلك اسم صديقه يتكون من 13 حرفا والرقم 13 يصادف يوم ميلاده و أنه أيضا سمي شركة الانتاج السينمائي التي يملكها " أفلام 13 " و عندما اشتري قاربا أسماه " الجمعة 13"وكان الكاتب الكبير عباس العقاد يتفاءل من هذا الرقم كان بيته رقم 13 والشقة رقم 13 وكما كتب العقاد"أنه لا ينزعج من هذا الرقم. وأنه يضع علي مكتبه تمثالا للبومة التي يتشاءم منها الناس. إنها البومة رقم 13..ما جعلني اخوض في البحث وراء هذا الرقم الذي يحمل حكايات كثيرة بعضها مضحك وبعضها مبك ليس لأنني أؤمن بالتفاؤل أو التشاؤم ولكن لان عدد مرشحين الرياسة في بلدي يحمل رقم 13 وسمعت حوارا مطولا بين بعض الاصدقاء حول هذا الرقم المسكين وتشاؤم البعض منه حول ما يجري في الانتخابات فقررت أن ابحث عنه لأعرف السر الذي يختفي وراءه وضحكت من خوفي الساذج لهذا الرقم بدون مبرر ولكن خوفي علي مصر له ألف مبرر.