سمعت بكاءها الشديد.. آلمتني آهاتها المتكررة.. توجع قلبي من هذا الأنين المستمر.. ذرفت الدمع عليها.. فلقد عرفتها منذ زمن بعيد.. وكانت وقتها عفية قوية صحيحة سليمة وايضا كريمة وكان قلبي يتمزق كلما بعدت عنها ولو بسفر قصير.. والمشكلة أنني لم أكن الوحيد الذي أوقعته في حبها!.. عزت علي هذه العشرة الطويلة والحب الصادق وهذا العطاء الفريد, أعطتني سعادتي بل اعطتني عمري كله.. وهبتني العلم والمعرفة.. اكلت وشربت من فضلها وكرمها ولم تبخل يوما بما لديها.. عز علي ماقدمت من خير.. عز علي هذا الزمن الجميل.. وسألت نفسي كيف اضمد جراحها الغائرة وانا في هذا العقد من عمري.. كيف امسح هذه الدموع الغزيرة ومن أين لي بهذه القوة وقد وهن العظم واشتعل الرأس شيبا.. وهل من خلق أن أتركها وشأنها؟ أين الشهامة.. أين الرجولة؟ اين تعاليم ديننا الحنيف؟ هل اقف متفرجا وهي تذرف الدمع الغالي وتنهار وتستنجد ولا مجيب؟ وقف الجميع محرومين من البصر ومن البصيرة.. حتي من أعطته واغدقت عليه لم يستح ان ينهشها بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلمه, ولم يستح هؤلاء وهؤلاء ان يطعنوها في أعز ماتملك. سألت نفسي ماذا استطيع ان اقدم لك يامصر الآن فقد انهال عليك المجرمون من الخارج ومن كل عاق من أبنائك.. هذا يحرق وهذا يسرق وهؤلاء يقطعون الطرق ويعتصمون ومنهم من جلس لا يعمل متفرجا علي مشهد سخيف هل كانت ثورة لاسقاط نظام أم هو مخطط لاسقاط دولة.. هل هذا جزاء الشهداء الذين ضحوا بارواحهم الغالية لإسقاط نظام بغي وسرق وزور وظلم واضاع خيرات بلد عظيم؟ نظام لايستحق اصحابه إلا ما كتبه الله عليهم الآن من ذل ومهانة واحتقار.. خسارة هذا البلد الجميل الذي حسدنا عليه الكثير.. يارب لا ملجأ منك إلا اليك.. انقذنا ياربي.. انقذ مصرنا الغالية من المنافقين والاعلام الفاسد والطامعين في سلطة بدون مؤهلات.. في سلطة لايستحقونها.. انقذنا يارب من الخونة والعملاء والفلول.. انقذنا يارب حتي ننزل تحت ترابه بسلام آمنين. د. حسام أحمد موافي أستاذ طب الحالات الحرجة قصر العيني