الأيام الأخيرة من كل عام هي أيام الاستفتاءات الرياضية والسياسية والفنية والثقافية وتتسابق الصحف والمجلات والمحطات التليفزيونية والإذاعية في تنظيم الاستفتاءات ولعل أشهر الاستفتاءات الرياضية هو استفتاء الفيفا لأحسن لاعب كرة في العالم والذي سيعلن في السابع من يناير المقبل .. والمرشح له بالطبع هو الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة كرة القدم الحديثة وصانع إنجازات بل إعجازات برشلونة وإنني شخصيا لا أحب ميسي ليس بمعني أنني أكرهه أو لا أحب لعبه ولكن لأنه يلعب كرة لا نعرفها فهو لاعب ليس من جنس البشر ولم يولد علي كوكب الأرض وربما يكون من الجن أو من السحرة فأنا أحب لاعبا من جنسنا يخطئ ويصيب مثل رونالدو منافسه اللدود سواء علي اللقب العالمي أو في الليجا الأسبانية فرونالدو لاعب قريب من قلوبنا ومن واقعيتنا تتوقع ماذا سيفعل ولكن ذلك الساحر ميسي لا تتوقع ماذا سيفعل وكيف يخدع الخصوم من المدافعين والحراس الذين عانوا منهم أشد المعاناة فهو جلادهم. ولو كان الأمر بيدي لما منحته الكرة الذهبية لأنه لا يقارن ببقية اللاعبين الذين ظلموا بتواجدهم في عصر هذا الميسي العجيب فهو فاق بيليه ومارادونا حتي مع الأخذ في الاعتبار فارق الزمن والتاريخ!! أما نحن هنا في مصر فمحرومون من الاستفتاءات الكبري المنظمة تنظيما جيدا ونجومنا يكتفون بمراكز بعيدة أو شرفية في استفتاء الاتحاد الإفريقي ومن قبله استفتاء الفرانس فوتبول باستثناء اللقب الذي انتزعه الخطيب عام 1983 كأفضل لاعب كرة في افريقيا في استفتاء الفرانس فوتبول الشهير وقتها .. وكان يستحقه عام 1982. حتي محمد أبوتريكة نجم الكرة المصرية الأول في السنوات الأخيرة وبالتحديد منذ 2005 لم يحصل علي لقب أفضل لاعب في افريقيا وكان اللقب يذهب لمحترفي إفريقيا مثل صامويل إيتو ودروجبا وغيرهما من نجوم القارة السمراء لأنهم يلعبون في أندية أوربية كبيرة وساهموا في وصول منتخباتهم لنهائيات كأس العالم .. بينما تريكة يلعب في الدوري المصري غير المعروف عالميا ولم ينجح في قيادة المنتخب للمونديال ولم يشفع له قيادة الأهلي إلي مونديال الأندية أكثر من مرة والمنتخب الوطني إلي الفوز بكأس الأمم الإفريقية أكثر من مرة أيضا ويكتفي الاتحاد الافريقي بمنحه أفضل لاعب محلي في القارة وبالتحديد في دوري الأبطال. ونجومنا الذين لعبوا في أوروبا مثل مجدي عبد الغني وهاني رمزي ومحمد عمارة وياسر رضوان وسمير كمونة ومحمد زيدان وأحمد حسام ¢ميدو¢ لم ينالوا شرف الفوز بالكرة الذهبية في إفريقيا لنفس الأسباب التي حرمت تريكة من هذا الشرف.