أتذكر أنني دخلت الفندق في العاصمة البريطانية »لندن« ذات مرة وبعد أن أنهيت إجراءات التسجيل وأخذ بيانات جواز سفري سلمتني موظفة الاستقبال مفتاح غرفتي وكان رقمها 31، وما إن أدرت ظهري في طريقي إلي المصعد حتي وجدت نفس الموظفة تناديني وتعتذر لي بكل رقة أنها نسيت أن رقم 31 هو نذير »شؤم« حيث يتشاءم منه الكثير من الرواد. وأسرعت تستبدل غرفتي بأخري وهي تكرر الاعتذار، لكنني أصررت علي عدم استبدالها لثلاثة أسباب: الأول أنني بطبيعتي شخص »متفائل« والثاني أنني لا أؤمن أصلا بهذه الخرافات والاعتقادات الخاطئة التي تتصادم مع العلم والمنطق والدين، وثالثا أن هذا الرقم الذي يتشاءمون منه هو يوم مولدي، وأعتقد أن الله سبحانه وتعالي قد منحني من فضله الكثير.. والكثير.. ولو كانت معتقداتهم صحيحة لكان حظي في تلك الحياة سيئا وأدارت الدنيا لي ظهرها القبيح! والحقيقة فإن الكثيرين منا يتشاءمون من علامات الفأل الرديء، كأن يري أحدهم »البومة« فيصبح يومه »أسود« ونهاره »طين« رغم أنني شخصيا أري أن في وجه هذه »البومة« جمالا، وعيناها الملونتان فيهما دلال، وماعلاقة البومة أصلا، أو حتي »الغراب« بالحظ الرديء واليوم »الهباب« ويتوجسون من تلك العلامات أو الأرقام أو الطيور الشر ونذر السوء؟! والغريب أن هذه الظاهرة ليست موجودة في مصر ولا العالم العربي فقط، بل في أوروبا أيضا، ويحاربونها بعلامات »مضادة« لتبعد عنهم الحسد والشر والعين »الوحشة«، والدليل علي ذلك أنهم يضعون علي بيوتهم ومحلاتهم وسياراتهم »التعاويذ« و »حدوة الحصان« و »خمسة وخميسة« و »القط ألأسود« وغيرها من العلامات التي تبعث علي التفاؤل وتفعل ذلك الشعوب البدائية.. أو المجتمعات الراقية علي حد السواء! وعلامات النحس ونذر السوء قد تتسع وتتخطي اللوحات والعلامات والجماد إلي الإنسان والوجوه، أعرف زميلة لي »بالمجلة« كلما رأت وجه شخص بعينه صادفها »نحس« وأحداث غريبة، وفي نهاية اليوم تتصل بي تليفونيا: تعرف »أنا اصطبحت بوش مين النهاردة«.. فلان.. ده حصل.. وحصل.. وكنت ح ادخل بعربيتي في شجرة لكن ربنا ستر وهنا لا أستطيع أن أتوقف عن الضحك! وهي علي الجانب الآخر تتعجب من ضحكي!. وإذا كان البعض يعتقد بالمثل الشائع: »ياقاعدين يكفيكم شر الجايين« فأنا علي العكس تماما أؤمن بالمثل المقابل: »الخير علي قدوم الواردين«! وفي تصوري أن المتشائمين يختلفون فيما بينهم حسب المعتقدات والأذواق والثقافة والبيئة والتدين، فمثلا رقم 31 يتشاءم منه مسيحيو الغرب لأنه يرمز إلي »يهوذا« الذي خان السيد المسيح (عليه السلام) في قصة العشاء الأخير، وكان ترتيبه الثالث عشر بين أصحابه، وقد ندم بعد ذلك أشد الندم علي خيانته فانتحر.. هذا هو اعتقادهم! ونفس الشيء بالنسبة لدلالات الألوان، فالأسود تتوشح به السيدة إذا ذهبت لأداء واجب العزاء، في حين أننا نختاره نحن الرجال لبدلات السهر والملابس الرسمية،. والمناسبات السعيدة.، أنا شخصيا أرجع أي ظاهرة (حتي لو كانت غير سارة) إلي الأسباب والأصول العلمية والظروف المحيطة والطارئة، أذكر أنني منذ حوالي 51 سنة ذهبت مع زوجتي ضمن فوج سياحي لتمضية رأس السنة في مدينة »زيورخ بسويسرا« وكان ضمن البرنامج المحدد زيارة حديقة الحيوان هناك، وأمام بيت »البوم« انزلقت قدم سيدة معنا فوقعت علي الأرض وابتلت ملابسها واتسخت بطينتها.. وفسرتها هذه السيدة بأن سبب هذا البلاء هو رؤيتها لوجه »البوم«، بينما أنا (في قرارة نفسي) سخرت من كلامها وأرجعت وقوعها إلي شدة الأمطار التي لامست التراب فتحول إلي »طينة«، وكانت المصابة غير ممسكة »بالمظلة« ولم تستعد بارتداء الحذاء المناسب ذي النعل »الخشن« فحدث ماحدث!!! وأنا شخصيا أعتقد أن الإنسان منا لو تحرر من نزعات العداء والكراهية والصراع مع نفسه أولا، ومع الناس والمجتمع الذي يعيش فيه ثانيا، لتخلص تماما من كل مظاهر التشاؤم، بل ومن كل الرموز التي توحي بها هذه الخرافات والجهل والتي يتوارثها الناس (الأسف الشديد) من جيل إلي جيل دون أن يعرفوا مصدرها، ومنشأها، ومبرراتها، وتنعكس كل آثارها علي سلوكياتهم وحياتهم اليومية. ليتنا نتحرر من كل هذه التصورات والخيالات فنحن نعيش القرن الحادي والعشرين!! ما بعد المقال علامة استفهام؟ اللواء مروان مصطفي المتحدث الرسمي لوزير الداخلية ومدير العلاقات العامة والإعلام وهو بالمناسبة شخصية شديدة الاحترام، لماذا لم تنجح حملة »رجع السلاح« لحث المواطنين علي تسليم ما بحوزتهم من أسلحة غير مرخصة فالحصيلة 0003 من بين عشرة آلاف قطعة مسروقة؟ الدكتور علي جمعة (مفتي الجمهورية) رئيس مؤسسة مصر الخير: هل صحيح أنك تتقاضي مرتبا مخيفا عن هذا المنصب من أموال المتبرعين »الغلابة«.. وما صحة ما أعلنته هذه المؤسسة في الصحف عن تنظيم جوائز ومسابقات للبحث العلمي بآلاف الجنيهات، بينما ملايين الفقراء في مصر لايجدون قوت يومهم؟ الدكتور يحيي الجمل نائب رئيس الوزراء: طبعا بعد رفض استقالتك فرحتك لاتوصف.. كلامي غلط؟ زميلي وصديقي عصام السباعي (المحرر الاقتصادي للأخبار وابن »آخر ساعة القديم« تعرضت لحادث مروع فقدت فيه زوجتك وابنك الصغير (رحمهما الله).. إياك أن تنسي رحمة الله، وترديد الآية الكريمة: »وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وإِنّا إليه راجعون« الدكتور عبدالله الحسيني (وزير الأوقاف): هل غلق المساجد بين الصلوات لأسباب أمنية.. أم ماذا؟ الصحفي الكبير عبدالمعطي عمران (رئيس تحرير اللواءالإسلامي) دعواتك المتكررة للرجوع إلي قيم الزمن الجميل تعكس معدنك الأصيل.. ليت الجيل الجديد من زملاء المهنة يتعظون.. تتذكر كيف كان جيلنا يتعامل مع أساتذته؟