حتي مهرجان القاهرة السينمائي في دورته ال 35 برئاسة الدكتور الفنان عزت ابوعوف ذرفت الدموع من عينيه علي شهداء الاتحادية داخل المسابقة الدولية لافلام حقوق الإنسان وخصص شهادة تقدير لفيلم يتناول حق كل انسان في أن يعيش ويموت بكرامة وليس بمهانة كما سجلتها الكاميرات في الشارع المصري والسياسي خلال الايام السوداء الماضية. ويبدو ان التعاسة لم تفارق المهرجان الذي انطفت بهجته لأول مرة هذا العام وبدت علي ملامحه الانتكاسة الاقتصادية انعكاسا لحالة عدم الاستقرار ولذلك لم يضف جديدا في الاحتفاء بالضيوف الاجانب أو دعوة النجوم العالميين حيث غاب غالبيتهم بعد ان كنا نحقق مكاسب سياحية من تواجدهم بيننا. وفي ظل الأجواء السياسية الساخنة خلال الايام الماضية لم يغب عن ادارة المهرجان استعراض الافلام التي رصدت الاجواء المختلفة لثورات الربيع حيث حظيت معظم هذه الحفلات بالاقبال الشديد. لكنني حزين ان تقوم كاميرات السينما بتسجيل ما يحدث حاليا تراشق بالالفاظ امتدت إلي الحجارة بل وقنابل النار لتشعل الاجواء بجانب المواجهات باللكمات ووصلت الأمور لاطلاق النيران والخرطوش لتنزف دماء ابناء وطن واحد.. وياللعار والفرحة والشماتة للاعداء. إننا بحاجة لملايين الاطباء النفسيين وعلماء الاجتماع لتفسير حالة العنف غير المبررة بقطاعات عريضة من المجتمع رغم انه معروف من الشعب المصري انه طيب ومتسامح ويتناسي بسرعة من ازعجهم لكن يبدو ان ظاهرة العنف التي بدأت تدق نعوش المصريين مخيفة وتحتاج لروشتات سريعة وتدخل رجال الدين. * بالتأكيد ابتعادنا من ادياننا سبب رئيسي بدليل ان معظم شرائعنا السماوية تحرم علينا سفك الدماء ورغم ذلك لدي البعض اصرار علي معصية الخالق في مسألة اعتبرها سبحانه وتعالي.. هدم الكعبة اهون عليه من اراقة دم مؤمن وكل المسلم علي المسلم حرام.. دمه وماله وعرضه. * فعلا لم تكن مفاجأة من النجم القدير محمود عبدالعزيز لأن يتنبأ مسبقا في مسلسله "باب الخلق" لما سيحدث حاليا ودعوته منذ شهر رمضان الكريم بأن نفيق من اقتتال بعضنا البعض.. مسألة غاية في الأهمية لأنها بداية الهزيمة الحقيقية أمام الطامعين في خيرات البلد وهي كثيرة ومتنوعة. تذكروا يا مصريين ان بلدنا تضم ما لذب وطاب من الخيرات لو انتبهنا إليها خلال المرحلة المقبلة وعاودنا دوران عجلات انتاجنا أضمن لكم حياة هنية وكريمة ورغدة بدليل ان المحلليين وخبراء الاقتصاد العالميين احتاروا في اقتصادنا الذي لم ينهار حتي الآن ومازال متماسكا بفضل رعاية الله رغم الانتكاسات التي نمر بها منذ شهور. * فما بالكم لو تماسكنا واستعصمنا بحبل الله جميعاً وتوطدت علاقتنا الطيبة بين بعضنا وانتصرنا علي اسوأ ما في سلوكياتنا واخلاقنا.. اعتقد ان مرحلة جني الثمار ستكون قريبة جدا ويرونها بعيدة ونراها قريبة.