نبض القلم

الرجاء.. في انتماء الشرفاء

كل الأمم المتحضرة والمتقدمة اعتمدت علي سواعد وأفكار أبنائها المخلصين الذين رفعوا شعار الانتماء وحب أوطانهم بصدق وتجردوا من نزعات الأنانية بأن وضعوا نصب أعينهم مصلحة بلادهم أولاً قبل مصالحهم الشخصية. ونحن اليوم في أشد الاحتياج لمثل تلك النماذج الشريفة التي رصدها تاريخنا الحديث بكل افتخار وتقدير لما بذلوه من جهد وإرادة وطنية خالصة وصادقة من اجل بناء مصرنا الغالية والأمثلة كثيرة علي ذلك فالاستثمارات الانتاجية المتعددة في كل المجالات كمصانع الغزل والنسيج وصناعات الحديد والصلب والاسمنت والسكر والسماد وصناعة السينما والاهتمام بالثقافة والتعليم والمشروعات التي اسهمت فيها البنوك الوطنية وعلي رأسها بنك مصر ورعاية جودة التربة الزراعية التي انتجت افضل المحاصيل ذات السمعة العالمية كالقطن علي سبيل المثال.. كل هذه الأعمال العظيمة ما كانت تتم إلا من خلال إحساسهم الوطني الحقيقي وانتمائهم الصادق لبلدهم.. وعلي سبيل المثال يجب أن تكون هناك وقفة وطنية من رجال الأعمال والتجار لضبط الأسعار وأن يعطوا صورة إيجابية رائعة لمفهوم التكافل الاجتماعي ومراعاة الظروف الاقتصادية من أجل البسطاء الذين ابسط حقوقهم أن نوفر لهم لقمة العيش باسلوب متحضر غير مهين بأن نجعل الأسعار في متناول قدراتهم المادية ومثال آخر يختص بالسياحة الداخلية في هذا التوقيت الذي تقلص فيه الاعداد المعتادة من السياحة الخارجية والعربية أيضا نظرا للظروف الحرجة التي تمر بها البلاد فلماذا لا نستثمر تلك الفرصة بأن نوفر لطلابنا وشبابنا رحلات سياحية بأسعار رمزية لكي يتمكنوا من مشاهدة معالم بلدهم الأثرية والطبيعية خاصة وان أغلبهم لا يعرف عنها شيئا إلا بالسمع فقط وبهذه الطريقة سوف نعمق في وجدانهم الاحساس بالانتماء الذي كادوا يفتقدونه.. نحن في سباق مع الزمن لتعويض ما فاتنا ولهذا علينا من الآن وليس غدا أن نستدعي من أعماقنا تلك المشاعر النبيلة تجاه وطننا الحبيب ونرفع عنها غبار التراخي واللامبالاه بأن نعيد حساباتنا في منهج واسلوب تعاملنا مع إمكانات وموارد بلدنا بكل شفافية وصدق.. وان نهتم بالصناعات الإنتاجية بعيدا عن الاستثمارات الاستهلاكية التي جعلتنا تحت سطوة الاستيراد الذي يلتهم قدراتنا المالية.. علينا أن نبحث عن إجابات واقعية لاسئلة كثيرة قد حيرت عقولنا ووجداننا طوال السنوات الماضية.. لماذا لا نتعامل مع طمي النيل المتراكم خلف السد العالي ونستثمره لإعادة خصوبة أراضينا. وأين هي ثراوتنا السمكية والحيوانية والتعدينية؟ وإلي متي سنترك شبابنا مكبلا بقيود البطالة ولا نمنحهم فرصة الانطلاق لتعمير الأراضي الشاسعة التي تصفر فيها رياح الصحراء الجرداء؟.