يقول المثل المصرى " شيله من دماغك" يعنى لا تجعله يشغل حيزا ما داخل تفكيرك ... هذا المثل ليس له نصيب من الصواب تماما إذا ما تحدثنا عن جماعة الاخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة وعن الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى. فالإخوان " متهمون حتى تثبت براءتهم" هذه القاعدة المقلوبة هى الاساس الذى يتعامل به جل الشعب المصرى مع الاخوان. ولكن هلا سألت نفسك كيف تكونت أفكارك وآراؤك عن جماعة الإخوان المسلمين؟َ يجيب عن هذا التساؤل الفيلسوف المسلم على عزت فيجوفيتش فى كتابه الاسلام بين الشرق بتلك العبارة الرائعة "كي نفهم العالم فهما ً صحيحا ً لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيه". فما هى المصادر الحقيقية لكل أفكارك عن الاخوان المسلمين ؟! ستجد أن الصورة الذهنية التى تكونت لديك عن الإخوان المسلمين تعود بكل ألوانها وملامحها وظلالها الى عهد نظام مبارك الذى كان يطلق عليها "المحظورة" وكان يقدم نفسه داخليا وخارجيا بديلا معتدلا ووسطيا عن الارهابى الاسلامى والاستبداد باسم الدين المتمثل فى جماعة الاخوان . فجماعة الاخوان المسلمين كانت "فزاعة" النظام للتخويف داخليا وخارجيا وتصوير مصر على أنها ستصبح أفغانستان أو ايران. وكأن علينا ان نختار بين الاستبداد السياسى " نظام مبارك " وبين الاستبداد الدينى " الاخوان المسلمين". وكانت هذه هى معضلة جولة الاعادة من الانتخابات الرئاسية... وهذا الهاجس والتخوف " الاستبداد باسم الدين" قد منع ملايين المصريين من التصويت لصالح الدكتور محمد مرسى. رغم أن كل واحد من الثمانين مليونا بداخله " سوفت وير " لنظام مبارك يتمثل فى عدم قبول الاخر المعارض فى الرأى "الديكتاتورية " وتقديس العنف وعدم احترام القانون "البلطجة". وبداخله أيضا " سوفت وير" للاستبداد باسم الدين فنحن للأسف نرفض مقولة ماركس الشهيرة " الدين أفيون الشعوب" ولكن نستخدمه فى تغييب العقول. أما بعد الثورة فتم اصطياد أخطاء الجماعة بداية من ترك الميدان والبحث عن الغنائم مرورا بتشكيل لجان مجلس الشعب وتأسيسية الدستور وتسليط الأضواء عليها من قبل آلة اعلامية جبارة ل"شيطنة الإخوان" وضعهم داخل قفص الاتهام من إعلام يبيع عقول الجماهير لأصحاب المصالح والمعلنين.