حث الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمس المرجعيات السياسية في بلاده إلي عدم التستر والتغطية علي مرتكبي أعمال العنف ومحاولات الاغتيال التي شهدها لبنان منذ مقتل رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري. ورأي سليمان في كلمة مقتضبة خلال مراسم تشييع اللواء وسام الحسن وضحايا عملية الاغتيال التي استهدفته أن المؤسسة الأمنية تعاقب باغتيال الحسن لأن فرع المعلومات. الذي كان يقوده. نجح في كشف شبكات إرهاب وتجسس ونجح في ضبط كميات من المتفجرات. وحث سليمان الشعب اللبناني علي التكاتف. وأعرب عن عميق مشاعر الحزن والألم لذوي الضحايا. وتجمع آلاف المشيعين أمس وسط بيروت لحضور جنازة الحسن الذي أغتيل قبل ثلاثة أيام العميد وسام الحسن "47 عاما" وهو مسلم سني معارض لسورية. في تفجير أسفر عن مقتل سبعة أشخاص أخرين. وقد وجه اللوم علي نطاق واسع لسورية بشأن الهجوم. واتشح المشيعون بالملابس السوداء وحملوا صور الحسن وهتفوا بشعارات معادية لسورية. ومن المقرر أن يدفن الحسن إلي جوار رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري الذي أغتيل هو أيضا في عام 2005 ومنذ إغتيال الحريري ولبنان منقسم بين معسكر مؤيد لسورية ويقوده جماعة حزب الله الشيعية المسلحة وبين ائتلاف 14 آذار المؤيد للغرب بقيادة سعد الحريري نجل رئيس الوزراء الراحل. ووجه الائتلاف المعارض اللوم إلي الحكومة الموالية لسورية في حادث الاغتيال وطالب باستقالة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وقال ميقاتي إنه عرض تقديم استقالته ولكن الرئيس اللبناني طلب منه البقاء تجنبا لحدوث فراغ سياسي. وأغلق محتجون غاضبون الطرق في أنحاء لبنان أمس وتعهدوا بمواصلة ذلك حتي تستقيل الحكومة. وكان الحسن قد كشف مؤخرا عن مخطط تدعمه سورية لإثارة التوترات في لبنان. وكشفت تحقيقاته وجود صلة للسياسي المؤيد لسورية ميشيل سماحة بالتخطيط لهجمات بالقنابل. وأدي هجوم يوم الجمعة أيضا إلي إصابة أكثر من 80 شخصا وتدمير ممتلكات. وقد أعاد إلي الذاكرة الحرب الأهلية اللبنانية التي استمرت من 1975 إلي 1990 وإنه أوضح علامة علي أن الصراع في سورية يمتد لجارتها الصغيرة. وفي فرنسا ألمح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلي أن هناك ¢تورطا محتملا¢ لنظام دمشق في الانفجار الذي وقع يوم الجمعة بمنطقة الأشرفية ببيروت الذي اغتيل خلاله رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن. وقال فابيوس أمس عقب عودته من كابول ¢من المحتمل "ضلوع النظام السوري".. ونحن لا نعرف حتي الآن من يقف وراء هذا الهجوم ولكن كل المؤشرات تدل علي انه امتداد للمأساة السورية¢. واتهم رئيس الدبلوماسية الفرنسية الرئيس السوري بشار الأسد بالعمل علي ¢نقل عدوي¢ النزاع في سوريا إلي دول الجوار بلبنان وتركيا والأردن. وأدان فابيوس مجددا الهجوم المروع الذي شهدته الساحة اللبنانية.. مبديا تضامن بلاده مع الشعب اللبناني وحكومته ومع الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي. وأعرب وزير خارجية فرنسا عن ضرورة رحيل بشار الأسد¢..مشيرا في الوقت نفسه إلي مشاركة حزب الله اللبناني في الصراع بسوريا. ومن جانبه دعا إتحاد الأطباء العرب القوي الوطنية اللبنانية المخلصة الي الكشف سريعا عن مرتكبي جريمة اغتيال العميد وسام الحسن والعمل علي وحدة الصف اللبناني.