تكاثروا علينا. ولزموا الصمت فلما تكلموا أقسموا أنهم لا يعلمون. لم يستشاروا. ولم يسألهم أحد.. محترمون. فرحنا بدخولهم القصر يضيئونه بنور العلم والخبرة والمعرفة. فلما جاء اليوم الفصل لم ينطقوا. وكأنه لم يصل إلي مسامعهم ما أشعل الوطن ناراً. لماذا لم يعتذروا وينصرفوا؟!.. أم أنها الأبهة. والمستشار رايح جاي.. أو أن يفتح الله عليه بمقال هنا أو هناك أو "توك شو" من مقعد لآخر.. وأهه كله كلام!! واحد استقال. وواحد انسحب. والثاني مازال يفكر. والثالث يتفلسف. والرابع يكتب تغريدات.. ليتهم قالوا كلمتهم ومشوا.. أو بقوا!! ويا أيها المستشارون في القصر كفانا.. ليسوا وحدهم. فهناك البكوات بالبدلة والكرافت. يتصدرون المشهد وكأنهم يقودون الثورة. بينما عيونهم تتجه نحو منصة الحكم.. ميدان التحرير قد يكون طريقهم إلي السلطة. تشابكت أيديهم.. وغريب. أو ليس غريباً أن يأتيهم التأييد عبر الأثير من أحد فنادق دبي! تناثرت الخيام. واختلط الحابل بالنابل. ويبكي "عزت أبوعوف" تأثراً عند افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي. وتلبس الفنانات السواد حداداً علي الشهداء. ويبدو أن الميدان لم يعد مثلما كان. أحزاب عددها في الليمون. وليس لها وجود في السوق. لا نعرف حتي أسماءها. أو أعدادها. فلا يحسب لها حساب عند أخذ الأصوات. إعلام تفوح من كلماته رائحة غاز "المسيلة للدموع"!! ويسود الكذب علي ألسنة المسئولين وأصحاب الحصانة كما يتقنه أصحاب القلم!! ولا أحد يشعر بالذنب أو العيب. قلوبنا تنقبض مما ينتظرنا. فصحفية تعتقل وهي في طريقها إلي بيتها.. إيه اللي سكِّنها في شارع قصر العيني ذي المتاريس الأسمنتية؟!! الحقيقة الوحيدة أن الشهداء يتساقطون.. والقتلة دائماً مجهولون.. في الإسكندرية قالوا "أبوالعز الحريري" يوزع أموالاً لإشعال النار في مقر الحزب الحاكم. فضربوه حتي اقترب من الموت!! وفي القاهرة قالوا أمسكنا بضابط من رجال مبارك وعمر سليمان يوزع أموالاً علي المتظاهرين ضد الإعلان الدستوري. ولا شيء أكثر. رغم التلبس. ومع أن صاحب الاتهام علي الهواء "محمد البلتاجي" من أهم الحكام. وإن كان لا يجلس علي كرسي!! النائب "أكرم الشاعر". الذي بكينا معه عند إصابة ابنه أيام الثورة. يحاور "أسامة الغزالي حرب" علي الهواء حول الإعلان الدستوري. فينتهز الفرصة ويبيت النية. ويخرج عن النص ليقول "أسامة قابض فلوس من ألمانيا".. عيب. وليس وقته.. وأسامة؟!! معذرة.. فقد لا يكون لي حق في لوم الآخرين. فأنا لا أشارك إلا بقلمي. أحياناً. وأنا ممن قال عنهم "نزار قباني" يوماً: "إني قد وهن القلم مني.. واشتعل الحبر شيباً".