البعض من الآباء يخطئ في حق أبنائهم دون إدراكهم للمصير المأساوي الذي سوف يصلون إليه حتما.. فالأعباء والضغوط الحياتية الواقعة علي كاهل الزوجين لهما أكبر الأثر في انفصالهما دون التفكير ولو للحظات في مستقبل أبنائهما ومن هنا تبدأ رحلة العناد والكيد داخل أروقة المحاكم ما بين النفقة والرؤية وتبديد المنقولات الزوجية فالأبناء في هذه المعركة هم الدروع البشرية كليهما فيتم التنكيل بالطرف غير الحاضن حيث يقوم الطرف الحاضن بعدم تنفيذ أحكام الرؤية في الأماكن المحدودة وبالتالي تقطع صلة الرحم بين المحضون وأهل الطرف غير الحاضن لشهور وقد تمتد لسنوات علي الرغم من صدور أحكام بالرؤية واجبة النفاذ. فالصراع الخفي الدائر بين الطرف الحاضن والطرف غير الحاضن لا ينظر للمصلحة الفضلي للصغير الذي سوف ينشأ في بيئة أسرية مفككة وبالتالي سوف يصبح انساناً غير سوي ومعقداً نفسيا ولا يمكنه الاندماج في النسيج المجتمعي.. ولعل ما تطالعنا به الأرقام من رول المحكمة بالأعداد الكبيرة لإساءة استخدام بعض الزوجات للحقوق القانونية الممنوحة لهن عن طريق طلب التطليق لأسباب تافهة وخصوصا اللواتي بدون خبرة حياتية ومعيشية مما أدي للتصاعد الحاد في معدلات الطلاق وظلم ثمانية ملايين طفل هم ضحايا الطلاق والذين يحرمون من التواصل مع آبائهم غير الحاضنين وكذلك الأجداد والأعمام والعمات فالآثار النفسية والطبية المدمرة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال نتيجة قطع صلات الرحم مع آبائهم لعلها تكون سببا في أن تترك بعض الحاضنات طريق العناد والتنكيل خوفا علي فلذات أكبادها.. فالأطفال أبرياء ويأملون في التواصل الطبيعي مع الأهل اسوة بأقرانهم ولكن للأسف فقانون الرؤية أصبح سلاحا يستخدم للتنكيل بالطرف غير الحاضن وافرغ من محتواه وتم اساءة استخدامه بحيث بات بعيدا عن تحقيق أهدافه.. كما ان الزوج يستخدم النفقة كسلاح للانتقام من الزوجة أيضا أو للمساومة لرؤية أبنائه في حين ان النفقة حق شرعي من حقوق الزوجة علي زوجها بشروط أساسية وهي واجبة في إطار مشاعر الود والرحمة والمشرع منح الزوجة حق رفع دعوي نفقة علي زوجها لأن بيت الزوجية لا يمكن أن يقام علي أساس القهر أو الأنانية بل هو مسكن للتراحم.. وأمام تلك الثغرات غير المقصودة الموجودة في بعض بنود قوانين الرؤية والتي قد تفسح المجال لبعض الألاعيب التي يقوم بها الطرف الحاضن ضد طالب الرؤية فمن الأفضل أن يفكر الأزواج طويلا قبل اتخاذ قرار الانفصال وذلك من أجل أبنائهم الذين لا ذنب لهم وهم في الحقيقة أمانة إلهية قد وهبها الله للآباء والأمهات ومن غير المنطقي العبث بتلك المسئولية المهمة مهما كانت الضغوط النفسية والاقتصادية التي قد تعترض حياة الزوجين.. فالعلاقات الزوجية تحددها معايير ثابتة وواضحة لضمان استمرارها في مناخ صحي سليم يجعلها تنخرط داخل مجتمعاتها بشكل مفيد وإيجابي وعلي قمة تلك المفاهيم هي الرابطة المقدسة التي توجههما نحو المستقبل في صورة نواة صالحة للأجيال الجديدة. لذلك يجب أن يكون التواؤم والتجانس قائماً بين طرفي هذه العلاقة وهما الزوج والزوجة سواء من الناحية الثقافية أو الوجدانية والإحساس المشترك لقدر هذه الرابطة فإذا توافرت تلك الشروط غير المدونة فهي بالتأكيد ستساعد كثيرا في جذب فتيل المشاحنات أو الخلافات بين الزوجين.