استغاثة عاجلة موقعة من عشرات النزلاء في سجن وادي النطرون تتلخص في سوء المعاملة والقسوة والخشونة من ضباط السجن للنزلاء. وهي موقعة من هؤلاء ومواقعهم وأرقام العنابر ولكني رفضت نشر أسمائهم خوفا عليهم من أن ينالهم المزيد من البطش والقسوة. الشكوي تحتوي علي مرارة وألم من السادة مفتشي المباحث وضباط المباحث وقادة العنابر من الضباط ورغم ذكر أسمائهم أيضا فإنني لن أسردها حتي تصل إلي هذا السجن وغيره لجان التفتيش من مصلحة السجون ومنظمات حقوق الانسان والتي لا نسمع لها صوتا في أوضاع هؤلاء النزلاء الفقراء البائسين بينما كانت تختصر الطريق وتذهب إلي سجن طرة وسجن المزرعة للسؤال عن أحوال الكبار من رموز النظام السابق والذين لا يحتاجون إلي المزيد من الرعاية والاهتمام. وما يجري في هذا السجن وادي النطرون وما طالعته في الرسالة اصابني بالفزع والرعب أن يحدث هذا الآن في السجون المصرية. ولا أقول بعد الثورة.. في 25 يناير فلا يجوز أن يحدث هذا أصلا قبل الثورة أو بعدها. فالثورة لا تزال في الطريق إلي أهدافها وربما لم تصل إلي تحسين المعاملة لنزلاء السجون الفقراء. فقد صدرت قرارات بالعفو في جرائم أو للمتهمين ما بعد الثورة وحتي شهر يونيو 2012 وهي خطوة هامة نرحب بها ولكن يجب أن تكتمل منظومة العفو والمراجعة لأوضاع النزلاء جميعا. العفو بثلث المدة أو نصف المدة والافراج الشرطي والعفو الشامل يجب أن توضع هذه المنظومة بكاملها موضع التنفيذ حرصا علي تحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين نزلاء السجون وحتي يتحقق المطلب والهدف الواضح وهو ضرورة تطبيق التسامح والمصالحة في كافة الجرائم عدا ما يهدد الأمن القومي فإن المعاملة لنزلاء السجون الفقراء يجب أن يطرأ عليها تعديل. يجب أن تختفي القسوة والخشونة والتعذيب والاهانات البدنية واللفظية التي تزرع اليأس والاحباط في نفوس النزلاء وتحولهم إلي مجرمين وتزرع لديهم الرغبة في الانتقام. ولا يجوز بأي حال أن تستمر هذه الصورة فالسجن وحده يكفي ويجب تحويل هذه الفترة للعقوبة إلي فترة تأهيل وتهذيب واصلاح ولا يجوز أن تتحول السجون إلي مزرعة للاجرام والمجرمين بفضل القسوة والخشونة والتعذيب والاهانات والشتائم وغيرها من الاساليب التي ذكرت بالرسالة وهي بشعة جدا ولا أستطيع سردها حتي لا يطلع العالم كله علي أحوالنا الرديئة داخل السجون وانصافا للحقيقة فإن هناك سجوناً بها ضباط لديهم قدر كبير من الرحمة والرأفة وتصلني رسائل شكر لهم. وهناك أيضا نزلاء مشاغبون ولا يلتزمون بالقانون أو التعليمات ولكنهم قلة ولا يجوز اساءة التعامل مع الجميع بسبب خطأ لنزيل في عنبر واحد ويتحول السجن كله إلي حالة تعذيب واهانة وتأديب وغيرها من الوسائل القاسية جدا التي يستخدمها بعض ضباط السجون. ولا أعرف كيف حصل هؤلاء الضباط علي هذه الوسائل للتعذيب الجماعي والاهانات بأبشع الالفاظ. القضية بالغة الخطورة ويجب مراجعة الأوضاع المعيشية داخل السجون لكافة النزلاء الفقراء الذين لا تهتم بهم أجهزة الاعلام أو منظمات حقوق الانسان الدولية أو المحلية ومنظمات المجتمع المدني. نزلاء السجون الفقراء في أشد الحاجة إلي الرعاية حتي لا تتحول السجون إلي مزارع لانتاج المجرمين مما يؤثر عليهم وعلي أسرهم التي تشعر بالمرارة عند زيارتهم. اصلاح السجون هي الخطوة الأولي نحو احترام حقوق الانسان المهدرة وتطبيق الاصلاح يحتاج إلي مراجعة شاملة لأوضاع النزلاء وتطبيق العدل والرحمة. هذه فئة من البشر تستحق الاهتمام ودون النظر إلي الافعال والجرائم والاخطاء المنسوبة لهم يكفي العقوبة التي صدرت بحقهم ولا يجوز أن تكون عقوبات مزدوجة ومضاعفة. كل ما نطالب به هو العدالة والرحمة وظروف ملائمة لنزلاء السجون الفقراء واعادة فحص أوضاعهم ومراكزهم القانونية في خطوة نحو العفو والتسامح وفتح صفحة جديدة تزرع الأمل في نفوسهم و أسرهم البائسة. كلمات لها معني لا تتحدي انسانا ليس لديه ما يخسره * قول مأثور