حازم الحدىدى يبدو أنه أصابتني حساسية "التوك شو"، فلا أكاد أصطدم ببرنامج من هذه النوعية (التي بدأت أشك في أمرها)، حتي أشعر بتقلصات معوية تصاحبها رغبة في القئ، لا تتوقف إلا عند تحويل المحطة لمشاهدة ماتش أو فيلم عربي قديم أو حتي فيلم كارتون، المهم أن أبتعد عن مرمي هذه البرامج التي أصابها داء التحول، فتحولت من برامج (يفترض أنها صادقة) إلي تمثيليات هابطة رديئة، وتحول أصحابها (أغلبهم مش كلهم) من مذيعين إلي ممثلين (نص كم)، يمثلون علينا الوطنية والحماس والغيرة علي البلد، بينما هم لا يتحمسون إلا لأنفسهم ولا يغيرون إلا عليها، ولا يعلمون أن المشاهد "طيب" مش "أهبل"، وأنه كما رفعهم إلي السماء يمكن أن يضربهم بالمركوب، عندما يكتشف أنهم خدعوه وضحكوا عليه وباعوا ضمائرهم ليشتروا الإعلانات ونسب المشاهدة، دون أن يدركوا (بعضهم يدرك) أن مصر والمشاهد والمهنة أمانة في أعناقهم، وأنهم بذلك (وياللعار) خائنون للأمانة.