لا حدود لإبداع وابتكار العقل البشري، وكل يوم تخرج علينا اختراعات وابتكارات جديدة هدفها تسهيل حياتنا وحل مشكلات نقابلها وتعوقنا أحيانا عن تحقيق أهدافنا. فمثلا لو كنت من هواة القراءة، وتعشقين التعرف على ثقافات الشعوب المختلفة وخلاصة عقول مفكريها ومبدعيها، فقد تقف عقبة المعرفة باللغة أمامك وتحددك بقراءة الأعمال التي يمكنك فهم لغتها فقط، أو التي تمت ترجمتها للغة تجيدينها. وإذا فرضنا أن الكتاب موجود لديك في هيئة نسخة إلكترونية، فإن ترجمته تقتضي وضع النص على صفحة أي مترجم إلكتروني، على الكمبيوتر المتصل بالإنترنت أو هاتفك الذكي المتقدم، مع إعداد نفسك لتلقي نتائج غير دقيقة في أغلب الأحيان، وقد يستعصي عليك فهم النص المترجم في النهاية. كذلك لو كنت تدرسين نصوصا أجنبية صعبة، ويستغرق الأمر منك وقتا طويلا لترجمة الكلمات واستيعابها، فأنت في مشكلة، وخاصة إذا كان النص المراد ترجمته في نسخة ورقية مطبوعة، وليس في نسخة إلكترونية. ففي هذه الحالة عليك كتابة النص على الكمبيوتر أولا حتى يمكنك ترجمته، وهذا بالطبع كلام غير منطقي في حالة الكتب الكاملة أو النصوص الطويلة. لكن العلم الحديث جاء ليقدم لك، ولكل الطلبة والطالبات ودارسي اللغات الحل السحري لكل هذه الصعوبات. الحل ببساطة هو المترجم الفوري الصغير (Ivy Guide) الذي يأتي على هيئة جهاز بحجم عقلتي إصبع تقريبا، متصل بوصلة (يو إس بي) لشحنه من أي جهاز كمبيوتر عادي أو لاب توب بسهولة. أهم ميزة في هذا الجهاز بالإضافة لحجمه الصغير أنه مجهز بحيث يمكن تركيبه على كل أنواع الأقلام الجافة والحبروالرصاص. كل ما عليك لاستخدام هذا الجهاز الرائع الجديد هو تركيبه بسهولة في قلمك الخاص، ليقوم بعمل مسح للكلمات الموجودة في الكتاب الذي تقرأينه، بينما تمرين بالقلم على السطور، ويستخدم صفحة الكتاب كجهاز بروجيكتور يعرض لك عليه ترجمة الكلمات واحدة تلو الأخرى من خلال ضوء واضح أحمر اللون. الجميل في الأمر أن الجهاز خفيف الوزن، وليس متصلا بأي أسلاك على الإطلاق، ولا يحتاج لأي نوع من البطاريات لأن شحنه يتم عبر ال USB، مما يجعله سهل الاستخدام وعمليا ويمكنك اصطحابه إلى المكتبة العامة أو أي مكان دون تكبد أي مشقة، حيث يمكن حمله في الجيب أو داخل حقيبة اليد. قام بتصميم هذا الجهاز الجديد الرائع 3 مصممين هم "Shi Jian" و"Sun Jiahao" و"Li Ke"، وقد ذكروا أن اختراعهم لا يزال في طور التطوير والإعداد، وأن النسخة التي خرجت للنور منه حتى الآن ليست سوى نسخة تجريبية تستطيع الترجمة بين لغتين فقط هما الصينية والإنجليزية، لكن العمل لا يزال جاريا على قدم وساق لزيادة إمكانات المترجم الصغير، ورفع قدراته بحيث يتمكن في القريب العاجل من استيعاب عدد كبير من اللغات والترجمة بينها جميعا بكفاءة عالية. وفي ظل العولمة وانفتاح الدول والثقافات كلها على بعضها، سيكون لهذا الجهاز بالتأكيد - إذا تم تطويره بالشكل المرجو - دور كبير في اختصار المسافات وتوفير الوقت والجهد للطلبة ودارسي اللغات. ولمشاهدة كيفية عمل هذا الجهاز الجديد والمبتكر، يمكنك البحث باسمه على موقع (youtube) الشهير لمشاهدة مقطع الفيديو الذي يريك تجربة عملية توضح كيفية عمل المترجم الصغير، وطريقة استخدامه. والآن، ما رأيك بهذا الاختراع الجديد؟ هل ترين أنه إذا احتوى على لغات عديدة وتم طرحه قريبا في الأسواق، سيكون ذا فائدة كبيرة لك؟ وما الملاحظات التي تأخذينها عليه، أو الإضافات التي تتمنين أن تدخل عليه عند تطويره، وقبل طرحه بأسواق العالم؟.